أرشيف الرأي

اليمن ودول الخليج والمكائد الإيرانية

تربط اليمن بدول الخليج علاقات أخوة ومحبة فهم أخوة في العرق وفي الدين قبل كل شيء ‏والأنساب وهم أقر إلى بعض. اليمن تحتل مكانة كبيرة في منطقة الخليج بلا استثناء، وإذا ‏رأينا ماذا تقدمت دول الخليج لليمن سنرى المدارس والمستشفيات والطرق ودعم الميزانية ‏والتعليم والقوات المسلحة والأمن لسنوات طويلة. ‏

وإذا قرأنا الوثائق الدولية سنرى أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج دافعت عن اليمن ‏واستقرارها وليس كما يزعم اليسار والشيوعيون الذين سعوا بوسائلهم الإعلامية لربط الثقافة ‏والفكر اليمني بالدول الشيوعية وإبعادها عن أشقائها الخليجيين..

واليمن عمق لدول الخليج.. لقد ‏سمعت من الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رحمه الله، أن المملكة أكبر داعم لليمن بسخاء. ولكن ‏ما حصل في حرب الخليج والموقف الذي تم دفع اليمن إليه وهو قرار أضر باليمن وبالشعب ‏اليمني ودفع اليمن فيه ثمناً باهظاً لكونه حقق مصالح شخصيات وأحزاب على حساب مصلحة ‏أمة بأكملها وتسببوا في عودة آلاف العمال والمهاجرين وتركوهم يعانون من الفقر وتخلوا ‏عنهم وبالذات، الكويت التي كانت تربطها باليمن علاقات متميزة. ‏

مأساتنا كبيرة مع اليسار والشيوعيين ودعاة الطائفية عملاء إيران الذين يهمهم إيجاد التفرقة ‏ليحققوا أهدافهم، يشيعون الأخبار، ظللنا سنوات ونحن نواجه هذه الإشاعات وبث الكراهية ‏والحقد ونشر القصص والحكايات التي لا أساس لها. نعم توجد اختلافات وتوجد طبائع بشرية ‏وهذا موجود منذ خلق الله الكون وحتى بين أهل البلد الواحد، ولكن نحن أمة واحدة وشعب ‏واحد ولا توجد فروق بيننا. كلما قربت الاتفاقيات والسعي لدمج اليمن مع دول الخليج تبدأ ‏بوادر وإشاعات وفتن. هناك جهات لها مصالح في هذا وهي إيران التي تريد أن توجد دولة ‏شيعية وتبقي اليمن تحت احتلالها بذل كالعراق وتعيد اليمن لجحيم النظام الشمولي. ‏

وللأسف إن مشكلة علاقات اليمن مع دول الخليج سببها الدولة السابقة التي أضرت وتركت ‏شرخاً كبيراً في العلاقة وعطلت المساعدات الخليجية والدعم التنموي لليمن وأضرت بالعمالة ‏اليمنية، وبذلت قوى لها مصالح استفادت من هذا وسعت دول عربية للإشاعة والفتن حتى تحل ‏عمالتها محل العمالة اليمنية. ‏

والآن يحاول الرئيس عبد ربه منصور ووزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي بجهود ‏مشكورة لإصلاح العلاقة وتطويرها. ولكن هناك جهات تسعى لإفشال هذه الجهود، وتشعر ‏بالحقد كلما تقارب اليمن مع جيرانه وأشقائه. لذا لابد من الفطنة والانتباه لمثل هذا والمسؤولية ‏تقع على الطرفين. ولابد من قطع الطريق على هؤلاء، وعدم السماح بمثل هذه المحاولات. ‏

يجب فضح هؤلاء الذين هم أعداء اليمن، نحن بحاجة إلى برنامج لإصلاح وضع العمالة مع ‏دول الخليج من خلال لقاء بين وزراء العمل والداخلية والتنمية والخارجية تشمل معاهد تدريب ‏وتأهيل العمال اليمنيين حسب حاجة السوق وفق اتفاق جماعي مع الدول والغرف التجارية مع ‏اعتماد تبادل المعلومات حول الأشخاص الذين يشكلوا خطر أمني وجنائي على الجميع ويمثلوا ‏خطر أو جرائم أو التورط في الإرهاب وفق المصالح المشتركة والمصلحة العامة لليمن ‏وأشقائه. والخطوة الثانية برنامج للتنمية الذاتية في اليمن وتأهيل اليمن في المجال الزراعي ‏والثروة الحيوانية وتطوير الخدمات الصحية والبدء بمشاريع التنمية لحل مشاكل المياه، ‏وتعاون منظمات المجتمع المدني وحملات إنسانية لدعم الشعب اليمني. ‏

كذلك مسؤولية اليمن أن تضع خطة للقضاء على الجماعات المسلحة وبدعم عربي وخليجي ‏وبالأخص بهذا الخصوص، فإن الاستقرار الأمني يساعد على دخول الاستثمارات وكذلك ‏تنشيط العلاقات الاقتصادية وإقامة ميناء مشترك في بحر العرب لتصدير النفط الخليج وفق ‏اتفاقية تحفظ مصالح الجميع. هناك عوامل كثيرة ودعونا لتجاوز هذه الإشاعات والقصص التي ‏لا يصدقها عقل وهي خبيئة هدفها إيجاد روح العداء واستعداء اليمن ودول الخليج ضد ‏بعضهم، هذا مخطط خطير جداً يضر بالمصالح اليمنية، وهناك أناس لا يخافوا الله يريدوا دمار ‏اليمن. ‏

يجب تجاوز مرحلة حرب الخليج والماضي ويجب فتح صفحة جديدة والعمل المشترك ‏وسيظل الاستقرار الأمني في اليمن ومحاربة السلاح هو عمود ورأس القضية، وهذا لا يكون ‏إلا بميثاق شرف جماعي ما يخدم المصالح العليا لليمن ودول الخليج. وشعوب الخليج وحكامها ‏يحبوا ويعتزوا بها، وما يقال لا أساس له. وأي خلافات يمكن احتوائها، وهناك من التفاهم ‏والمصالح والعلاقات التاريخية ستتجاوز كل ذلك.‏

لذا يا رجال الإعلام يا أصحاب المواقع و يا عقلاء اليمن نحن أخوة لدول الخليج وهم ‏يصدرون لنا القمح والدواء والدعم المالي، وإيران تصدر لنا السلاح والمخدرات والإرهاب ‏والقتل!! فأيهما أفضل؟!‏

زر الذهاب إلى الأعلى