شعر وأدب

في رثاء الشيخ عبدالملك الشيباني

قصيدة ( فإذا مضوا فعلى الحياةِ سلامُ ) ‏
في رثاء الشيخ والمؤرخ اليمني عبد الملك مرشد الشيباني ، كتبت في يوم وفاته الأربعاء 18 ديسمبر 2013.

من بعدِه الأقلامُ كيف تنامُ
ومن الضياءُ إذا ثوى الأَعلامُ

عيناً على التاريخِ كانت روحُهُ
وبنورِها ينزاحُ عنه ظلامُ

ولسانَ فكرٍ للبريةِ هادياً
وفؤادَ حبٍّ فاضَ منه وئامُ

ومدينةً للعلمِ كان .. وقد مضى
فتوجَّعت لرحيلِهِ الأيامُ

لازال في روحي صدى كلماتِه
وعليهِ من تاجِ الوقارِ وسامُ

كم أبحرت بالسامعين سفينُهُ !!‏
واستبشرت بحديثِه الأنسامُ

كم فاضَ بحرٌعلومِه وتفتَّحت
من طهرِغيثِ علومِهِ الأفهامُ

لازال وجهُ بهائِه في مهجتي
لم تمحُهُ السنواتُ والأعوامُ

لا زلتُ مأخوذاَ بسحرِ حديثِهِ
لا زال يبدو ثغرُهُ البسِّامُ

كم عاش يحدوني الحنينُ لقُربِهِ
فلَهُ بقلبي كالنجومِ مقامُ

وكم انتشيتُ إلى اللقاءِ ووصلِهِ
فأضاعني العنوانُ والأرقامُ

وأضاعني وأضاعَهُ وأضاعَنا
وطنٌ به تتزاحمُ الآلامُ

ولكَم حداني الخوفُ من فُقدانِهِ
فبكيتُ كي لا تدفنَ الأقلامُ

ودعوتُ أمَّتَنا لبعثِ علومِهمْ
قبلَ المماتِ لترحلَ الأوهامُ

ناديتُ في الدنيا فهل بلَغَ النِّدا
ورجوتُ حتى هدَّني استرحامُ

علماؤُكم أدباؤُكم.. أنوارُكم
فإذا مضوا.. فعلى الحياةِ سلامُ

كم صحتُ : تاريخُ البلادِ بقلبِهِ
فَرِثوهُ فهو بفَنِّهِ عَلاَّمُ

هيَّا احضُنوا بيدِ الهناءِ علومَهُ
فالعيشُ من دونِ العلومِ رُكامُ

ودعوتُ في كل المجالسِ واسألوا
‏(فضلَ الندى) *و(البرَّ)** يا أقوامُ

لكنَّها الأقدارُ تفجأُ أهلَها
فكأنَّ كل الأمنيات حطام

وكأن كلَّ سعادةٍ من بعدِها
وهمٌ وهل للمتعبين مرامُ

ولقد مضى بعلومِهِ وبطيبِهِ
وبه سيحنوالواهبُ العلاَّمُ

‏(النورُ) *** تنعاه وتنشجُ(صَحوةٌ)****‏
ومجالسٌ كانت عليهِ تقامُ

من يا ترى من بعده يحنو بمَن
فقدوا الضياءَ وفي الجهالةِ ناموا

فعلى ابن شيبان على علمائِنا
تبكي السما والأرضُ والإسلامُ

وبأمَّتي من بعدهم يا ربَّنا
لطفاً فمنك العونُ والإكرامُ

‏* المقصود منتدى تنمية الثقافة الذي يقام في مستشفى الدكتور فضل الجبلي رئيس ‏المنتدى.‏
‏* مجلس جمعية البر الخيرية
‏* مجلة النور التي كان يكتب فيها الشيخ كثيراً .‏
‏* صحيفة الصحوة الأسبوعية التي كان يكتب فيها أيضاً.‏

زر الذهاب إلى الأعلى