اليوم وبعد سماعي لنتائج التحقيق الأولي الذي رفعته اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث العرضي بعد سماعي لنتائج التقرير أدركت جيدا وصرت مقتنعا ان الرئيس هادي في خطر كبير ومصدر هذا الخطر ليس القاعدة ولا الهجمات الانتحارية ولكن مصدر الخطر يكمن فيمن هم جوار الرئيس هادي.
انهم هم من يسهلون لمنفذي الهجمات.. انهم هم من يمدونهم بالمعلومات اللوجيستية وعند فشل العملية يقومون بالتحقيق في الحادثة ليرفعوا لهادي تقريراً هزلياً كالذي رفعوه له اليوم.. وهم بذلك يغتالون الحقيقة ويحرفون الأنظار إلى عدو وهمي ومجهول.
بقراءة عاجلة لتقرير اللجنة نجد ان اللجنة قد استسقت معلوماتها من وسائل الاعلام فكلنا عرف ان عدد المهاجمين 12 وكلنا يعرف ان الهجوم بدأ من البوابه الغربية وكلنا يعرف ان المهاجمين استخدموا سيارة مفخخة.. اذن ما الجديد الذي اضافته اللجنة سوى انها قالت ان اغلب المهاجمين يحملون الجنسية السعودية.
هناك اشياء كثيرة وبديهيه لم يتطرق لها التقرير . ما هي أسماء المهاجمين؟
لقد سمعنا ان قوات الامن القت القبض على اثنين من المسلحين وهم يحملون احزمة ناسفة فاين ذهبوا لماذا لم يتطرق لهم تقرير اللجنة؟!
هل من المعقول ان اثني عشر مسلحاً قادرون على مهاجمة منشأة حيوية كالعرضي؟ وإذا فرضنا ان الهجوم كان منهم فقط فهل معقول ان يظلوا يقاومون قوات الجيش والامن لمدة 19 ساعة من اين لهم الذخيرة التي تجعلهم قادرون على المقاومة كل هذا الوقت؟ وهل سيستطعون الصمود امام اعداد كبيرة من الجنود تستخدم مختلف الاسلحة وهم في ظروف قلق وتركيز وانتباه هل قدرة الانسان تتحمل كل ذالك؟
ما حقيقة ان المهاجمين استخدموا منازل مجاورة للدفاع في هجومهم؟ اين مصير هذه المنازل؟ من الذي يملكها؟ كيف استطاع المهاجمون دخولها؟ القنوات التي صورت الحادث مباشرة هل تم التحقيق معها لمعرفة كيف استطاعوا الوصول إلى مكان الحادث بهذه السرعة؟
ان التقرير الاولي لنتائج التحقيق يقول ان اللجنة اتجهت طريقا واحدا وهو ان تقيد القضية ضد (القاعدة) والاكتفاء بقتل المهاجمين فاللجنة اختصرت الطريق عندما اكدت ان المهاجمين قد قتلوا جميعاً.
ان هذا التقرير يعد عملاً هزلياً ساذجاً يحاول التستر على المجرمين الحقيقيين الذين هم وراء هذه الجريمة البشعة التي هزت العالم كما ان التقرير يعد استخفافا بعقول اليمنيين.. وهو الحلقة قبل النهائية لعملية اخفاء الحقيقة وقد سبقها حلقة بيان القاعدة الذي صيغ على عجل والذي تبنت فيه القاعدة الهجوم على العرض.
الرئيس هادي في خطر وحادثة العرضي ستتكرر طالما وان التحقيق كانت نتائجه هزيلة بهذا الشكل . وانني على يقين لو ان صاحب عمارة طلب من بواب عمارته ان يرفع له تقريراً عن حادث سرقة اسطوانة غاز سرقت من العمارة لكان تقرير الحارس اقوى واعمق من تقرير هذه اللجنة.
في ظل هذا الوضع المخيف الذي يلف الوطن ويلف الرئيس هادي يجب على هادي ان يحترس وان يكون حذرا من كل من يحيطون به وعليه ان يدرك ان عدوه وعدونا وعدو اليمن قريب منه يتصنع الوفاء والاخلاص ويعمل على تضليله.
على هادي ان يدرك ان حادث العرضي انما هو حلقة من مسلسل طويل من الاعمال التي تستهدف الوطن ابتداء بمحاولة اقتحام وزارة الدفاع قبل عام ثم محاولة اقتحام وزارة الداخلية ثم محاولة اقتحام الامن القومي انهم حاولوا ان يجعلوا الدولة بلا بصر ولا ذاكرة لكي يتمكنوا من التحرك بحرية خدمة لمشاريعهم التدميرية ولانهم استطاعوا ان يتحركوا بحرية عبر مؤتمر الحوار وأملوا علينا شروطهم فهم اليوم يستهدفون الدفاع لكي يجعلوا اليمن مشلولاً امام مشاريعهم فيقومون بتقطيعه وتوزيعه كما يريدون وربما انهم جعلوا رأسك انت يا هادي هدفهم من هذه العملية.
عليك ان تدرك ان هذا الوطن له اربعة اعداء وامهم..
الاربعة الاعداء هم: الارهاب، ثم الثلاثة الذين يعيشون على امل عودة الماضي:
يعيشون على امل عودة ما قبل ثورة سبتمبر المجيدة
يعيشون على امل العودة إلى ماقبل 22 مايو1990
يعيشون على امل العوده إلى ما قبل 11فبراير 2011.
انهم اربعة اعداء يعملون بتناغم وتنسيق وهم متواجدون في كل مكان انت فيه عليك ان تعرفهم وتحذر منهم..
اما امهم فهي الولايات المتحدة الأمريكية فهم يعملون وفق رغباتها وان اظهروا العداء لها
انهم "أبو رغال" عصرنا.. انها تستخدمهم ليكونوا وسيلتها وذريعتها لاستكمال السيطرة على مضيق باب المندب وتكون صاحبة الشرعية في التصرف بخط التجارة العالمي.. انها تسعى للسيطرة على طريق النفط وتسعى للاقتراب اكثر من منابعة في الخليج.
انني اثق ان الرئيس هادي قادر على تجاوز كل هذه الصعاب والاخطار اذا توفرت لديه العزيمة الصادقة واذا عرف من هم اتباع مشاريع اعداء اليمن ولم يركن اليهم حينها سيكون قادراً على احباط كل مخططاتهم خصوصا والشعب اليمني يصطف خلفه.
على الرئيس هادي ان يثق ان الوطنيين الشرفاء من يحبون الخير لهذا الوطن هم اكثر بكثير من اعداء الوطن ولكن اعداء الوطن استطاعوا ان يشوشوا على مسامع هادي فجعلوه لا يسمع الا اصواتهم لقد اوهموا هادي ان مشاكل اليمن تنحصر في زواج القاصرات وختان الاناث وهم يريدون تفاقم المشاكل الحقيقية ليكونوا هم الحل.
لقد اوهموا هادي وقادة الاحزاب ان مشاكل اليمن ستحل من داخل فنادق الخمسة نجوم وهم يريدون من ذلك تفكيك ما تبقى من مؤسسات الدولة ليتسنى لهم بناء جحيمهم المرتقب..
على الرئيس هادي ان يستمع لصوت الوطن وان يكون على ثقة ان اليمنيين كلهم خلفه وانهم قادرون على افشال كل مخططات الاعداء فمن استطاع ان يكسر حصار السبعين ويدحر فلول الاماميين في عام 1968 واستطاع ان يمرغ انف الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في التراب قادر اليوم ان يدحر اعداء اليوم وما عليه الا اعلان ساعة الانطلاق نحو بناء دولة يمنية قوية.