يقال إن الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد وهذا صحيح. ولكن الصحيح أيضا هو أن ذلك لا يتأتى إلا بعد أن يدفع هولاء الأوغاد الأغبياء فاقدو الحيلة إلى الكفر بالوطنية كليا.
يظهر علي صالح ممتعضا من قرار مجلس الأمن ومتدثرا بالوطنية كملاذ أخير فعلا. فيما يتخذ خصومه الأغبياء فاقدو الحيلة من إمتعاضه ذاك مصدرا لبهجة زائفة تتدثر هي الأخرى بوهم إنتصار ليس من صنعهم بل (صنع خصيصا لليمن) كما يتوهمون وليس (أو ليت) الأمر كذلك.
ولكن بالنتيجة وعلى مستوى المظهر يتصرف علي صالح كوغد حقيقي (أي كوطني بصرف النظر عن الجوهر ) فيما يتصرف خصومه الأغبياء فاقدو الحيلة كأنذال حقيقيين.
موقفنا من قرار مجلس الأمن ينبغي أن يتحدد في ضوء موقفنا الأخلاقي تجاه الوطن وليس في ضوء موقفنا السياسي تجاه علي صالح والأوغاد الذين معه.ولنتدبر أمورنا من ثم مع هولاء.
فعلي صالح ماكان ينبغي أن يظل ويستمر بعد ثورة شعبية سلمية عارمة أصلا. لولا غدر أولئك الأنذال.
وأول مايجب في إطار هذا التدبر هو أن نحول بين الأوغاد وبين ذاك الملاذ.وألا نسمح بأن نحشر اوننحشر في زاوية واحدة مع الأنذال.
الترحيب بالقرار والإحتفاء به بمقولة أن علي صالح هو من أهدر السيادة...هو أمرلايميزنا عن الأوغاد ولا عن الأنذال. وهو إلى ذلك يشبه مع الفارق الترحيب بالحصانة قولا ب(دفع المفسدة الصغرى بالمفسدة الكبرى).
ليس مطلوبا أن نخوض حربا أو حتى صراعا مع العالم بل يكفي أن ندرك أن هذا العالم لن يحارب ولن يصارع من أجلنا ولنتخذ من ثم موقفا عقلانيا رشيدا بما يتفق وإتساقنا مع ذواتنا ويتوائم مع اعتباراتنا الأخلاقية.