من الأرشيف

متفائل لكنني لن أحتفل بهذا الحوار

احتفلت السلطة في بلادنا باختتام مؤتمر الحوار عبر إقامة حفل خطابي بحضور دولي ‏وعربي وعبر إطلاق الألعاب النارية وإقامة المهرجانات في بعض والمحافظات وغيرها من ‏ألوان الاحتفالات وأنا شخصيا متفائل رغم كل المخاوف والتحديات فالتفاؤل خلق إسلامي ‏والرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يعجبه الفال الحسن ويكره الطيرة وهي ‏التشاؤم وكان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول "أبشروا وأملوا ما يسركم".‏

كمواطن يمني لي تحفظاتي على الحوار وليس هذا مقام شرحها وتفصيلها أنا متفائل بأن الله ‏الكريم سيلطف بهذه البلاد وأهلها ومتفائل بأن يمن الإيمان والحكمة مليئة بالرجال الذين ‏سيحبطون كل المؤامرات ويقفون صفا لكل التحديات ومتفائل بان في هذه البلاد وعلماء ‏ومفكرون وحكماء وكفاءات وكوادر قادرة على النهوض بالبلاد في شتى المجالات..‏

ورغم تفاؤلي لكنني لن أحتفل الآن أنا سأحتفل عندما تصل اليمن لبر الأمان ، عندما يزول ‏الخطر الحوثي الذي يتربص باليمن فسيد الحوثيين يعتقد بأن كرسي السلطة حق له حصري ‏من دون أبناء اليمن وفي سبيل السلطة وكرسيها وبريقها سيضحى بالآلاف من المغرر بهم من ‏أتباعه فهو يريد الكرسي ولو على بحر من الدماء وجبالا من جماجم أبناء اليمن وأمنهم ‏واستقراهم سأحتفل عندما تعالج القضايا والمشاكل المتراكمة في طول البلاد وعرضها وفي ‏مقدمتها المشاكل المتراكمة في المناطق الجنوبية وتسكت الأصوات المناطقية والانفصالية.‏

سأحتفل عندما يتحقق لهذا البلد الأمن والاستقرار وعندما يسافر المواطن اليمني من صنعاء ‏لحضرموت ولا أخشى إلا الله والذئب على غنمه إن كان له غنم.‏

سأحتفل عندما تصبح اليمن دولة مستقلة ذات سيادة بكل معاني الكلمة وعندما تفشل المؤامرة ‏الأمريكية بمخططاتها التي تستهدف هوية وأمن واستقرار اليمن وتنتهي الهيمنة الأمريكية ‏والوصاية الأجنبية على البلاد وتتوقف الطائرات الأمريكية بدون طيار عن قتل أبناء اليمن ‏ويتعافى الاقتصاد الوطني وتختفي الثارات وخطاب الكراهية والحقد ويسود السلام والوئام ‏والتآخي ويتوظف العاطلون وتحدث التنمية الشاملة.‏

زر الذهاب إلى الأعلى