اليوم قلبي كظيم وعيشي نكد ولساني لا نبس وشفتاي عبس..
بعد أن ذبح المجرمون غيلة نقطة عسكرية كاملة وهم يؤدون صلاة الجمعة في مصلاهم الصغير في نقطتهم بمدخل شبام سيئون..
18 جنديا قتيلا و 6 جرحى هم قوام النقطة..
شباب فوق العشرين ودونها يكابدون قيض الصحراء وبردها يؤدون الواجب ويسدون الثغور، ليس لهم في ما يجري من مشاحنات، هَمّ الواحد منهم متى يصل آخر الشهر كي يستلم مرتبه ويرسله (30000 ) لزوجته وبنيه أو لامه وأبيه..
وحبيبة هناك تنتظر شريكها أبو الاولاد متى يعود فقد تأخر هذه المرة أيام على غير العادة .. وخطيبة أخرى تنتظر فارس احلامها متى سيعود هذا الشقي الوردي لتتم الفرحة والأنس ويجمع الله الحبيبين بعد طول سهاد واشتياق؟..
وأم ستينية تنتظر فلذة كبدها متى يعود ليأخذها إلى طبيب العيون حسب وعده لها ليرتد اليها ضوؤهما..
وأب يتوكأ على عصاه وينظر إلى الافق كل ليلة والقلق يقتله كمدا وهو يستمع المذياع والتلفاز عن قتل وقتل وكم قال لولده يحدث نفسه أن يترك العسكرة قبلما يقتلوه ويرجع يشقى في أرض ابوه وجده..
كنا نقول للقاعدة وهم يذكرون الله بطريقتهم صباح مساء أن اتقوا الله وكفوا أيديكم عن دماء إخوانكم في الجيش والامن فلم يكن يزدهم ذلك الا غلوا واصرار..
فكيف الحال اليوم مع غيرهم وهم من لا يرجون لله وقارا..؟
قومٌ عُرفوا منذ بكورهم الأول بالسحل والتصفيات وحمامات الدم وهموا اليوم هموا وقد زادوا وزادتهم المرحلة والتقانة خبرات وزادتهم الاحداث همجية وظلمات بعضها فوق بعض فأصبحوا أشد فجورا وأمضى وألعن نفرا وقيلا..
لو علم القتلة أن دمهم بدم من قتلوهم أو سيقتلونهم لكان ذلك رادعا لهم وزاجرا، لكنهم رأوها سباقا فكم من الجيش والأمن قتل في هذه البلاد وكأن الحال دون الامر العادي ولا يحمر حتى حدق، أصبح دم الجيش والامن ارخص الاشياء..
من الصعب علي جدا القول ان المخلوع رغم فجوره قد كان احزم في مثل هذه القضايا وعلى حرمة الجيش والامن رغم يده التي طاشت وتطيش سفحا لدمهم مكيدة وغيلة..
ففي وجه من نلقيها...لا اجد الا المسؤول الأول في هذه البلاد وقد جمع الله بين يديه كل الاسباب، وأصبح الامن والجيش بين يديه كتلة يأتمر بأمره ويمضي تحت قراره وما عاد متمترسا على بعضه كما يحلو له ان يرددها بين فترة وأخرى..
فهل سيستطيع هادي وضع التدابير لحماية جيشه وأمنه أم ان هذا الجيش أصبح أحجارا على رقعة الشطرنج بينه وبين المخلوع وورقة تمضي في تكتيك سياسي مع آخرين..؟
ألا لا ارى الله القتلة يوم سرور قط وجعلها عليهم نكالا وبؤسا وعند زوالهم يوم عيدا، وسرمدها عليهم وعلى من ظاهرهم ولو بكلمة في جهنم أبدا...