[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الإصلاح حينما يكون مستعداً للتنازل عن أي شيء

التجمع اليمني للإصلاح عاد مجددا لدوره التقليدي في اليمن . الجماعة التي تتمسح بالرئيس، أي رئيس، وتبدي استعدادا للتنازل عن كل شيء مقابل كسب وده واستمالته حتى لو جعلت منه فرعونا.

ما فعله الإصلاح مؤخرا منسجم مع سلوكه السياسي في العقدين الماضيين (زمن ما بعد نهاية التاريخ في 7 يوليو 1994 كي لا نذهب إلى نقطة زمنية أقدم). لنتذكر على سبيل المثال كيف أفسد اول انتخابات رئاسية تنافسية في 1999 عندما أعلن ترشيح صالح للرئاسة قبل حرب الرئيس نفسه. ثم شارك في تزكية مرشح وهمي لإضفاء طابع تنافسي على الانتخابات. وفي 2001 تورط هذا الحزب الكبير في إفساد العملية السياسية عبر استفتاء يمنح الرئيس صالح عامين اضافيين في مدة الرئاسة مقابل تمديد مماثل للبرلمان.

والآن يواصل الاصلاح - إصلاح ما بعد الربيع العربي - لعب دوره بإخلاص ولكن في بلد على حافة الانهيار.

لا يمكن عزو هذا السلوك الانتهازي لحزب عقائدي كبير إلى عوامل ينبوعية (من أي منبع طلع على اليمنيين؟) فقط. ومهما تكن الدوافع التي أملت عليه هذا السلوك والحوافز التي قد يتحصل عليها لاحقا، فالثابت إن الاصلاح يواصل منذ عامين الانقلاب على كل الشركاء وتبديد كل الفرص للانتقال إلى يمن جديد، مستقويا بالرئيس -أي رئيس- وبمراكز النفوذ وبالخارج من دون أن يتحسب للمخاطر أو يستذكر تجاربه هو أوتجارب توائمه في العالم العربي في الماضي القريب.

زر الذهاب إلى الأعلى