أرشيف الرأي

فرز على الهوية وحكومة قناصل في صنعاء: إنها الحرب!

الحمقى وحدهم يصدقون أن مشاريع الرئيس هادي والنخبة الحزبية الفاسدة، ستعالج القضية الجنوبية وتنهي الصدع العظيم في الشمال، وتحقق السلم والعدل والمساواة لليمنيين الذين سينعمون بالخيرات والملذات في فراديس الفدرالية الست!

***
اليمن ينحدر حثيثا إلى هاوية الاقتتال الأهلي بفعل سياسات الفرز على الهوية (الحزبية والمذهبية والمناطقية والعنصرية) التي يعتمدها الرئيس المؤقت وحلفاؤه الحزبيون الفاسدون في الخدمتين المدنية والعسكرية، وفي قطاعات التربية والقضاء والأمن والاعلام.

***
المسؤولية الأولى لأية سلطة في أي بلد هي منع تفكك المجتمع والحفاظ على سلمه الأهلي. ما يفعله الرئيس المؤقت وأحزاب المبادرة الخليجية، هو النقيض تماما؛ تفكيك الدولة وتمزيق موسساتها وتفتيت المجتمع.

***
القاسم المشترك الأعظم بين المجتمعات التي غرقت في حروب داخلية هو تضافر عاملين: سلطة غير شرعية تعتمد معايير مزدوجة، حزبية أو عصبوية، في سياساتها حيال الشعب؛ وانكشاف على الخارج الاقليمي أو الدولي بما يمكن الفاعلين الاقليميين والدوليين من التغلغل في الدولة والمجتمع إلى الحد الذي يصيرون فيه "فاعلين وطنيين".

***
هذان العاملان حاضران بجلاء في اليمن. لدينا سلطة غير شرعية تتموضع، شيئا فشيئا ويوما تلو آخر، كقوة ميليشوية في مواجهة أطراف محلية كالحراك الجنوبي والحوثيين. ولدينا "حكومة قناصل" في العاصمة تعمل بالتزامن مع حكومة الوفاق (= الشقاق).

***
بوسع المرء أن ينضم إلى حشود المباركين لمخرجات الحوار والمرحبين بقرار دولي يستبيح اليمن.
بوسعه أن يبارك ويرحب شريطة أن ينخلع، أولا، من عموده الفقري ليكون مؤهلا للزحف على بطنه مع الزاحفين - أو الزواحف- إلى دار الرئاسة (!).

زر الذهاب إلى الأعلى