خبير في شؤون النزاعات المسلحة
في تناولة سابقة- لي- على موقع إخباري قلت:" إن اقتحام مجمع الدفاع جاء ردا مفحما على الاستعدادات القتالية والأمنية التي احتفلت بها السلطة القائمة خلال الأيام القليلة الماضية، وجرى تداولها من قبل وسائل الإعلام الرسمي، ليبدو كل طرف كما لو أنه يحتفل بطريقته الخاصة، ويعمل على إيصال رسائله إلى خصمه بالكيفية التي تحلو له.."
طبعا، هذا ليس كل الأمر، لكنه جزء منه وقد جئت به لغرض الطرح والاستدلال اللازم هنا، ولذا، عليّ أن أسأل سؤالا أو أسئلة محددة بعدما شاهدت مقطع فيديو يبين وحشية الأحداث في مستشفى مجمع الدفاع ودموية أولئك المجرمين الذين اقتحموه في أول خميس من هذا الشهر، هذا السؤال هو:
ما الذي دفع أولئك المهاجمين لهذا العمل الإجرامي؟ وأي دين يرتضي ذلك؟ وما هي نهاية هذا المعترك؟
لو وجّهت إليهم هذه الأسئلة، لأجابوا: أن الطائرات الأمريكية بدون طيار تطاردهم وتقتلهم وتقتل نساءهم وأطفالهم، وأن شرع الله معطل في هذا البلد، وأن الغرب الكافر يستعبدنا ويستغل ثرواتنا، ويستبيح أراضينا، وأنهم (المهاجمون) -على فرض أنهم من تنظيم القاعدة أتيح لهم هذا العمل بتواطؤ وبدعم لوجستي واستخباري من طرف أو أكثر مبغض وناقم على ما يجري في البلاد- جاءوا ليردوا بالمثل على من يتعامل مع هؤلاء الكفار والمستعمرين الذين يقفون وراء ما نسأل عنه!!
هنا، أشعر أننا في مأزق؛ لأن الحوار غير ممكن لتصلب طرفي المعادلة وإجحاف الاشتراطات المطروحة من قبل السلطة والقاعدة؛ إذ لن يُقبل بمفاوضتهم كجهة صاحبة حق كما يزعمون؟ وهل سيسمح لنا، أيضا، الغرب بذلك النهج؟
الإجابة -بباسطة- معروفة؛ ولذلك علينا أن نبدأ من المنبر، نعم، من هذا المرتقى الخشبي الذي يقتلنا ويمعن في القتل دون أن نعبأ به؛ لأن من يعتلونه يتسللون إلى أدمغة شبابنا بوحشية مفرطة، ويخطفونهم بأقوى الخطاطيف؛ فكان هذا الزرع المنحرف.
* كاتب وباحث في شئون النزاعات المسلحة