[esi views ttl="1"]

المواجهة.. هي الحل

لا خيار سوى المواجهة لإنهاء ما تبقّى من ملفات وقضايا عالقة من 2011م بين مختلف الفرقاء.

في السياسة لا صداقة ولا عداوة دائمة، اتفقت قوى الثورة لإسقاط صالح وقد كان، وتحالفت مع خصومه الحوثيين نكاية به، وتحدث بعض المحسوبين على قوى الثورة نكاية في صالح بأنه أخطأ في حروب الدولة ضد الحوثيين، واعتبر البعض تلك التصريحات بمثابة مواقف سياسية متقدّمة حينها.

لم تدم المودة؛ فجماعة الحوثي ثورتهم متصلة بالحسين بن علي رضي الله عنهما، وكانت بعيدة كل البعد عن ثورة الشعب الطامحة إلى بناء دولة العدل والمساواة والحرية والمدنية.

فافترقت المواقف واقترب الحوثي من صالح في مواقفهما المضادة للثورة الشعبية، واعتبر بعض من تبقّى مع صالح أن هذا التقارب شيء طبيعي نتيجة للمرحلة وما جرى فيها من فرز، واعتبروا التقارب خطوة سياسية متقدّمة.

بعد انتهاء الحوار كان من المفترض أن تعي كل القوى السياسة - وأنا هنا أشدد على القوى السياسية ولا أقصد بها سوى الأحزاب المعروفة - ان الأمور قد سارت في اتجاه مطالب الشعب، وانتهت مرحلة «مع وضد» وان الاختلاف قبل الحوار لم يعد موجوداً بعد توقيع وثيقته.

وفي نظري أخطأت قوى الثورة في تحالفها مع قوى غامضة لا أساس ولا سقف سياسي لها وتحمل شعارات الموت والقتل اللا إنسانية، وأخطأ صالح فيما بعد بالتحالف مع نفس تلك القوى التي لا تعرف سوى الموت الذي توزّعه على أمريكا واليهود سوية، وكل قتلاها من أبناء شعبنا مدنيين وعسكرين تفوق إحصاءاتهم عشرات الآلاف بين شهداء وجرحى ومهجّرين.

على الجميع الاعتراف بالخطأ، فكل تلك التحالفات تمسُّ عمق الثوابت الوطنية، وكان من الخطأ أيضاً إدخال جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار الوطني، وهذه يتحمل وزرها الجميع.

كيف يُسمح بالتحاور مع من لا عنوان واضح لديه، ولم تكن مشاركة أفراده إلا من أجل الترويج الدعائي بمدنية السيد المزعومة..؟!.

في كثير من الأحيان بدت الجماعة كما لو أنها علمانية ومدنية أكثر من كل الموجودين لدرجة أنهم تجاوزوا حتى العلمانية الأمريكية والأوروبية، فقد طالبوا بعدم ذكر أن الإسلام دين الدولة، معتبرين الدولة بلا دين وأن الإسلام دين الشعب؛ في مفارقة عجيبة مريبة لا تعتبر أن الشعب هو أهم جزء في الدولة.

ليس أمام الأحزاب سوى اختصار الطريق والمضي قدماً في تطبيق مخرجات الحوار وترك العناد والتوقف عن ممارسة السياسة بملابس السباحة.

النظام الجمهوري، والجيش القوي، ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية، وحماية وحدة الأرض والإنسان، هذه ثوابت لا متغيرات فيها، واللعب بها هو نكوص عن كل مكتسبات شعبنا العظيم.

اختلفتم بما فيه الكفاية، هناك عقوبات وبند سابع ومتغيرات دولية وشيكة على مستوى إعادة التحالفات في المنطقة، ولذا على الجميع انتهاز الفرصة والمضي قدماً في بناء الدولة، ودعوة القبائل، أو بالأصح التحالفات القبلية إلى إنهاء تحالفها مع مسلّحي الحوثي، وهذا سيسهّل حتى للحوثيين تسليم أسلحتهم إلى الدولة، فلن يكون هناك ما يغريهم بالاستمرار في غيّهم.

زر الذهاب إلى الأعلى