أرشيف الرأي

حتى لا تصبح اليمن سوريا ثانية

اليمن اليوم يسير نحو الحرب الأهلية لأن هناك دول تريد أن تجر هذا البلد الفقير إلى ذلك وجعله مشكلة جديدة تستنزف الطاقات ومزيد من المتاعب لما يخدم مصالح إسرائيل وشركائها. وما يجري في اليمن واضح أن إيران ومن ورائها تقوم لا للمبادرة الخليجية وأنها ستقلب الطاولة وتحيل اليمن إلى بلاد أكثر حرباً من سوريا.

إيران تجند الحراك والإرهابيين من أنصار الشريعة والحوثيين وغيرهم وتدعم الناصريين والشيوعيين السابقين وتدفع الملايين لضباط ولشيوخ قبائل، أضف إلى ظروف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني وتخلي العرب عن مأساة اليمن الإنسانية. وسكوت المعارضة والحكومة عن هذه القضية المفصلية تشجع على دخول البلاد في حرب أهلية، وللأسف فإن أصحاب المبادرة اكتفوا بالبيان الختامي للحوار وكأن الأمر انتهى وتجاهلوا قضية دور الحوثي وأبعاد المخطط الإيراني في المنطقة، وللأسف فإن هناك مشكلات كثيرة أبعد من قضية اليمن، وهناك لا مبالاة من جميع الأطراف وحضروا قضيتهم في شخص علي عبد الله صالح حتى أن أحد الوزراء من الإصلاح اليوم قال يومها مشكلة الحوثيين والإرهاب ستنتهي بذهاب علي عبد الله صالح وأنها ورقة يلعب بها. وعجبت لهذا التصريح وكأنه لا يدرك أن هذا برنامج خطط له سنوات طويلة وله دولة لها مشروع إقليمي.

اليوم الكل أمام الحقيقة عن الشباب الذي فُرض عليهم القبول بوجود الحوثيين وحتى أولاد الأحمر وعلى رأسهم الشيخ حسين الذي خدعوه وتخلوا عنه ومكروا وغدروا به. فهؤلاء ليس لهم وفاء، وحتى المشايخ أول الضحايا. اليمن مقبل على حرب بشعة ومجزرة صنعاء قادمة لن يسلم منها أحد بما في ذلك المحايدين والوسطاء فهم أول الضحايا، سيكون انتقام لثورة 26 سبتمبر وسيتم تصفية حسابات وحروب شاملة وستصبح اليمن سوريا ثانية وستصدر الإرهاب للمنطقة والمخدرات وسنجد البحر الأحمر وبحر العرب تحت التدويل ومراقبة السفن. ومثلما تعمل أثيوبيا في النيل للسودان ومصر، فإن من سيمنع دخول أي معدات أو شيء لا توافق عليه إسرائيل في البحر الأحمر وبحرب العرب. وستواجه دول المنطقة مشكلة لاجئين ومخيمات وهاربين من الحرب وستتدخل الأمم المتحدة والمفوضية السامية للاجئين بموجب قرارات الأمم المتحدة لدول مجلس التعاون بقبول اللاجئين وإنشاء مخيمات...الخ. هل يرضى العرب ذلك فلماذا لا يتحرك الجميع للعمل المشترك لصد العدوان الإيراني ومنع الحرب.

إن العرب بسلبياتهم ووقوفهم متفرجين أمام ما يجري أمر خطير. وهذه الفئات والجماعات التي آن الأوان لكبح جماحها ومنع توسعها وضرورة عقد مؤتمر للقيادات اليمنية وجمع كلمتها للدفاع عن سيادة اليمن ومقاومة الخطر يقتضي دراسة الوضع وعدم إهماله. وتدويل القضية اليمنية لا تخدم دول المنطقة. ستكون اليمن كارثة قادمة عسكرية وأمنية وسياسية وإنسانية أشد من سوريا.

الأمة العربية اليوم أصبحت تُدمر واللعبة مكشوفة والأوراق ظهرت، وللأسف فأن المسؤولين اليمنيين والأحزاب يتحدوا فيما بينهم فقط ويكتفوا بالبيانات وكأنهم مصلحون، وهناك خطر يداهم الجميع. صدرت التعليمات لأسر هؤلاء بترك العاصمة، وظهر الجيش الذي تدرب سنوات في إيران ولبنان والعراق وتم إعداده وله قوات وأسلحة متقدمة. وهناك من يلعب بالنار من النظام السابق الذي لم يلتزم بشروط تسليم السلطة والأحزاب التي تبحث عن دعم وباعت أمتها بحفنة من الأموال، وشيوخ القبائل الذين يتقربوا الذين يسهلوا الأمور وتجار السلاح. فما الحل وأين المخرج؟

الحل في حكومة وطنية تدير الأوضاع واجتماعات وتحالفات وضغط من المجتمع العربي ممثلاً في مجلس التعاون والجامعة العربية لعمل مشترك لإنقاذ اليمن ورفض تدخل أي دولة في شؤونه، وأن يتقي الله زعماء الأحزاب والقبائل قبل أن يصبح لا لي ولا لك ولا للذئب. ويدعموا من هم في جبهة القتال ويتحرك الجميع لمنع التمدد الصفوي الإيراني في اليمن وينقذوا شعب مسلم يقول لا إله إلا الله من الهلاك. فالله الله في شعب اليمن فهؤلاء كما هو حالهم في سوريا والعراق لن يرحموا أطفالاً ولا امرأة ولا عجوز، فهل تريدونها سوريا ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى