أرشيف الرأي

ظهور بوادر الإقليم السابع!‏

مبروك سيادة الرئيس هادي نتابع اخبار القصف والقصف المضاد بين المتقاتلين في حاشد ‏وما جاورها بأسلحة ثقيلة. هناك من يقول اتركوهم -الحوثيين وأولاد الاحمر - يقتل بعضهم ‏البعض "أو لأن ذلك حسبما يرى البعض يبقي تركيزهم منصبا على الداخل" في مخططاتهم ‏المحددة في جغرافيتهم، وقد لا يمنع ايا منهم الخروج منتصرا، واتفاقهم وتوافقهم خراب على ‏اليمن، ربما يكون هذا كلاماً مقبولاً، ولكن ماذا لو حدث العكس.خرج طرف منهم ‏منتصر، ما الذي سيحدث مثلا، الانتصارات شهية ونشوتها مغيرة الأطراف المتواجهة لا ‏يخرج أحدها الآخر تماما من اللعبة، والحروب لا تلعبها هكذا، ولا تنتهي هكذا، الحروب ‏تنتهي بانتصار طرف.‏

‏ أسوأ السيناريوهات على الإطلاق من وجهة النظرنا - نيابة عن الدولة الغاطة في العسل: أن ‏ينتصر الطرفان. وهذا احتمال فعلي، فأحد اقاليم هادي الطازجين ( إقليم صنعاء-‏ عمران - صعدة) سيصير إقليمين لا محالة وهذا اليوم بطريقة أو بأخرى قد انقسم إلي إقليمين ‏بالفعل. ‏

إقليم الإقليم صعدة الحوثيين وتوسعاتهم وحاشد والبحث عن نفوذها، والقوة هنا هي الفاعل ‏الرئيس في ظل غياب الدولة. فإقليم الإقليم ظهر واتضحت معالمه كاملة ؛ صار واقع شبه دائم ‏في جغرافيا الاقاليم الجديدة كإقليم سابع، ومن ثم فخبراء الإقليم الهابطين من موفنبيك بحاجة ‏على أقل تقدير إلى سياسة تقلل احتمالية وقوع أسوأ النتائج، التي من المتضح انهم لم يفكروا ‏فيها ولن يتطرقوا اليها على الاطلاق. ‏

قبل شهر، سألت صديقاً لي عضو مؤتمر حوار موفنبيك عن رأيه في ارتباك ادارة الحوار ‏‏(التي هي ادارة البلاد اليوم) إزاء مواجهات الضالع وحضرموت ومن قبلها صعدة والاحتشاد ‏لحرب حاشد . قال لي بالحرف الواحد : قبل أن يمكنك أن تعرف ما الذي تريد أن تفعله، لا بد ‏أن تعرف ما الذي تريده" في اشارة لأن ما جرى وما كان يجري في الموفنبيك، اشبه بحوار ‏الطرشان. وبطريقة أو بأخرى ينبغي أن نريد أن يخسر كل المتقاتلين في كل هذه المناطق ‏الملتهبة من البلاد وفي مقدمتهم الحوثيين وأولاد الاحمر . ولكنهما لن يخسرا بالتزامن، ينبغي ‏أن تتعاقب عليهما الهزيمة، فأحدهما لا بد أن يكسب أولا، ليطمس معالم الآخر، ويهدم فكرة ‏أعمدة الدولة المنتظرة. ومن ثم، على الدولة ان تقاتل الحراك في الضالع وتهزمه أو ادعموا ‏من يفعل هذا بدلا منكم، أو قاتلوا أولاد الاحمر واهزموهم، أو ادعموا من يفعل هذا بدلا منكم، ‏أو تقاتلوا الحوثي واهزموه، أو ادعموا طرفا ليفعل هذا بدلا منكم. ‏

هذه السيناريوهات لأسوأ المخارج، يقابلها أسوأ النتائج، لان الرئيس التوافقي وفرق موفنبيك ‏البلهاء، فوتوا على البلد فرصة حقيقية بالحوار، لو جرت التهيئة، أو أرغمت كل الاطراف ‏على الدخول الي الحوار بعد ان تلقي اسلحتها. ومثلما وجدنا الإقليم السابع متنازع علية بين ‏صعدة وحاشد، فالنتيجة الطبيعية، اننا سنجد الإقليم الثامن والثاني عشر والعشرين وهكذا.‏

زر الذهاب إلى الأعلى