حالنا بعد التوقيع على وثيقة بنعمر من كافة الاطراف اليمنية أصبح كما يقول المثل العربي:" أكلت يوم أكل الثور الابيض".
نعم لقد رأينا كيف يشرد أهل الصومال وكيف تم تقاسم أراضيهم وهناك من لايزال يدعو للفيدرالية.. الصومال المتشظي حول نفسه إلى ثلاث دول وأقاليم يحاول المركز أن يلملم حوله ما تقاسمه أمراء الحروب وضاعت الصومال..
شاهدنا بأم أعيننا كيف يقسم السودان ليصبح سودانين ما بين شمال وجنوب، وثروة ونفط ذهبت كلها إلى سادة الحروب في العالم - أصحاب كبرى الشركات النفطية-.. فقد كانوا الرابح الاول إلى جانب تجار الحروب من بيع السلاح...
ولا ننسى بالطبع كيف كنا نشاهد صور العراق وهو يحتضر قبل السقوط فحصار وتجويع وبدمٍ بارد قتل مليون طفل عراقي.. وسقطت بغداد في مثلث التحالف الأمريكي الإيراني الصهيوني.. ليعودوا مرة أخرى هنا ولكن بأسم الطائفية والقتل المباح.. نعم سقطت بغداد وسقط كل مشروع وطني.. ليحول الدستور إلى دساتير والجمهوريات تتحول إلى دول إتحادية قادرة على المطالبة بما يعرف بتقرير المصير..
هذا هو حالنا في ظل التحول الكبير أو ما يعرف بالشرق الاوسط الكبير الذي تم هندسته بعناية فائقة وبتخطيط متقن من قبل المخابرات العالمية..
وليتم توقيع اتفاق لمخرجات الحوار الذي قارب عمره فترة حمل الحمار -11 شهرا-، ليكون التوقيع تحت ضغوط وارهاب داخلي وكواليس لن نعلم عنها ولا حتى بعد مماتنا.. لقد قتل مشروع الدولة المدنية منذ اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي فلازالنا لا نعلم خفايا وأسرار مقتله، فما بالكم عما وقع خلف الكواليس..أيقنوا فعليا أننا "أكلنا يوم أكل الثور الابيض"..
لكن الامل المتبقي هو "الشعب اليمني" الذي سيقف ضد مخلفات الخارج فشعب خرجت من ثراه ثورة سبتمبر ودحض ألف عام من الفكر الامامي قادر على التجديد وولادة ألف ثورة ضد كل غزو، هذا الشعب الذي أخرج المستعمر في أكتوبر المجيد وسطر على صدر التاريخ أروع أمثال البطولة والفداء للوطن سيقف ضد مشاريع التقسيم والفدرلة المزعومة أنها جاءت بالخيرات..