أرشيف الرأي

اليمن ماذا بعد الحوار والمبادرة؟

تمر اليمن بمرحلة خطيرة جدا فكل يوم يشعر الإنسان بالألم للدماء التي تسفك من قبل أبناء البلد الواحد ومهما كانت المبررات وكل يوم نرى اختلالات أمنية ونجد العسكريين يستهدفون والدولة تأمر بالتحقيق وينتهي الأمر عند هذا الحد والكل يستنكر وكذلك الدول العربية والصديقة لا يعدو الأمر نشجب وندين ونستنكر وكأن هذه الدماء لا قيمة لها.

ونجد من يغذي لغة الكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد وتدفع أموال كبيرة. وهناك مشاكل كثيرة لا يريد أحد أن يتجه لها. لقد شكى اليمنيون والمعارضة دخلت على الخط من الأزمات التي تعاني منها اليمن الاقتصادية والفقر والخدمات وقضايا الأمن والإختلال الأمني. لقد ذهب النظام السابق وبقي هذا النظام يدير البلاد من خلال عناصره التي لا زالت نافذة ومنفذة. والمعارضة التي حكمت لا زالت تعيش بنفس العقلية وهي مشغولة بالمحاصصة. ويجب أن ندرك أن هناك خطرا يهدد سيادة اليمن. وما جرى لأخواننا العسكريين الذين قتلوا في ظروف غامضة والكل يعرف أن هناك تواطؤ لذلك. وكذلك المؤامرة لاختطاف نجل منير أحمد هايل وما جرى للشيخ عبد الجبار هايل سعيد وفتح الباب للعصابات المجرمة.

إن مؤتمر الحوار يغني خارج السرب يظن الموضوع هو تقسيم اليمن إلى أقاليم وكأن هذا هو الحل؟! المشكلة هي الإنسان اليمني نفسه الذي يجب أن نعيد بناؤه لتحمل المسؤولية ويبني ويحفظ وطنه. الحوار يجب أن ينزل إلى جذور الأزمات. في اليمن مشاكل الفقر والتنمية وقضية الهوية. لماذا السلاح المخزن في اليمن؟ ما هي أهميته لليمنيين؟ هذا السلاح المخزن والذي يدمر البلاد لصالح من؟

أين العدو الذي نشتري ونخزن السلاح له؟ يجب وضع استراتيجية وطنية لمحاربة السلاح وتجارته وإنشاء مدن الحب والسلام والخلو من الأسلحة بالتوعية ودور شيوخ القبائل والإعلام ونفوذ الدولة. على حكام اليمن أن يضعوا مبادرة أمنية تقتضي مجاربة حمل السلاح وتجارته يشارك فيها المجتمع. يجب وضع مبادرة للتنمية الذاتية والاعتماد على الذات والمشاريع المحلية والزراعة والمياه. يجب مبادرة لإصلاح الأسرة والمدرسة والإعلام لما فيه مصلحة البلاد. يجب قيام لجنة مصالحة شعبية للإصلاح بين الناس وحملات توعية إعلامية دينية وثقافية وسلوكية. الحوار يجب أن يحل أصول المشاكل.

على حكام اليمن ورجال الأحزاب أن يتنازلوا عن المحاصصة والصراع لأجل المظاهر ويتنازلوا عن الذات لصالح اليمن ويحموا وطنهم.

هؤلاء يجب أن يضعوا دراسات لأصول المشاكل وبناء الين ليسجل التاريخ أنهم أنقذوا بلادهم. أما الرئيس السابق فأتمنى أن يتعلم من مانديلا، تمنيت لو فكر علي عبد الله صالح ليعمل من خلال مؤسسة إنسانية لمساعدة الفقراء ودعم التنمية والمرض ومحاربة المشاكل الاجتماعية. وأن يكون مصلحا وأخا للجميع يتعلم من سوار الذهب وغيره وسيسجل له التاريخ ذلك وأن يتجاوز وينسى الماضي والحمد لله حكم اليمن بما فيه الكفاية ويضع حب البلاد نصب عينيه ويضغط على أولاده وأقرباءه في هذا الإطار.

وتمنيت لو أن الرئيس عبد ربه منصور استفاد من أخطاء سلفه واختار عناصر ذات تجربة وطنية تحب الناس وتساعده على سماع ما عند أهل الرأي والحكمة وأن لا يغلقوا الباب في وجه الصادقين والناصحين وأن لا يجعلوه بعيدا عن الحقائق ويحجبوها عنه ويحرموه من أجر وفضل خدمة اليمن والنهوض بها ويسجل له التاريخ ذلك وأن يعمل موسعة لسماع وجهات النظر.

وتمنيت لو أن دول الخليج دعت لمؤتمر في بلادها للرموز القبلية ورموز الدولة والأحزاب وغيرهم للعمل لإنقاذ وطنهم ومنع أي تدخل في شؤون اليمن بما يسمى أمن واستقرار المنطقة وأن تقدم مساعدة لليمن في إصلاح جهازه العسكري والأمن وبسط نفوذ الدولة وأن يقدموا برنامج لإصلاح هاتين المؤسستين وتقديم الدعم الاستراتيجي والمشورة لمنع سقوط اليمن في وحل الإرهاب والقضاء على الجماعات الإرهابية وأن تدرك دول الخليج أن الكل مستهدف وهناك جهات إقليمية ودولية تريد حرب في المنطقة مهما كلف الثمن.

عليهم أن لا يكتفوا بالبيانات وأن يستخدموا نفوذهم وكذلك مساعدة الشعب في حملة خليجية كبيرة للجوانب الإنسانية الطارئة ودراسة حلول لمشاكل اليمن مع أهل الخبرة الدولية والعربية بالتعاون مع الفرقاء اليمنيين فهم أخوة لهم والأمر يحتاج إلى عمق ودراسة جذرية لا حلول إنشائية وبيانات وترقيع.

زر الذهاب إلى الأعلى