[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الحرب الإيرانية في اليمن والصمت العربي

اليمن اليوم تعيش حرب خطيرة تقودها إيران في صعدة وأبين وحضرموت ولودر، فالأسلحة ‏الإيرانية تصل إلى اليمن والأموال العراقية تتدفق والتدريب ورحلات وقوافل الثقافة والفكر ‏تشتعل في اليمن والمحطات الفضائية والحملات الإعلامية، وما يجري في حاشد أمر خطير. ‏فالعدو الإيراني الذي لا يقل عن العدو الإسرائيلي كما قال موفق السباعي والدكتور أحمد نوفل، ‏فإن ذلك يعني أن ما يجري في اليمن امتداد لحرب العراق وسوريا ويحاول البعض المغالطة. ‏

ظل العقلاء سنوات يحذرون من هذه المؤامرة منذ سنوات والتي تم الإعداد والترتيب لها منذ ‏عهد طويل كما هو معروف. وللأسف إن شيوخ القبائل والقادة العسكريين ورجال الأحزاب ‏قابلوا ذلك بسخرية وعدم اهتمام ولم يدركوا البعد الخارجي وأبعاده وظنوا أنها مجموعة شباب ‏وعناصر سينتهي حماسها ولم يصدقوا أن إيران تخطط لاحتلال البحر الأحمر وصعدة وإقامة ‏دولة في الجنوب وأنها تريد تفكيك الدولة اليمنية للانطلاق إلى الجزيرة العربية. وللأسف اليوم ‏الناس اليوم خذلوا قبيلة حاشد في صراعها وتركوها أمام الخطر الذي يهدد اليمن كلها. ‏

على قبائل بكيل وعبيدة ودهم وقبائل اليمن كلها دعم حاشد في هذه المعركة، فالعدو مشترك ‏يهدد أمن وسيادة اليمن، وإذا سقطت الجوف وعمران وسفيان وحجه فستسقط صنعاء وتعز ‏وغيرها. العدو مرتب ويعد أعداداً كبيرة ودخوله الحوار مناورة تماماً مثلما يعمل نظرائهم ‏الإسرائيليون في جلسات الحوار مع منظمة التحرير والمفاوضات وهي تمارس على الأرض ‏أجندة أخرى. الجيش يقف مكتوف الأيدي وليست لديه إمكانيات وإيران لا تبالي وتحتقر السلام ‏والحوار باليمن لأنها دولة توسعية وتسعى للانفراد باليمن وتسعى لسلخ وقطع علاقاتها مع ‏جيرانها. بنشر إشعاعات عن لقاءات للحوثي ورموزه مع دول الجوار وهي لا يصدقها عاقل ‏ولا أساس لها وتروج لها جهات إيرانية بهدف تثبيط وحرب نفسية. ‏

واليوم يستغرب الإنسان هذا الضعف والذهول والموقف المتفرج. ففي اليمن لا أحد يبالي ‏والنار قادمة على الجميع ويجب على الجميع التحالف لردع هذا العدوان والدعوة لتحالف كبير ‏قبلي مع الجيش لوضع حد لهذا الاستهتار والطرد عملاء إيران وإفشال مخططاتها. ولكن لا ‏يمكن تحقيق أي تغيير إذا لم تعترف الدولة والقبائل ورؤساء الأحزاب والعلماء أن هناك غزواً ‏عسكرياً إيرانياً لليمن. وأنه لابد من التحرك وطلب عقد جلسة طارئة للجامعة العربية ومجلس ‏الأمن للتضامن مع اليمن في هذا التدخل وقطع العلاقات العربية وفرض عقوبات ومنع مرور ‏الطائرات الإيرانية في الأجواء العربية لأن العرب اليوم في حالة حرب مع إيران في سوريا ‏والعراق ولبنان واليمن ونوعاً ما في الصومال.‏

لقد كانت السنغال والغابون أشجع من العرب عندما قطعت علاقاتها مع إيران بعد مصادرة ‏الأسلحة المصدرة للإرهاب في تلك البلدان، وكذلك المغرب، وهناك موقف ليبي شجاع. لماذا ‏يخاف اليمنيون والعرب من تهديدات إيران ولماذا يراهن العرب على موقف غربي وهم ‏يدركون أن إيران حليف قوي للدول الغربية ولولا إيران ما سقطت بغداد ولا كابول، وأن ‏الغرب يغض الطرف عن دور إيران في سوريا واليمن، وأن شعار الشيطان الأكبر والموت ‏لإسرائيل والغرب ما هو إلا شعار مضحك لأن عملاء إيران بكل مكوناتهم يقتلوا أبناء اليمن.‏

على دول مجلس التعاون مساعدة اليمن الذي هو عمق قومي وعمق إستراتيجي وجدار ‏حاجز، وهو يذكرنا بما كان عليه العراق أثناء مؤامرات إيران. الأمر أخطر مما نتصور. ‏يجب على الجميع تناسي الخلافات بما فيها خلافات البعض مع آل الأحمر وإن كانت لهم ‏أخطاء سابقة فقد استيقظوا الآن وصححوا أخطائهم، فلا داعي للسكوت . على العرب تقديم دعم ‏لوجستي وعسكري وخبرات ودعم اليمن لطرد المحتل الإيراني لصعدة وعملاء إيران، ومنع ‏إيران من تقسيم اليمن وإثارة الصراعات الطائفية. لم يعد للحوار مكان مع هذه الفئة ولا دولة ‏الملالي في طهران. هل من ذي قار عربية لمواجهة الخطر الإيراني وحلفائه.‏

الأمر خطير جداً وهو يخدم الإستراتيجية الغربية ومصالح إسرائيل، وسيستغرب البعض أن ‏الغواصات الإسرائيلية هي من يهرب السلاح إلى صعدة وتمويل ذلك على يد تجار السلاح ‏وأصحاب الغسيل للأموال وتجار المخدرات والمافيا. فالله الله يا عرب ويا أمة محمد انقذوا اليمن ‏ويا قادة اليمن والقبائل والأحزاب والعلماء لا تخذلوا إخوانكم في صعدة وحجه وإخوانكم في ‏عمران وتتركوهم. فو الله إن الدور قادم على الجميع، وهؤلاء لا حليف لهم وقد قتلوا الخليفة ‏المستعصم العباسي، فلا يخدعكم ابن العلقمي الجديد.‏

زر الذهاب إلى الأعلى