[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

فكفكة قوة الاصلاح المركبة.. الحقيقة المؤلمة

في وقت مبكر من الثورة الشبابية وبعد ثلاثة اشهر تقريبا واثناء النقاش المحتدم بيني وبين الاعزاء من اصدقائي واخوتي في التجمع اليمني للاصلاح قلت لهم ان الاصلاح القى باوراقه كلها (التنظيمية والعسكرية والدينية والقبلية) في اتون الثورة الملتهبة وفي ذلك مخاطرة كبيرة جدا سواء علي الوطن أو عليه وخاصة اذا فشلت الثورة ولكن في النهاية سقط نظام علي صالح وجاءت المبادرة الخليجية لتضع اليمن والقوي السياسية في منزلة بين منزلتين وعلي راسها الكبيرين الاصلاح والمؤتمر وكان الواضح والبارز بعدها ان ان النظام السابق بادواته وفي واجهته المؤتمر الشعبي العام لم يعد كما السابق فهل التجمع اليمني للاصلاح وهو الذي كان رافعة الثورة الرئيسية ومحركها الاساسي في عموم محافظات الجمهورية هو اليوم اكثر قوة من اصلاح ماقبل الثورة!

سيرد علي البعض نعم هو اكثر قوة فهو اليوم مشارك في السلطة ومعه اربع أو خمس وزارات... وللمفارقة العجيبة ربما اجتمع على الرد السابق الفرقاء السياسيون الذين كانوا مع أو ضد الاصلاح بل وحتى من الاصلاحيين المتعصبين الذين يرون ان الباطل لا ياتي قياداتهم من بين ايديهم أو من خلفهم وعلي راسهم احد اصدقائي المتعصبين الذي اثارني بكلامه فكتبت هذا المقال عندما انزل احد منشوراته معنونا ب(كبير انت ايها الاصلاح) يصف فيه السياسات الحكيمة لقياداته السياسية اقول السياسية فقط اما الباقون من القيادات التي ساوضحها فسترون انهم ليسوا مع هذه السياسات الحمقاء بل انهم اصبحو ضحايها وقديما قال الحكماء يفعل الجاهل أو الاحمق بنفسه ما لا يفعله عدوه به. ولاثبات ذلك الغباء الظاهر لكل من ألقى السمع وهو بصير وقاس الامور بروية سنجد الاتي:

الاصلاح كحزب سياسي وتنظيم فاعل ومؤثر في الساحة اليمنية قائم علي عدة عوامل اساسية وهي كالتالي:

- الحزب كمؤسسة تنظيميية تضم افرادا سواء قواعد وقيادات وسطية في المحافظات والاطراف أو القيادات التنظيمية العليا للاصلاح في المركز صنعاء.

- الحليف العسكري ويتمثل في الفرقة وقائدها العتيد اللواء علي محسن.

- الاسناد القبلي والذي يمثله دعم القبائل ورموزها المشيخية للاصلاح ويتضح ذلك في ارحب وحاشد وغيرها من المناطق وعلى راس هذا المحور يقف اولاد المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر.

- الاسناد الديني ويقف على راسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني ومجموعة من العلماء...

فما الذي تبقي للاصلاح اليوم من هذه المحاور وماالذي ذهب!!!

الاجابة ببساطة ان الذي ذهب من قوة الاصلاح الكثير ولم يتبق الا القليل واذا لم يلملموا صفوفهم في المرحلة القادمة ويغيروا سياساتهم فيصلون الي نهاية محزنة ربما ليست لهم فقط بل لكل الوطن لاننا لازلنا نعول عليهم كقوة وطنية تدفع دفة الوطن في الاتجاه الايجابي. ولمزيد من شرح الواضح للكثير الذي فقدوه في هذه المرحلة من المحاور السابقة التي ذكرناها نقول لقد فكفك الحليف العسكري بهيكلة الجيش وعلى راسها الفرقة التي تحولت الي حديقة وابعاد علي محسن عن محيطه العسكري وانهاء تاثيره وبالنسبة للمحور الديني فالشيخ عبدالمجيد ومن معه مستبعدون من السابق وقد استدعي اثناء الثورة ليؤدي دورا معينا داعما الا انه وللاسف استبعد مرة اخري وحجم دوره في صفوف التنظيم والدليل عدم الاخذ برايه وموقفه الاخير من وثيقة بن عمر بل انه حتى وسائل اعلام الاصلاح لم تغط مؤتمر هيئة العلماء وغطته قناة اليمن اليوم في تناقض واضح لما كان في السابق والذي يحصل في هذا المحور خطير ومؤثر جدا اذ انه يفقد الاصلاح البعد القيمي الذي اشتهر به ودفاعه عن الثوابت الدينية والوطنية وفي نفس الوقت يحدث شرخا عميقا في صفوف الاصلاح ومؤيديه..

وننتقل الي المحور القبلي وهو المحور الاخير وهو الذي يتعرض الان لهجمة شرسة من قبل التتار الحوثة الذين يدمرون كل الاشياء الجميلة في هذا البلد تحت عباءة الدين وثياب ال البيت واذا انهار الحاجز القبلي في ارحب وحاشد فان ذلك سيشكل خطورة ليس على الاصلاح فحسب بل وحتي النظام السياسي الجمهوري القائم وعلي كل القوي الوطنية الاخري والبلد..

اعتذر عن الاطالة ولكن الظروف استدعت ذلك واقول لاخواني في الاصلاح ما الذي تنتظرونه حتي تكونوا اكثر بصيرة ومرونة سياسية هل تنتظرون ان يحجم هذا النفوذ القبلي ويزول اثره وينهار تحت الضربات الحوثية المدعومة من إيران عندها لن يتبقى لكم الا التنظيم بعناصره المدنية في واقع لا يعترف الا بموازين القوة وامامكم خصوم كثيرون وعلى راسهم خصم لا يؤمن لا بالقيم المدنية ولا بالشرائع السماوية ولا بالاعراف القبلية بل اتخذ من القتل منهجا ومن الموت شعارا ومن الدم والخراب والتهجير واقعا..

همسة قد تغضب كثيرين: رغم اني لم اشارك في الثورة الا اني معكم ومع كل اليمنيين الشرفاء الذين يتوقون للتغيير وللدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها العدل والقانون والمساواة ولكن الواقع اليوم غير الذي خرجتم من اجله بل ان البعض ممن كان معكم في الساحات من غير الاصلاحيين وصلت به الوقاحة الي ان يقول (مملكة السيد ولا جمهورية المشايخ) وعلى هولاء الحقراء اقول لهم بكل وضوح (جمهورية عفاش بكل سيئاتها ولا مملكة سيدكم بكل حسناتها) والسلام ختام.

زر الذهاب إلى الأعلى