(1)
تدور في مخيلتي ..منذ أيام فكرة تأسيس حزب سياسي ... ولدي ثقة كبيرة بان الحزب سينال إعجابكم .. كونه سيحمل اسم " حزب المفلسين الأحرار" .. كما إنني على ثقة و قناعة تامة بأنكم ستنضمون إلى كشكي – عفواً- اعني حزبي الجديد..
(2)
لقد شهدت الساحة الوطنية في الآونة الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تأسيس الأحزاب .. لدرجة لم يعد بوسع المرء ان يميز بين الحزب والكشك والبقالة وصالون الحلاقة.
فمن فرغ على نفسه فتحَ له حزب .. المهم وجود مقر ولوحة متر في متر، وسلم الله بالسعودية وإيران... فالأموال تتدفق على مؤسسي الأحزاب من كل مكان، وعلى قدر مالك ستحصل على عملائك وأنصارك.. وكم هو مضحكاً عندما تجد حزب أو جماعة تتعصب لدولة تبعد بينها وبينهم دول وبحار وحدود..ومساحات شاسعة.. . فتدافع عليها بطريقة مستميتة وبوقاحة مخيفة.
(3)
لقد عاثت معظم الأحزاب بالأرض فساداً.. وهي سبب كل الذل والهوان، والتدمير والخراب الذي تعيشه معظم الأوطان .. والمؤسف له أننا كعرب على وجه الخصوص لدينا هوس كبير ورغبة جامحة بالتفوق على الآخرين بالأمور السلبية .. ففي أمريكا مثلاً نجد حزبين "الجمهوري والديمقراطي" يتقاسمان الحياة السياسية ويخوضان المعترك الانتخابي ويصلان إلى اعلى مراحل المنافسة وبالأخير يفوز حزب أو مرشحه ويحكم الفائز ويُسلم الحزب الخاسر بالأمر الواقع ، ويقر بهزيمته، ولا يشكك ابداً بصوت الناخب الأمريكي أو بجهات الرقابة والإشراف، ويطعن بنتائج الانتخابات كما يحدث في بلداننا العربية، والتي تزّور فيها الانتخابات بنسبة 100% ، ويفوز الحاكم الذي ظل ممسكاً بالحكم لقرون طويلة بأغلبية كبيرة تصل إلى 90% ، وما حدث في انتخابات مصر أيام حسني مبارك الأخيرة خير دليل .. حيث فاز بأغلبية كبيرة ولما قامت الثورة الشعبية ضده في الـ11 من يناير 2011 ونجحت في إسقاطه ولم يخرج لتأييده الا عدد لا يتجاوز أصابع اليد .. فأين ذهبت الملايين التي صوتت له ..
في المقابل لو أخذنا العراق لوجدنا أن فيه أكثر من 300 حزب وكيان سياسي وطائفي وعشائري..
خلاصة القول .. لسنا بحاجة إلى مزيداً من الأحزاب بقدر ما نحن بحاجة ماسة إلى ضرورة إحداث ثورات تصحيحية كبيرة داخل المكونات الحزبية الحالية.. وإنعاشها من جديد.. بحيث تعمل بأساليب واليات جديدة وحديثة تواكب متطلبات المرحلة وأهدافها المستقبلية.