هناك شخصيات ومجاميع من حزب المؤتمر حولت ولاءها للحوثي في السنوات الأخيرة، هذا صحيح ولا شك فيه، لكن هذا ليس دليلا معتبرا لاسناد فرضية التحالف الحوثي "العفاشي"، الفرضية العزيزة على قلوب إصلاحيين كثيرين. فهناك بالمقابل شخصيات مؤتمرية برزت من خلال الحرب التي خاضتها ضد الحوثي، منهم الشيخ بن عزيز والشيخ عثمان مجلي على سبيل المثال.
ومثلما يحتوي المؤتمر وحلفاؤه على أشخاص يضمرون ميولا حوثيا، فتكتل المشترك مليء بمثل هؤلاء، ناهيك عن أن المشترك نفسه حاول أكثر من مرة فتح قنوات تواصل وتنسيق مع جماعة الحوثي في العلن وفي الخفاء. كما أن مؤتمريين كثر تحولوا إلى الإصلاح.
وحتى لو تحول كل مؤتمريو شمال الشمال إلى الحوثية فهذا لا يدل إلا على تحلل حزب المؤتمر وانفراط عقده، وهي نتيجة محتملة لسياسات إضعافه ووصم قواعده وتخوينهم ثوريا، ضمن اتجاهات الانقلاب على المبادرة الخليجية.
ولا أدري أين تكمن مصلحة علي عبدالله صالح في نتيجة كهذه، فتحلل حزب المؤتمر يصب بشكل مباشر في مصلحة الحوثي أكثر من غيره، ويترك فراغا هائلا تشغله جماعات وتشكيلات ما قبل الدولة وما قبل السياسة.
وإذا كانت التحولات التي طرأت على ولاءات بعض الأشخاص باتجاه جماعة الحوثي، قرينة كافية لاثبات فرضية التحالف المتآمر، فأكثر المتحولين هم من أحزاب تعرضت للتدمير والاستبعاد الممنهج على نحو شبيه بما يحدث الآن لحزب المؤتمر، مثل الاشتراكي والناصري، فضلا عن أنني أعرف أشخاص تحولوا من الإصلاح إلى الحوثية.
التحول في الولاءات ليس شأنا يجري التحكم فيه من صنعاء.
باختصار، الأحزاب تضمر وتموت، ومعها تضمر السياسة وتموت.