[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

هادي ليس ضعيفاً

الهجوم على السجن المركزي هو النسخة الثانية من الهجوم على وزارة الدفاع. لا شيء يدعو الاستغراب. عندما تسجل مذبحة مستشفى العرضي ضد مجهول ويتستر رأس النظام على الإرهابيين.

عندما لا يعاقب المجرمين على اختلافهم: سواء خاطفي الأجانب، إلى مفجري أنابيب النفط وخطوط الكهرباء، إلى اغتيالات الضباط، إلى قتلة حسن أمان وخالد والخطيب.

عندما يقتل الجنود بشكل يومي ولا يظهر وزير الدفاع أو رئيس الوزراء أو الرئيس الغيبوبة ليلقي خطاباً تأبينياً على الجنود وكأنهم راضون ويشجعون على قتلهم وغير آسفون بهم.

عندما يحكم القضاء اليمني على المتهمين بجريمة السبعين التي استشهد فيها 100 ضابط وجندي بأحكام مخففة تتراوح بين براءة وسجن أربع سنوات، بينما تصدر أحكام عسكرية على متمردي الحرس الجمهوري بالحبس لتسع وعشر سنوات.

...

ما يثير الاستغراب عادةً هو ردة الفعل المجتمعي والسياسي:

سيقول السفهاء من الناس: "المخلوع علي صالح وراء الهجوم الارهابي على السجن المركزي بصنعاء رداً على الاحتفال بالثورة الشبابية! وسيقول سفهاء الضفة الأخرى: الجنرال علي محسن والاخوان يريدون إطلاق سراح معتقلي جريمة تفجير جامع الرئاسة!

وسيقول مستشار الرئيس هادي للشئون الاستراتيجية: "إن القوى المعيقة للتسوية السياسية وراء الجريمة لإفشال المبادرة الخليجية".

سيقول المعاقون ذهنياً وفكرياً: هذه قاعدة المخلوع والاخوان والزنداني وسيدي حسن. سيقول الحوثيون بنبرة صوت واثقة: لا. المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وراء الهجوم من أجل فرار الإرهابيين، حتى تواصل شن غارات الطائرات من دون طيار!

سيقول صيادو الفرص السياسية وتجار الدم اليمني: هذه الجريمة مبرر إضافي لإسقاط الحكومة الفاشلة.

سيقول شقاة نظرية المؤامرة: هذه جريمة من أجل تصفية المعتقلين الجنوبين وشباب الثورة!

سيقول الإعلام الحكومي ومطبلو الرئيس هادي حالياً - ومطبلي صالح سابقاً- زائد مخلفات الأحزاب زائد انتهازيي الساحات الثورية: الهجوم الإرهابي مخطط إجرامي يهدف إلى إفشال وثيقة الأقاليم ولتعكير أفراح اليمنيين ب"نجاح" مؤتمر الحوار!

...

الإعلام اليمني فجلّ ما سيقوله لليمنيين هو أرقام:

مقتل 5 جنود.
استشهاد عشرة.
عشرين.
سبع عشر.
دخلوا من هذا الباب.
استخدام قذائف وصواريخ لو.

وترد رسالة sms من وكالة سبأ "قوات الأمن الباسلة تنجح في دحر الإرهابيين" والرئيس هادي يبعث برقيات تعازي.

هكذا.. ككل الجرائم الإرهابية.

الضحايا يتحولون إلى أرقام دون أن يروا للناس قصصهم، أسماءهم، أن الجندي فلان كان يعيش في منزل بالإيجار. وأن الجندي الشهيد فلان كان ينتظر مولودا بعد أيام.

كم كان في جيب هذا الجندي؟
ما كانت آخر وجبة غذائية تناولها قبل استشهادهم.

إنهم غير معنيون بكل ذلك. فقط مشغولون بالتحليلات وصحافة العوبلي والتنجيم والتوظيف السياسي للجرائم لصالح طرف ما، ولإدانة آخر.

...

عدا ذلك، وإضافة إليه، أنا أؤكد لكم أنكم سوف تقروؤن كل هذه الترهات غداً في المواقع والصحف اليمنية الدكانية وهي طروحات تحمي الفاعل الحقيقي أيا كان.

...

فضيحة كذبة رئاسية مرّت بسلام: هادي ليس ضعيقاً

كيف تريدون أن نحترم الرئيس هادي وهو لا يحترم نفسه ولا منصبه ولا تأييد العالم له. قال الرئيس تعليقاً على مذبحة الضالع حسب تقرير منظمة هيومن رايتس بالحرف الواحد"لا يمكنني إقالة قائد يرتكب انتهاكات لأن القائد ببساطة سيرفض القرار وسيقف اللواء بجانبه".

علام إذن قبلتَ أن تكون رئيساً للجمهورية؟
وما فائدة التأييد الدولي ومجلس الأمن وعصاه الغليضة؟

لاحظوا اللغة الازدرائية التضليلة التي يصف بها الجيش اليمني: "هناك قضية عامة بالنسبة للجيش اليمني وهي أن كل لواء يتكون من نفس القبيلة". وهذا غير صحيح بل وافترائي. هناك تركبية قبلية وعشائرية لكنها ليست كما يدعي هادي ويصوّر.

ثم ألم يصلح الجيش اليمني بعد الهيكلة؟ سبحان الله كيف خرب؟

هادي ليس رئيساً ضعيفاً وإنما يحتمي خلف مظهر الضعيف ويمرر خلاله كل ما يريده. إذ من يصدق أن رئيساً قسم بلاداً غير قادر على تغيير حكومة وأن رئيساً أقال أحمد علي من الحرس الجمهوري وكل من: يحي وطارق وعمار، ومحمد صالح الاحمر ومحمد خليل غير قادر على إقالة قائد لواء كضبعان.

كونوا على قدر المسئولية أو اتركوا مناصبكم والسلام.

رئيسنا يكذب ياسادة علناً وبلا خجل، الإعلام يطبّل، الأحزاب السياسة تفاوض، الجماعات المسلحة تتوسع، القتل يزداد، فيما الهتيفة يرددون: الثورة مستمرة

...

قولوا معي لهم جميعا: إذهبوا إلى الجحيم.

زر الذهاب إلى الأعلى