[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

نهاية فضائحية لحوار موفنبيك تستوجب تحركا شعبيا عاجلا لاستنقاذ اليمن

حان الوقت لخطوات عملية لمواجهة المؤامرة التي تحاك في موفنبيك ضد الشعب اليمني. ‏من الثابت الآن أن لا أحد هناك يعبر عن مصالح اليمنيين. لا يجد اليمنيون صوتا يمثلهم في ‏فندق الـ5 نجوم الذي صار ثكنة يحتمي بها القتلة واللصوص وعصابات الخطق وقطع الطرق ‏وممولو الإرهاب والهاربون من جلودهم. هناك تتسيد ذهنية لصوصية تريد الانتهاء من صفقة ‏تقاسم كيفما اتفق.‏

بينما يتردى اليمن في الفوضى والعنف والارهاب والمحاصصة الحقيرة التي يتورط فيها ‏الجميع يواصل الرئيس هادي وقادة المشترك والمؤتمر الشعبي ومنتحلو التمثيل باسم الثورة ‏والحراك مفاوضاتهم على تفكيك البقية الباقية من الدولة باسم مشاريع مموهة تستثمر أسوأ ما ‏في ممارسات نظام الرئيس السابق صالح لتبرير خياناتها لتضحيات اليمنيين في ثورتي ‏الحراك الجنوبي والشباب وتمرير مخططات تجهز على اية فرص مستقبلية لقيام دولة العدل ‏والقانون والمواطنة.‏

يمثل الوضع الراهن إهانة عميقة لليمنيين الذين قاسوا الويلات خلال الاعوام الأخيرة، وبذلوا ‏الدم والمال والجهد من أجل الانتهاء من نظام ديكتاتوري عصبوي فاسد. لكن حفنة سياسيين ‏فاسدين وفاشلين تكيفوا على مدى عقود مع نظام الرئيس السابق بل وتموضعوا كمعارضة ‏ديكورية في أغلب الأوقات تمثل على الشعب في الانتخابات والاستفتاءات، استطاعت ركوب ‏موجة الثورة الشعبية في 2011 ثم حرفها باتجاه التقاسم والمحاصصة والتفكيك.‏

باستخدام فزاعات الحرب الأهلية والفوضى وثب قادة المشترك إلى السلطة باسم الاعتدال ‏والواقعية. والحق انهم كانوا قد التزموا لإرادة عواصم غربية وخليجية ارتأت خروج الرئيس ‏صالح من الحكم باتفاق يضمن بقاء ركائز حكمه وادماج احزاب المشترك مجددا في نظامه. ‏هكذا صارت حكومة الوفاق خير تجسيد للقيم المشتركة بين طرفي النظام السياسي السابق ‏‏(مؤتمر شعبي ومشترك)، آية ذلك ما يفعله المشترك بالخدمة المدنية والخدمة العسكرية.‏

منذ اللحظة الأولى لتشكيل حكومة الوفاق (والنفاق والشقاق) تجلت أولويات هذه القيادات ‏المعارضة في تعظيم منافعها وتكريس شبكات المصالح في احزابها ذاتها عبر نهش الخدمة ‏المدنية وانتهاب المال العام. مع كل قرار بتعيين عضو من اعضاء هذه الاحزاب في موقع ‏جكومي أو خدمي أو عسكري أو أمني بالخلاف للقانون كان خنجر يغرس في قلب الثورة التي ‏لم يستطع نظام صالح اطفاء شعلتها على مدى عامين فتولى شركاؤه في المرحلة الانتقالية ‏المهمة باقتدار.‏

اليمن يترنح تحت وطأة الفقر والعنف والعصبويات المذهبية والمناطقية بينما بتابع رجال ‏المبادرة في صنعاء مناوراتهم الانتهازية للفوز بأكبر قدر من الوظائف والمكاسب والحصص ‏التموينية والرقع (والبقع) الجغرافية حاضرا ومستقبلا.‏

وفي الأثناء يبلع "ممثلو الشباب والمرأة والمجتمع المدني" في موفنبيك السنتهم في واحدة من ‏أشد اللحظات مأسوية وفضائحية في تاريخ اليمن حيث صار "الحوار الوطني" مجرد واجهة ‏مموهة لشراء مواقف كل من كان محط رهان الناس العاديين في اليمن.‏

آل الحوار الوطني إلى مشاريع محاصصة وتفكيك وتمديد، واختزل مؤتمر الحوار الوطني ‏في زمرة انتهازية انتحالية في لجنتي التوفيق وال16. ولاذ الاعضاء الباقون بالصمت في ‏انتظار صفقة الكبار التي سيصوتون عليها لاحقا باعتبارها منجزا وطنيا تاريخيا توافق عليه ‏اليمنيون.‏

اليمن ليس حكرا على ناهبي الأرواح والأموال والاراضي، ليس شأنا خاصا بمحترفي ‏السياسة ومنتحلي الثورات واعضاء القوائم الخاصة السعودية والإيرانية والقطرية، لا! ولا هو ‏اقطاعيات المناطقيين والطائفيين ومربعات مراكز القوى وأمراء الحرب في العاصمة ‏وخارجها. إنه أكبر من هؤلاء وأعرق منهم جميعا. وقد حان الوقت للجم هؤلاء الجامحين ‏المتكالبين على الحاضر الانتقالي والقادم التأسيسي، الذين يهينون اليمن في موفنبيك وخارج ‏موفنبيك بخطوات عملية تتضافر فيها الخبرات القانونية والسياسية والاعلامية والحقوقية من ‏أجل هبة شعبية تنتصر لتطلعات الشعب وتعيد الاعتبار لتضحيات أبنائه.‏

أضم صوتي هنا إلى صوت الصديق العزيز هائل سلام وأصوات أخرى دعت مرارا إلى ‏بحث صيغة سياسية وشعبية تتدارك الانهيارات الراهنة وتمنع انزلاق اليمن إلى هاوية ‏الفوضى والتشرذم. واقترح عقد لقاء منتصف الأسبوع المقبل في مقر نقابة الصحفيين في ‏صنعاء لبحث المشاريع المقترحة منهم.‏

زر الذهاب إلى الأعلى