أرشيف الرأي

صرخة العراق المظلوم

العراق المظلوم الذي تعرض للغزو لا يعرف الكثير حجم مآساة هذا البلد الكبير الذي تم ‏تحطيم قوته العسكرية ‏وأمنه وخدماته وضرب دوره العربي كبوابة وحصن أمام الأخطار.. هذا ‏البلد اليوم تحول إلى بلاد صراعات ‏وتصفية، وسبحان الله ما يجري في فلسطين يطبق في ‏العراق بأبشع الصور من التطهير العرقي والمذهبي ‏والتهجير وإنكار حق العيش لفئة من ‏الشعب وتخطيط دولة مجاورة لاحتلال البلاد وفق برنامج ممنهج وتحول ‏العراق إلى بلد ‏يصدر الإرهاب والإجرام إلى الدول العربية المجاورة من لبنان لسوريا وصعدة والبحرين ‏‏وغيرها..

إن هذه الفئة التي باعت نفسها لدولة عدو للعراق وشعبه وبمباركة غربية تكرر ‏مأساة فلسطين، هناك ‏تطهير في البصرة وحرب على الرموز بأسلوب ممنهج وما يجري أخيراً ‏في الرمادي والأنبار يدل على أن ‏الحرب قد اتخذت شكلاً سافراً، فلماذا التغطية على ما يجري ‏وهذا أمر أصبح غير مقبول ومستنكراً، سكوت العالم ‏العربي على ما يجري ونصرة المظلوم‎‏. ‏

أيتام العراق أرامل العراق ومهجرو العراق، اقرأوا تقارير اليونسيف ومنظمة الهجرة ‏العالمية ومنظمات حقوق ‏الإنسان والمفوضية السامية للاجئين كلها تتحدث عن هذه المأساة ‏ولكن لم تجد آذاناً صاغية في العالم العربي الذي ‏تفرج على شعب سوريا ويتفرج على مأساة ‏اليمن، أما آن الأوان أن يتدخل هؤلاء لنصرة هذا الشعب وإنقاذ هذا ‏القُطر العربي، وعلى ‏الساسة العراقيين والعلماء والمفكرين أن يوحدوا كلمتهم ويرفضوا المشاركة في هذا النظام، ‏‏فالمشاركة بالانتخابات والمناصب هي قبول بممارسة هذا النظام وأكاذيبه والدول التي تقف ‏خلفه للتآمر على أمة ‏العرب والإسلام‎‏. ‏

إن التجربة أثبتت خطأ من شاركوا ومن انخدعوا بهذه اللعبة فإن هؤلاء لا يؤمنون بالحرية ‏وإنما ينفردون ‏بالأشخاص بواحد تلو الآخر ففي كل مرة يضربون شخصاً ويلفقون له التهم من ‏محسن عبدالحميد إلى طارق ‏الهاشمي إلى العلواني.. إلخ. وقتل المعارضين وتسليط الجماعات ‏الإرهابية‎‏. ‏

هذا النظام اليوم يصدر الرجال والأموال لسوريا وصعدة ويمول القنوات التي تبث الثقافة ‏العنصرية، إضافة إلى ‏تغيير الديمغرافية للمدن ومحاربة حصار بغداد بحزام وتهجير أهل ‏بغداد وبأسلوب عنصري وهناك قتل وسجن ‏وتشريد غير مقبول ومعقول. فقد آن الأوان لأن ‏يتم اتحاد وائتلاف القبائل والعلماء والمفكرين ورجال الأحزاب ‏لرفض هذه التصفية والتغيير ‏والقمع والانفراد بالسلطة من قبل العناصر التي تسيطر على السلطة وتمسك بزمام ‏الأمور في ‏المفاصل المهمة للدولة والوزارات السيادية ويعجب الإنسان كيف يقبل هؤلاء المشاركة بلا ‏حول له ‏ولا قوة‎‏. ‏

إن على الجميع أن يساعد العراق للخروج من أزمة وحماية حقوق الشعب العراقي وقيادته. ‏إن ما نشاهده اليوم هو ‏صحوة ويقظة وما يجري للنائب أحمد العلواني وإهانة مكانته وحصانته ‏وتكرار التهمة الساذجة التي قيلت في ‏الهاشمي من قبل وستنال كل الباقين واحداً تلو الآخر ‏حتى يتحول هؤلاء إلى قتلى أو مسجونين أو هاربين ليبقى ‏العراق بلا قادة إلا من قادة تصنعهم ‏إيران وقاسم سليماني، وفي عهد روحاني هو ممارسة نفس البرنامج بأسلوب ‏ذكي ودهاء ‏ومكر‎‏. ‏

وأرجو ألا يفاجأ الناس بتصويت في العراق يطالب بضم أجزاء منها لإيران، لذا نجد أن ‏العراقيين لم يعودوا يقبلون ‏هذا الظلم حتى أن الشيعة العرب بدأوا يشعرون بالممارسة ‏العنصرية ضدهم من أتباع إيران وبدأ عدد منهم يستيقظ ‏إنهم كانوا ضحية دعايات تستغل ‏المذهب لتحقيق أهداف لغير صالح العراق وإنهم يستخدمونهم لهذا الغرض‎‏. ‏

وحتى الأكراد بدأوا يستيقظون وبدأ عدد من العراقيين يرى أن العراق تحول إلى كابوس ‏وسجن كبير جعلهم ‏يترحمون على أيام صدام التي أوصلت بلادهم إلى ما هم عليه، فلولا ‏مغامراته لما وصلت الأمور إلى هذا الحال‎.‎

زر الذهاب إلى الأعلى