أرشيف الرأي

فخامة الرئيس: مبروك.. لكن الصورة لم تكن مكتملة!

فخامة الاخ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي حفظه الله ورعاه..

يسرني ان ارفع اليكم اجمل التهاني والتبريكات بمناسبة النجاح الباهر للحوار الوطني الشامل رغم كل التحديات والصعوبات.

انني كمشارك ومتابع لمجريات الحوار الوطني استطيع الجزم بأن إيمانكم الراسخ بنجاح الحوار وارادتكم الصلبة حد العناد في اعادة صياغة شكل النظام السياسي اليمني قد مثلا اهم عوامل نجاح المؤتمر وبلوغ هذا المستوى الرفيع من التوافق الوطني حول مخرجاته.

فخامة الاخ الرئيس،
لقد تباعد عهدنا نحن اليمنيين بالاحساس بنشوة الإنجاز، وها نحن اليوم نعيش هذه النشوة. ومع شغفنا بهذه اللحظة ونشوتها إلا ان هناك ما يجرحها ويصنع غصة في النفس.

لقد تأملت في مشهد الحضور اليوم وابهجني ذلك الحضور الاقليمي والدولي الرفيع، كما ابهجني الحضور البارز لجيل جديد من السياسيين اليمنيين نساء ورجال الذين مثلوا في مجموعهم صورة مشرقة تشبه اليمن كل اليمن. إلا ان الصورة لم تكن مكتملة وكان الغياب جارحا ومؤلما.

لقد غاب عن المشهد اليوم قاده كبار كان لهم دور هام ومحوري في مسيرة اليمن السياسة المعاصرة بشكل عام وفي إنجاز التسوية السياسية والحوار الوطني بشكل خاص.

انني اعي المبررات والظروف التي حالت دون حضورهم ومشاركتهم وإنني على ثقة حد اليقين أنكم لقادرون على تجاوز هذه الظروف غير الطبيعية في مستقبل الايام.

فخامة الاخ الرئيس،
إن انجازاً مبهراً بحجم منجز نجاح الحوار الوطني يحفز الذهن ويفتح آفاق للرؤيا المستقبلية، انني استطيع رؤية الاحتفال القادم الاكثر بهجة والاكثر شموخاً، انه احتفال افتتاح البرلمان الاتحادي القادم، والذي قد يراه البعض بعيداً لكنني أراه قريباً بل واقرب بكثيير مما يعتقدون.

انني اتمنى ان يحضر ويشارك في ذلك الحفل كل الرؤساء اليمنيين السابقين وكل القادة السياسيين الذين لم يشاركونا اليوم حفلنا سواء الموجودين في الداخل أو في الخارج. ان حضورهم حينها سيمثل فعلاً رمزاً ومؤشراً هاماً لتجاوزنا الماضي ومشارفتنا للمستقبل.

فخامة الاخ الرئيس،
وفي ختام تهنئتي لكم اود ان اشير إلى ما اراه جارحاً ومنغصاً اخر. لقد علمت بان هناك جهوداً دبلوماسية دولية تعمل بجدية ومثابرة من اجل تبني مجلس الامن الدولي لمخرجات الحوار الوطني ولضمان تنفيذها، وهذا جهد طيب ومبارك، ولكن هناك جزءا اخر تتضمنه هذه الجهود والتي يهدف إلى ان يفرض مجلس الامن الدولي عقوبات على بعض الشخصيات اليمنية المتهمة بعرقلة الحوار الوطني وإعاقة تنفيذ مخرجاته.

لقد واجه الحوار الوطني الكثير من المحاولات الإعاقة ومع ذلك فقد استطاع اليمنيون ان يتجاوزوا كل تلك المحاولات وها هو المؤتمر ينتهي بهذا التوافق الوطني المشرف لكل اليمنيين.

كما انني اتوقع ان تستمر محاولات إعاقة تنفيذ المخرجات ولكنني على ثقة اكبر باننا وبفضل قيادتكم الحكيمة وارادتكم الصلبة لقادرون على تجاوز كل التحديات وكل محاولات الإعاقة.

ان مسيرة وطنية تاريخية مباركة لاجتياز الحاضر نحو المستقبل وبكل ما تحضى به من توافق وطني وبكل ما تحمله من قيم سامية لا يشرفها ولا يتناسب مع سمو مقاصدها ان يصاحبها عقوبات دولية على اي يمني مهما كان موقفه.

انني اتمنى عليكم فخامة الاخ الرئيس ان تتدخلوا شخصياً لترشيد قرارات مجلس الامن الدولي وتركيزها حول الدعم والرعاية والضمانة لمخرجات الحوار الوطني واستكمال مكونات التسوية السياسية ممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبما يمكننا من تحقيق تنمية سياسية آمنة ومستدامة.

اكرر لكم التهنئة والمباركة وادعوا الله ان يحفظكم وان يرعاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم
علي سيف حسن
عضو مؤتمر الحوار الوطني
رئيس منتدى التنمية السياسية

زر الذهاب إلى الأعلى