من الأرشيف

لو كانوا يريدون معاقبة صالح لما احتاجوا لجنة عقوبات أممية!!‏

"الرعاة الدوليون" الذين كسروا موجة الثورة الشعبية في اليمن ومدوا يد العون لعلي صالح ‏وصمموا له مبادرة تعيده كشريك وطرف أساسي في السلطة وفي إدارة المرحلة الانتقالية؛ ‏وسمكروه وأعادوه إلى صنعاء؛ هؤلاء لا يستهدفون علي صالح بعقوباتهم؛ وليس في نيتهم ‏معاقبته أصلاً ، فقد استخدموه "حياً وميتاً" في النظام وفي شراكته للنظام في المرحلة ‏الانتقامية؛ تماماً مثلما استخدموا غيره؛ عبد ربه وباسندوه وكائنات المشترك وبراويز الحوار؛ ‏استخدموهم كلهم لإضعاف اليمن وتنفيذ مخطط الاستنزاف ضد الشعب اليمني وإضعاف الدولة ‏وتدمير هيبتها؛ وتشجيع الميليشيات المسلحة والحرب الطائفية وتوسع الجماعات الارهابية.‏

لجنة العقوبات وقرار الوصاية يستهدف معاقبة اليمن في الأشهر القادمة؛ إذا تمنعت عن ‏الإذعان لإرادة "مصاصي الدماء" ، والانبطاح لسيناريو "الغزاة" القدماء الجدد وتصورهم ‏الجديد ل "شكل اليمن" الذي يلبي مصالحهم التي لا ترتوي ولا تنتهي !!!‏

‏***‏
لجنة العقوبات المقرة اليوم في مجلس الأمن تذكرني بجريمة العقوبات القاسية التي طالت ‏الشعب العراقي بحجة معاقبة نظام صدام الذي تقوى في ظل العقوبات وتأقلم معها وشكل ‏اقتصاد خاص بنظامه ودفع الشعب الثمن.‏

في اليمن لم يعد علي صالح رئيساً حتى تحتاج معاقبته إلى شرعية دولية وقرار أممي ولجنة ‏عقوبات غامضة المهام. كان ممكناً لو أرادوا معاقبته أن يفعلوا ذلك في بدايات المرحلة ‏الانتقالية أو الآن استناداً إلى شرعية الوضع القائم في اليمن والدولة القائمة والرئيس المستفتى ‏عليه؛ واستناداً إلى المبادرة الخليجية واليتها المزمنة باعتبارهما الإطار المزمن لنقل السلطة.‏

الاحتمال الأكثر منطقية لتفسير القرار الأممي هو خلق شرعية دولية لمعاقبة البلد ككل في ‏حالة تعثر تطبيق التقسيم بطريقة تلبي مصالح القوى الدولية المهيمنة؛ وليس أشخاص علي ‏صالح ومعاونوه أو علي البيض وطاقمه.‏

الأهم من ذلك كله أن المجتمع الدولي ممثلاً برعاة المبادرة قد تواطأ مع السلطات الانتقالية ‏من أجل خلق هذه المشكلة عبر ترك الأمور تتفاقم من دون أي رد فعل أو تدخل من السلطة ‏الانتقالية أو مجلس الأمن.‏

أتمنى أن أكون مخطئاً في نظرتي لطبيعة لجنة العقوبات؛ وأن تكون عصاً غليظة فوق ‏رؤوس المعرقلين الحقيقيين؛ وليس أداة لمصادرة الإرادة الشعبية لليمنيين وفرض الهيمنة ‏والوصاية والتقسيم على بلدهم!!!‏

زر الذهاب إلى الأعلى