[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ذئاب المدينة

حين أعلن أوباما قلقه من صحفي لايملك سوى قلم وكلمة الحقيقة حول جرائم أمريكا ‏وأكاذيبها؛ كان ذلك اعترافا رسميا من البيت الابيض أن أمريكا تلفظ أنفاسها الأخيرة، وان ‏العصابات اليهودية التي تدير أمريكا والغرب ستتخلى عنها، فطريقة تعبير أوباما عن قلقة ‏تستحق التأمل حين أمسك بسماعة الهاتف الرئاسي ليجري مكالمة عاجلة مع علي عبد الله ‏صالح تقضي بوضع الصحفي في زنزانة إنفرادية!‏

فحالة القلق هي حالة معلنة عن الخوف، وتجاوز الأعراف الديبلوماسية في مخاطبة رئيس ‏دولة بطريقة مباشرة ومعلنة يتورط فيها أول رئيس أمريكي على مستوى تاريخ أمريكا بحبس ‏صحفي! وهي الدولة التي وضعت أول لبنة في تأسيها على أن "البشر جميعا متساوون ولهم ‏حقوق متساوية ولا يحق لأحد مصادرتها" بحسب الدستور الأمريكي.‏

كان بإمكان رئيس دولة - تحاول آلة الإعلام الضخمة التي تديرها شركات رأس المال ‏تصورها أنها عظمى- أن يوجه الخارجية الأمريكية أو المخابرات الأمريكية لتبلغ وكلائها في ‏اليمن بما تريد كما هي العادة فهم طوع أمرها، ولا يحتاج ان يرفع سماعة الهاتف ليخاطب ‏شخصيا رئيس دولة ويصدر أمرا مباشرا يقضي بوضع الصحفي في زنزانة انفرادية لأكثر من ‏ثلاث سنوات!.‏

لجوء رئيس أمريكا لذلك دليل حالة الفزع والضعف في نفس الوقت من الحقيقة التي تمزق ‏صورة الزيف والباطل التي تختفي خلفها أمريكا والغرب ومن ورائهم العصابات اليهودية التي ‏تسودهم وتقودهم.‏

وحين كان الصحفي "المقلق بقلمه وكلمته لأوباما" يقضي سجينا في زنزانة انفرادية؛ كان ‏هناك عددا من "الذئاب" يتجولون بحرية في المدن الأمريكية، يرعبون أوباما ويهددون أمن ‏وسلامة أمريكا، ويضعون امام العالم مزيدا من الأدلة أن أمريكا ستصبح عما قريب شيئا من ‏الماضي.‏

خوسيه بيمنتل
ففي 21 أكتوبر2011 وبعد ثلاثة أسابيع من مقتل الإمام أنور العولقي كان الشاب ذو الـ27 ‏ربيعا من من ابناء مدينة نيويورك أكمل صناعة ثلاث قنابل في "مطبخ أمه" مسترشدا بدليل ‏صناعة القنابل اليدوية من مواد بدائية تتحول إلى مواد شديدة الانفجار توقع الالاف من القتلى ‏والجرحى تعلمها من المجلة الانجليزية (‏INSPIRE‏- الإلهام) التي يصدرها طليعة من شباب ‏الأمة الاسلامية عبر الانترنت ويشرف عليها الأمام المغدور به أنور العولقي.‏

كان خوسيه بيمنتل حديث عهد بالإسلام حيث لم يمض على دخوله الإسلام عام ، وهو من ‏أصول دومنيكية، كما ان رئيس أمريكا من اصول كينية.‏

لكن خوسيه بيمنتل فضل أن يرتبط برباط "الإخوة الإسلامية" كمنظومة تعاقد ولاء بين ‏المسلمين يجب عليهم التناصر فيما بينهم على أساس الدين وليس العرق أو اللون أو اللغة.‏

فقام بتحديد ثلاثة أهداف عسكرية في مدينته نيويورك يستهدفها بالثلاث القنابل التي صنعها ‏في مطبخ امه بحسب ارشادات انسباير (الإلهام) كلها تابعة للجيش الأمريكي العائدون من ‏أفغانستان والعراق والمتقاعدون.‏

لم ينفذ العملية ولم يكن مرتبطا بأي جهة أو شخصية خارجية سوى بالقرآن الكريم الذي ‏يعلمه أن "المؤمنون إخوة" "والمؤمنون بعضهم أولياء بعض.."‏أوقفته الإف بي أي دون ان تنجح في الوصول إلى أية روابط تربطه بعناصر مع طليعة من ‏شباب الأمة الإسلامية (تنظيم قاعدة الجهاد) في أي مكان في العالم.‏

الرائد نضال حسن
كان قبل خوسيه بيمنتل الرائد نضال حسن الذي قتل وجرح أكثر من ستين من زملائه ‏الضباط في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية قاعدة فورت هوت بولاية تكساس، وكانت اسبابه ‏ودوافعه لا تختلف عن دوافع واسباب خوسيه بيمنتل والإمام أنور العولقي؛ وهو "أداء الواجب ‏الإيماني في محاربة الشر في العالم ومناصرة المسلمين في كل مكان" وكان الإمام أنور ‏العولقي يعتبر أن "أمريكا شيطان لا يحتاج إلى الاستئذان أو الفتوى من أحد لقتال الشيطان".‏

حيث وجد نضال حسن ان زملائه الضباط والجنود يرتكبون الجرائم في حق البشرية في ‏أفغانستان والعراق، وقد حصلت على نسخة من إيميلاته مع الامام أنور العولقي أهداني إياها ‏الإمام الراحل أنور العولقي من جهازه وشرح طريقة التراسل بينهم.‏

كان نضال حسن يقوم بمراسلة الإمام انور من قاعدة فورت هود نفسها ويقول نضال في ‏إحدى رسائلة "الا ترى كيف يفعلون بإخواننا في فلسطين بدعم أمريكي، لماذا لا نقوم بعمل ‏مماثل فندعم إخواننا كما يدعمون اليهود في فلسطين!؟"‏

ويقول في رسالة أخرى "إن الأمريكيين يقومون بعمليات وحشية وقتل متعمد وانتهاك ‏للحقوق في العراق وأفغانستان لإخواننا المسلمين هناك.."‏

فرابط "الاخوة الإسلامية" هو نفسه الذي حرض خوسيه بيمنتل وركز على إيضاحه من ‏القرأن الكريم الإمام أنور العولقي المتخرج من جامعة كولورادو الأمريكية واحد مواطني ‏وساكني مدينتي سان دييقو في الغرب الأمريكي، وواشنطن في الشرق الأمريكي.‏

جوهر تسارناييف
وحين كانت الصحفية البريطانية أيونا كريج تناقش مع الصحفي الأمريكي جيرمي سكاهيل ‏طرقا لنشر حقيقة أوامر أوباما التي ادت إلى سجني في زنزانة انفرادية لثلاث سنوات، كان ‏هناك أخوان في المدينة التاريخية بوسطن يجهزون قنابل في مطبخ أمهم، عملا بنصيحة ‏المجلة الانجليزية انسباير ولنفس الدوافع والأسباب؛ وهو تحقيق روابط "الاخوة الإسلامية" ‏بين المسلمين بالتناصر ضد "عدو" يعتدي عليهم في أرضهم وأموالهم، ويقتل نسائهم وأطفالهم ‏في مناطق متفرقة من العالم.‏

وجاءت عملية بوسطن، في ذكرى انطلاق شرارة ثورة الاستقلال 14 ابريل، بعد مرور مئة ‏عام على غرق سفينة التايتنيك التي انطلقت من شواطئ بريطانيا متجهة إلى أوروبا الحديثة ‏والأرض المكتشفة الجديدة(أمريكا) وغرقت في البحر بارتطامها في قطعة جليد صغير أدت ‏إلى تدميرها، وفي قصة التايتنيك رمزية أمريكا من البداية حتى النهاية.‏

وليست أمريكا سوى تلك السفينة التايتنيك، ولم تكن قطعة الجليد التي دمرت أمريكا سوى ‏الحادي عشر من سبتمبر!‏

ولعملية الأخوين تسارناييف في بوسطن دلالات هامة، حيث اهمية المدينة أنها انطلقت منها ‏شرارة الاستقلال، والهدف الذي تم استهدافه مارثون رياضي وعلى خط النهاية، مما يبعث ‏برسالة أن أمريكا أصبحت اليوم علىى خط النهاية، ولم تعد بحاجة إلى قيادة بن لادن أو كارزما ‏العولقي لتدميرها ووضعها على خط النهاية، فجوهر تسارناييف ابن التسعة عشر عاما صنع ‏قنبلة في المطبخ مستخدما أداة الطبخ أيضا لانجاز ذلك.‏

وفي الحادي عشر من سبتمبر التي كانت على مستوى عال من التخطيط استغرق سنوات ‏بقيادة مركزية عالمية يقودها بن لادن، و تطلبت تسعة عشر شابا كي يضعوا أمريكا على خط ‏بداية النهاية، فإن عملية بوسطن لم تكن بحاجة إلا إلى شاب عمره تسعة عشر عاما ليضع ‏أمريكا على خط النهاية!‏

الرقم (19) يعمل على هزيمة أمريكا!‏
قبلهم كان فيصل شهزاد ابن ضابط المخابرات الباكستاني والمولود في نيويورك الذي أثار ‏تهديدا جديا في تايمز سكوير في ابريل 2010 قالت المعلومات يومها انه تلقى تدريباته في ‏مناطق القبائل في باكستان.‏

لم تستطع أمريكا بطائرات بدون طيار أن توقف التهديدات فقد أصبحت تنطلق من الداخل، ‏وذئاب المدينة يتكاثرون بصورة تكشف لنا مستقبل أمريكا التي تغرق في أزمة الديون نتيجة ‏الحادي عشر من سبتمبر وأخواتها التي استنزفتها حروب وهمية تحملها دافعوا الضرائب، ‏وحين سعى صحفي لكشف الحقيقة للرأي العام الأمريكي والغربي، خاف أوباما ومن خلفه ‏عصابات اليهود التي تدير راس المال في أمريكا وتمسك بزمام المال والسياسة والاعلام ‏هناك، وبلغ خوفه إلى مرحلة الفزع أن يمسك بسماعة الهاتف ليصدر اوامره بوضع الصحفي ‏في زنزانة انفرداية معتقدا انه وضع الحقيقة وراء القضبان.‏

موضوع متصل:
الميجور نضال والإمام اليمني .. الجريمة والتأييد!
https://nashwannews.com/articles.php?action=view&id=1107

زر الذهاب إلى الأعلى