أرشيف الرأي

نحن.. وخلافات الأشقاء في الخليج

اندفع بعض الكتاب وناشطي الفيسبوك في اليمن بالتعليق على قرار السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من دولة قطر. اغلب هذه التعليقات والتناولات انتقدت قرار سحب السفراء رغم ان هذه التناولات لن تؤثر في القرارات في شيء ولن تفيد قطر أو تضر السعودية.

من المؤكد ان هذه التعليقات اتت بدافع عاطفي بحت بعيدا عن ادنى حسابات العقل والمصلحة.. ذكرني ذلك باندفاع اليمنيين في عام 1990 لتاييد الاجتياح العراقي للكويت رغم ان اجتياح الكويت كان كارثة لازال العرب يتجرعون اثارها إلى اليوم ورغم انه لم يكن هناك ادنى حق لدى العراق ليقوم بما قام به اذاك. ونتيجة الموقف اليمني العاطفي لازلنا نتجرع اثاره على الشعب اليمني إلى اليوم.

ان ما يقوم به البعض من انتقاد لقرار دول الخليج يتطابق مع موقف اليمنيين العاطفي من غزو الكويت ولو فكروا بعقل قليلا لتغير موقفهم تماماً.

اولا نحن كيمنيين لنا من المشاكل ما يكفينا فلماذا نتدخل في شأن غيرنا لماذا لا ينصب اهتمامنا بشأننا اليمني ولنترك السعودية وقطر لبعضهم فهم اقرب إلى بعض اكثر مما نتصور.

ثانيا ما الذي يجعلنا نقف ضد قرار السعودية والإمارات والبحرين.. ما مصلحتنا من ذلك، ماذا قدمت قطر لليمنيين، ما هي المساعدات التي تقدمها لليمن؟ سنجد الاجابة انها لم تقدم ما يجعلنا نتعاطف معها ضد السعودية.. بالمقابل لو نظرنا إلى ما تقدمه السعودية وما قدمته لليمن لوجدنا الشيء الكثير سنجد الطريق والمركز المهني ومشروع المياه والدعم المادي السخي للحكومة فضلا عن اكثر من مليوني مغترب يمني في السعودية وتحويلاتهم التي حافظت على الاقتصاد اليمني خلال الثورة الشبابية و إلى اليوم. عدا عن المبادرة الخليجية التي جنبت اليمن الاقتتال وكان الاشقاء في السعودية أبرز عوامل نجاحها.

علينا ان ندرك جيدا ان الذين يدخلون من اليمن إلى السعودية بشكل غير رسمي خلال ثلاثة اشهر يفوق عدد سكان قطر فلماذا نتخذ مواقفنا من منطلقات عاطفية تجعلنا دائما في خانة الخسارة!

كثيرون يبررون موقفهم هذا بالقول ان السعودية هي دائما ضد اليمن وانها لا تريد لليمن الخير!! اقول لهم لو كان الامر كما تقولون فكان بإمكان السعودية والخليج ان يتركونا خلال الثورة نغرق في الوضع الاقتصادي المنهار وللعلم ان الحكومة كانت عاجزة عن دفع رواتب الموظفين لولا الدعم السعودي الذي انقذ الموقف عدا عن شحنات المشتقات النفطية بمليارات الريالات السعودية. كان بإمكان السعودية تترك اليمن دون تقديم أي دعم مادي لتغرق البلاد بأزمة اقتصادية تؤدي إلى انهيار الدولة.

هذا اذا حاولنا ان يكون موقفنا ينطلق من منطلق المصلحة لليمن، اما اذا اردنا ان ننطلق من منطلق مواقف قطر فماذا فعلت قطر وماذا قدمت انها لم تقدم أي شيء سوى سياستها المستندة على اللعب على المتناقضات.. وكل هذا، بالطبع، لا ينقص من امتناننا للموقف القطري المسؤول في أزمة وحرب 1994، ووقوفها إلى جانب خيار وحدة البلاد.

وأخيرا فإننا كيمنيين لا نكن للاشقاء في السعودية وقطر وكل دول الخليج الا كل حب، ونرجو بفارغ الصبر ان تنزاح غيمة الخلاف الخليجي اليوم قبل الغد، لأن أي خلاف بين اشقائنا في الخليج لن يصب ابدا في مصلحة اليمن ولا في مصلحة اي طرف من أطراف الخلاف. ولو كان اليمن في وضع افضل مما هو عليه لما تأخرنا في تقريب وجهات النظر بين اشقائنا في الخليج ولا يزال أملنا كبيرا في مقدرتهم على رأب الصدع في أقرب وقت، وتجريع الاعداء والوشاة خيبة أمل كبيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى