أرشيف الرأي

البجاحة عنوان المرحلة!‏

لو تُصدر البجاحة لاكتفينا بذلك مورد دون سواه و لأصبحت اليمن منافس لسنغافورة في ‏اقتصادها القوي، فلدينا من البجاحة ما يكفي لتصديره لنصف دول العالم أو يزيد، فمن يشاهد ‏اداء الحكومة الهزيل واستياء الشعب بأصنافه وتناقضاته يندهش من بجاحتهم وزيرا وزير ‏وزنكة زنكة واصرارهم الثقيل على تصدر المشهد وهم باسمون وكأنهم غير معنيون البتة عن ‏كل المشاكل التي يعاني منها المواطن ابتداء بالأمن المفقود أو الوضع الاقتصادي ووو وصولاً ‏ إلى الجراد الذي اعلنت الحكومة فشلها في مكافحته أو موجات الصقيع التي تحذرنا منها ‏باستمرار.‏

لتأتي بجاحة الساسة والاحزاب الذين يتبادلون الادوار والكراهية في العلن والوطن ينزف ‏يوماً بعد اخر شمالا وجنوبا شرقا وغربا كل ذلك في ظل عجز واضح ومخيف لأي من تلك ‏القوى بتناقضاتها وتباينها عن امتلاك احدها لمشروع ولو(نص وطني) ليلتف الناس حوله،، ‏اختصروا دورهم في تقاسم الكعكة ببجاحة قلما تجد مثلها في اي بلد.‏

اذا كانت الاطراف الرسمية تُظهر تلك البجاحة فكيف لا يكون الكلافيت اكثر منهم في ذلك ‏الامر، فترى بجاحة كلفوت في قطع الكهرباء تستمر دون ردع وتظهره كبجح قوي لا احد ‏يستطيع مجاراته فيها،، وترى بجاحة كلافيت قطع انابيب النفط اوخطوط الانترنت أو ‏الخاطفين أو قطًاع الطرق وظواهر كثيرة تتنامى دون ادنى خجل،،فبجاحة الحكومة وعجزها ‏جعلت لأولئك من الحياة في اليمن ميدان واسع للتنافس على كأس البجاحة قد يسلم للفائز يوماً ‏ما وبرعاية حكومية ايضا .‏

القاعدة بدورها لم تختلف ايضا،، بعد ان كانت بجاحتها تتخفى حينا وتظهر حينا اخر، هاهي ‏تدخل سوق البجاحة من باب كبير باعترافها بحادثة العرضي وقتل الابرياء في المستشفى ‏واعتبراها غلطة كغلطة خالد بن الوليد،،واكثر من ذلك انها ستقوم بدفع ديات لتلك الانفس ‏الطائرة التي ازهقت،،

ليختتم ذلك المشهد بجاحة شعب بأكمله بصمته وخضوعه المستمر لكل اولئك الذين استمروا ‏عبثهم ويطلقون العنان لبجاحتهم يوما بعد اخر وهو في سبات عميق بجح،شكرا لبجاحتكم.‏

زر الذهاب إلى الأعلى