لو تُصدر البجاحة لاكتفينا بذلك مورد دون سواه و لأصبحت اليمن منافس لسنغافورة في اقتصادها القوي، فلدينا من البجاحة ما يكفي لتصديره لنصف دول العالم أو يزيد، فمن يشاهد اداء الحكومة الهزيل واستياء الشعب بأصنافه وتناقضاته يندهش من بجاحتهم وزيرا وزير وزنكة زنكة واصرارهم الثقيل على تصدر المشهد وهم باسمون وكأنهم غير معنيون البتة عن كل المشاكل التي يعاني منها المواطن ابتداء بالأمن المفقود أو الوضع الاقتصادي ووو وصولاً إلى الجراد الذي اعلنت الحكومة فشلها في مكافحته أو موجات الصقيع التي تحذرنا منها باستمرار.
لتأتي بجاحة الساسة والاحزاب الذين يتبادلون الادوار والكراهية في العلن والوطن ينزف يوماً بعد اخر شمالا وجنوبا شرقا وغربا كل ذلك في ظل عجز واضح ومخيف لأي من تلك القوى بتناقضاتها وتباينها عن امتلاك احدها لمشروع ولو(نص وطني) ليلتف الناس حوله،، اختصروا دورهم في تقاسم الكعكة ببجاحة قلما تجد مثلها في اي بلد.
اذا كانت الاطراف الرسمية تُظهر تلك البجاحة فكيف لا يكون الكلافيت اكثر منهم في ذلك الامر، فترى بجاحة كلفوت في قطع الكهرباء تستمر دون ردع وتظهره كبجح قوي لا احد يستطيع مجاراته فيها،، وترى بجاحة كلافيت قطع انابيب النفط اوخطوط الانترنت أو الخاطفين أو قطًاع الطرق وظواهر كثيرة تتنامى دون ادنى خجل،،فبجاحة الحكومة وعجزها جعلت لأولئك من الحياة في اليمن ميدان واسع للتنافس على كأس البجاحة قد يسلم للفائز يوماً ما وبرعاية حكومية ايضا .
القاعدة بدورها لم تختلف ايضا،، بعد ان كانت بجاحتها تتخفى حينا وتظهر حينا اخر، هاهي تدخل سوق البجاحة من باب كبير باعترافها بحادثة العرضي وقتل الابرياء في المستشفى واعتبراها غلطة كغلطة خالد بن الوليد،،واكثر من ذلك انها ستقوم بدفع ديات لتلك الانفس الطائرة التي ازهقت،،
ليختتم ذلك المشهد بجاحة شعب بأكمله بصمته وخضوعه المستمر لكل اولئك الذين استمروا عبثهم ويطلقون العنان لبجاحتهم يوما بعد اخر وهو في سبات عميق بجح،شكرا لبجاحتكم.