اليمن اليوم تعيش حرب خطيرة تقودها إيران في صعدة وأبين وحضرموت ولودر، فالأسلحة الإيرانية تصل إلى اليمن والأموال العراقية تتدفق والتدريب ورحلات وقوافل الثقافة والفكر تشتعل في اليمن والمحطات الفضائية والحملات الإعلامية، وما يجري في حاشد أمر خطير. فالعدو الإيراني الذي لا يقل عن العدو الإسرائيلي كما قال موفق السباعي والدكتور أحمد نوفل، فإن ذلك يعني أن ما يجري في اليمن امتداد لحرب العراق وسوريا ويحاول البعض المغالطة.
ظل العقلاء سنوات يحذرون من هذه المؤامرة منذ سنوات والتي تم الإعداد والترتيب لها منذ عهد طويل كما هو معروف. وللأسف إن شيوخ القبائل والقادة العسكريين ورجال الأحزاب قابلوا ذلك بسخرية وعدم اهتمام ولم يدركوا البعد الخارجي وأبعاده وظنوا أنها مجموعة شباب وعناصر سينتهي حماسها ولم يصدقوا أن إيران تخطط لاحتلال البحر الأحمر وصعدة وإقامة دولة في الجنوب وأنها تريد تفكيك الدولة اليمنية للانطلاق إلى الجزيرة العربية. وللأسف اليوم الناس اليوم خذلوا قبيلة حاشد في صراعها وتركوها أمام الخطر الذي يهدد اليمن كلها.
على قبائل بكيل وعبيدة ودهم وقبائل اليمن كلها دعم حاشد في هذه المعركة، فالعدو مشترك يهدد أمن وسيادة اليمن، وإذا سقطت الجوف وعمران وسفيان وحجه فستسقط صنعاء وتعز وغيرها. العدو مرتب ويعد أعداداً كبيرة ودخوله الحوار مناورة تماماً مثلما يعمل نظرائهم الإسرائيليون في جلسات الحوار مع منظمة التحرير والمفاوضات وهي تمارس على الأرض أجندة أخرى. الجيش يقف مكتوف الأيدي وليست لديه إمكانيات وإيران لا تبالي وتحتقر السلام والحوار باليمن لأنها دولة توسعية وتسعى للانفراد باليمن وتسعى لسلخ وقطع علاقاتها مع جيرانها. بنشر إشعاعات عن لقاءات للحوثي ورموزه مع دول الجوار وهي لا يصدقها عاقل ولا أساس لها وتروج لها جهات إيرانية بهدف تثبيط وحرب نفسية.
واليوم يستغرب الإنسان هذا الضعف والذهول والموقف المتفرج. ففي اليمن لا أحد يبالي والنار قادمة على الجميع ويجب على الجميع التحالف لردع هذا العدوان والدعوة لتحالف كبير قبلي مع الجيش لوضع حد لهذا الاستهتار والطرد عملاء إيران وإفشال مخططاتها. ولكن لا يمكن تحقيق أي تغيير إذا لم تعترف الدولة والقبائل ورؤساء الأحزاب والعلماء أن هناك غزواً عسكرياً إيرانياً لليمن. وأنه لابد من التحرك وطلب عقد جلسة طارئة للجامعة العربية ومجلس الأمن للتضامن مع اليمن في هذا التدخل وقطع العلاقات العربية وفرض عقوبات ومنع مرور الطائرات الإيرانية في الأجواء العربية لأن العرب اليوم في حالة حرب مع إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن ونوعاً ما في الصومال.
لقد كانت السنغال والغابون أشجع من العرب عندما قطعت علاقاتها مع إيران بعد مصادرة الأسلحة المصدرة للإرهاب في تلك البلدان، وكذلك المغرب، وهناك موقف ليبي شجاع. لماذا يخاف اليمنيون والعرب من تهديدات إيران ولماذا يراهن العرب على موقف غربي وهم يدركون أن إيران حليف قوي للدول الغربية ولولا إيران ما سقطت بغداد ولا كابول، وأن الغرب يغض الطرف عن دور إيران في سوريا واليمن، وأن شعار الشيطان الأكبر والموت لإسرائيل والغرب ما هو إلا شعار مضحك لأن عملاء إيران بكل مكوناتهم يقتلوا أبناء اليمن.
على دول مجلس التعاون مساعدة اليمن الذي هو عمق قومي وعمق إستراتيجي وجدار حاجز، وهو يذكرنا بما كان عليه العراق أثناء مؤامرات إيران. الأمر أخطر مما نتصور. يجب على الجميع تناسي الخلافات بما فيها خلافات البعض مع آل الأحمر وإن كانت لهم أخطاء سابقة فقد استيقظوا الآن وصححوا أخطائهم، فلا داعي للسكوت . على العرب تقديم دعم لوجستي وعسكري وخبرات ودعم اليمن لطرد المحتل الإيراني لصعدة وعملاء إيران، ومنع إيران من تقسيم اليمن وإثارة الصراعات الطائفية. لم يعد للحوار مكان مع هذه الفئة ولا دولة الملالي في طهران. هل من ذي قار عربية لمواجهة الخطر الإيراني وحلفائه.
الأمر خطير جداً وهو يخدم الإستراتيجية الغربية ومصالح إسرائيل، وسيستغرب البعض أن الغواصات الإسرائيلية هي من يهرب السلاح إلى صعدة وتمويل ذلك على يد تجار السلاح وأصحاب الغسيل للأموال وتجار المخدرات والمافيا. فالله الله يا عرب ويا أمة محمد انقذوا اليمن ويا قادة اليمن والقبائل والأحزاب والعلماء لا تخذلوا إخوانكم في صعدة وحجه وإخوانكم في عمران وتتركوهم. فو الله إن الدور قادم على الجميع، وهؤلاء لا حليف لهم وقد قتلوا الخليفة المستعصم العباسي، فلا يخدعكم ابن العلقمي الجديد.