[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

أزمة جيلنا المعاصر

أمام الانكسارات التي تعيشها أمتنا في وقتنا الحاضر، وعدم قدرتها على النهوض، وإزالة ‏الأدواء التي ‏أصابتها في كل صوب، وعدم استطاعتها على دحر المستعمر الكاتم على ‏صدرها، وبالتالي الوصول ‏إلى استقلال إرادتها، وثقتها بنفسها وبقدرتها على نفض التخلف ‏الذي يهيمن على كل جزئية من ‏حياتها، وعودتها إلى تحكيم كتاب ربها وسنة ن بيها في جميع ‏شئون حياتها، أمام كل أنواع التراجع ‏والهزائم المتوالية على مدى قرنين من الزمان على ‏الأقل، فإني ألحظ أن أزمتنا تكمن في أنها أزمة ‏جيل بِأكمله..‏

‏ جيل نخر فيه الجهل بحقائق الإسلام علماً وعملاً، كما تغلغل فيه التغريب في كل جانب ‏من ‏فكره وسلوكه وحياته الفردية والمجتمعية، ويزداد الأمر سوءاً أن الغالبية العظمى تزعم أنها ‏تتحلى ‏بالعلم والمعرفة، وفهم الإسلام، وتنسب الجهل لكل من يخالفها في فهمها وسلوكها، ‏فعلى مستوى ‏العامة فالكثير منهم يدعي أنه يفهم الإسلام في الوقت الذي يحصره في الشعائر ‏التعبدية، حتى مع ‏تقصيره في القيام بها..‏

‏ وإذا نظرت إلى حياتهم في بقية شئون الحياة من أسرة وأقارب وأصدقاء...الخ ‏وإلى تعاملهم ‏في البيع والشراء، وإلى مدى تقصيرهم في قيامهم بواجباتهم ووظائفهم بل وخيانتهم لها، ‏وإلى ‏انشغال كثير منهم بشهواتهم ودنياهم، وعدم مبالاتهم بارتكاب المحرم منها مادام يحقق ‏رغباتهم ‏وشهواتهم، بالإضافة إلى عزلة أكثرهم عن قضايا الأمة الكبرى وقلة وعيهم بذلك ‏وبحقيقة أن العبودية ‏لله تقتضي التحاكم إلى شرعه في كل شئون الحياة، وإقامة الدولة على ‏أساسه، وإلا فهذا إخلال واضح ‏بالإيمان وصحته، وهذا الجهل وقلة الوعي يسهل تسخير ‏جمهورهم لمناصرة ما فيه إضرار بمصالح ‏أمتهم وقيم دينهم وإيمانهم؛ ولذا فمن السهولة أن ‏ترى مناصرة للأحزاب العلمانية، والمناهج المناقضة ‏لعقائد الإسلام، والتشريعات المخالفة لما ‏شرعه الله.‏

وفي الجهة الأخرى تجد بعضاً من المسلمين ممن يتسمون بأسمائهم، ويتكلمون بلغتهم، ‏وقلوبُهم ‏وأهواؤهم تجاه كلِّ ما هو غربي وغريب عن الإسلام، ويسعون لفرضه على ‏المسلمين، وسنِّ ‏التشريعات التي تمكن له، وذلك يتمثل في الأحزاب العلمانية والليبرالية، التي ‏تنفر فرار الحمر من ‏القسورة من تطبيق الشريعة الإسلامية، ومن دعاة تطبيقها. ‏

وأما التيارات والحركات الإسلامية رغم الجهود العظيمة التي بذلتها خلال ثمانين عاماً كل ‏بحسبه، ‏ونجاحُها في توعية كثير من المسلمين، وانقاذ كثير من التبعية للثقافة الغربية أو ‏الشرقية المستوردة، ‏إلا أننا نجد أن أمراض الأمة التي ورثتها من قبل والتي أصابتها بعد ‏الغزو الفكري الغربي، ما زال ‏يعاني منها الكثير، وهي أحد أسباب تأخر النصر لها، ‏وهزيمتها في كثير من المواطن.‏

هذه الجماعات يجمعها التشرذم والتفكك والتطاحن وتحطيم بعضها جهود بعض. كما أنها ‏تتفاوت بين ‏غلو وتفريط ووسط وهو الأقل.‏

كما ينتاب كثيراً منها التعصب والحزبية، وعلو بعضها على بعض، واستهانة بعضها لجهود ‏بعض، ‏والغرور الذي ينتاب جملة منها بأن الحق معها، وغيرها إما مقصر أو ضال أو ‏منحرف.‏

كما نلمس عدم قدرتها على إدارة الخلاف فيما بينها، فنجد هناك عدة انحرافات في هذا ‏المجال، فمنها ‏ما يتعلق بتقدير مستوى الخلاف، هل هو من المسائل القطعية التي لا يسوغ ‏فيها الخلاف، أو هو من ‏المسائل الاجتهادية التي يجوز فيها الخلاف، ويعذر فيها المخالف ‏بحسب ما توصل إليه اجتهاده، كما ‏اضطرب عند بعضٍ منها درجاتُ المسائل والأحكام، فتجد ‏من يهوِّن في الأصول وينزلها لمرتبة ‏الفروع، أو يجعل من الفروع أصولاً، وهذا يترتب عليه ‏الولاء والبراء ، والمفاصلة فيما بينهم، ‏والتبديع والتفسيق، وربما وصل بعضهم إلى التكفير، ‏أو إلى قريب منه، بأن يقال: لولا التأويل لكفروا.‏

كما نجد عند بعضها عدم القدرة على تناول مسائل الخلاف باحترام آداب الخلاف، واحترام ‏آداب ‏الحوار والمناقشة، بل نجد البغي والعدوان، والسباب والشتائم المقذعة، والتسفيه ‏والتجهيل للآخر، ‏وكأن الواحد منهم أو جماعته الوكيل الحصري للدفاع عن الإسلام، وغيره ‏من الدعاة والعلماء ‏والجماعات ممن يخالفه ليس لهم نصيب من هذا الدفاع، وإنما هي ‏المصالح الذاتية، والركوب على ‏مطية العلم والدعوة، للوصول إلى أغراض دنيوية، وهم ‏أدعياء للعلم انتسبوا إليه زوراً وبهتاناً.‏

وهذا أدى إلى حملة تشكيك في النوايا والأهداف، بما يترتب عليه من فقدان الثقة ببعضهم ‏البعض، ‏فيضعف التعاون فيما بينهم أو ينعدم حتى في القضايا العامة المشتركة.‏

كما أننا نجد عدم قدرة على ترتيب الأعداء في سلَّم الأولويات، وأيهم نواجه أولاً، وأيهم نؤخر ‏ونحيد، ‏وهذه مشكلة أدت بالبعض أن يجعل أول أعدائه في المواجهة هم إخوانه من الدعاة ‏والعلماء والحركات ‏الإسلامية المخالفة لاجتهاده أو حتى المخالفة في بعض أصول الدين، ‏وبالتالي فبدل أن نشتغل بمواجهة ‏العدو الأصعب وصاحب الخطر الأقرب، صرنا نعادي ‏بعضنا بعضاً، ويضرب بعضنا يعضاً، وهذا ‏هو الفشل بعينه: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ‏ريحكم).‏

إننا نلحظ أن الجماعات الإسلامية المعتنية بالدعوة والتربية والأعمال السلمية تتنازع فيما ‏بينها، وتتهم ‏بعضها بعضاً إما بالغلو أو التقصير والتمييع، أو الاتهام لمن سلك طريق ‏المشاركة في العمل السياسي ‏المعاصر بالتنازل عن أحكام الإسلام ومسايرة العلمانية، وفي ‏المقابل نجد من هؤلاء من يتهم من يحرّم ‏هذا الطريق بالجمود والانغلاق، والتسفيه والتهوين ‏لعلمه وعقله واجتهاده .‏

وإذا جئنا للجماعات التي اتخذت طريقها في المواجهة واستعمال السلاح، نجد تناقضاً وتبادلاً ‏‏للاتهامات بينها وبين من الجماعات السلمية. هذا أولاً، وإذا اجتمعت عدة تيارات منها في ‏ساحة ‏معركة، نجد بغي بعضها على بعض واضحاً للعيان على اختلافٍ بينها في حجمه، ‏وللأسف قد أخذ ‏التنازع بينها بعداً خطيراً وهو قتال بعضها بعضاً، وبغض النظر عن المصيب ‏والمخطئ هنا، لكن ‏تبقى مسألة حلِّ الخلاف فيما بينها، باستباحة القتال والدم أمراً خطيراً مؤدِ ‏للهزيمة والفشل، ويدل على ‏سوء التربية والفشل في فهم الإسلام على حقيقته.‏

وقد رأينا وقوع هذا في افغانستان، وحدث في العراق ، ويحدث الآن في الشام.‏
ولا يعني كلامي هنا أنني لا أقر بوجود انحرافات أو ضلالات في بعض تيارات العمل ‏الإسلامي أو ‏أفرادها أو رموزها، فهذا موجود، وهو أيضاً جزء من المشكلة، ويمثِّل أحدَ ‏مرتكزات أزمة هذا الجيل.‏
والحديث عن الأخطاء والاختلالات في العمل الإسلامي برمته كثيرة ، وما ذكر منها هنا إلا ‏للتمثيل.‏

فكم من الجهد والوقت نحتاجه لإصلاح كل هذه الأوضاع، مع العلم أن هناك جهوداً تبذل في ‏التخريب ‏والإفساد؟!!‏
وكم من الجهد والوقت نحتاجه لغرس مفاهيم الإسلام الصافية النقية في نفوس الإسلاميين ‏أنفسهم؟!!‏
وكم من الجهد والوقت نحتاجه لغرس ذلك في نفوس سائر الأمة؟!!‏
وكم من الجهد والوقت نحتاجه لإصلاح ذات البين؟!!‏
وكم من الجهد والوقت نحتاجه لإصلاح الأوضاع العامة للأمة بدءاً من الحياة الفردية ‏والمجتمعية ‏وانتهاء بأجهزة الدولة ومؤسساتها؟!!‏
وكم من الجهد والوقت نحتاجه لإبطال مفعول التغريب والعلمنة الذي تغلغل حتى في طريقة ‏عيشنا ‏الخاص وفي طعامنا ولباسنا؟!!‏

وكم من الجهد والوقت نحتاجه لتطبيق آداب الخلاف والحوار ليكون ظاهرة حية بين جميع ‏التيارات ‏الإسلامية؛ لأنه وفي ظل غياب المرجعية الإلزامية لا مناص إلا أن نعترف ببعضنا ‏البعض، ونخوض ‏مرحلة حوار متوازن، يسوده الاحترام والتقدير والتركيز على مناقشة ‏قضايا الخلاف، دون إصدار ‏أحكام التضليل والتبديع والتفسيق والتكفير على الأعيان؛ وذلك ‏حتى يتفهّم بعضُنا البعض، ونصل إما ‏إلى التقارب في الاجتهادات، أو على الأقلِّ إعذار بعضنا ‏بعضاً.‏

ولا يعني كلامي هذا عدمَ إنكار الباطل البيِّنِ بطلانه، ولكنِّي أتحدث عن أسلم الطرق لإعدام ‏هذا الباطل ‏أو تخفيفه قدر الإمكان في زماننا هذا وفي ظل ظروفه التي نعيشها، ولكلِّ زمانٍ ‏أحكامه التي تتناسب ‏معه.‏

‏ لقد فشلت معظمُ الطرقِ المليئةِ بالحدَّة والتسفيه، والاتهام والتضليل، والتبديع والتفسيق، ‏واشتغال ‏الإسلاميين ببعضهم، في إصلاح الأوضاع الإسلامية، وفي التئام الصفِّ ووحدة ‏الكلمة، ودفع عدوان ‏أهل الباطل ممن يتربصون بالإسلام والمسلمين الشرور؛ لذا علينا أن ‏نغيّر أسلوبنا وطريقتنا في ‏التعامل مع بعضِنا، والتعاملِ مع خلافاتنا؛ ليصبح هو الظاهرة ‏الحية الفاعلة في التقارب، بدَلَ هذا ‏التشرذم والبغيِّ والعدوان.‏

إنني أخشى أن يكون انطبق على جيلنا المعاصر قولُ الله عز وجل في أهل الكتاب من قبلنا ‏حيث ‏أخذوا بعض الدين وتركوا بعضه فقال سبحانه عنهم: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا ‏مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا ‏حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ‏اللَّهُ بِمَا كَانُوا ‏يَصْنَعُونَ)[المائدة:14] وقال عز وجل: (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ ‏وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ ‏الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا ‏إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ‏بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ‏‏[الجاثية:16 - 17>.‏

وقد ذكر الله عز وجل في كلا الموضعين العلاج من هذا الداء العضال: فقال عقب الموضع ‏الأول: (يَا ‏أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ ‏كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ ‏اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ ‏مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ‏بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[المائدة : 15 ، 16].‏

وقال عقب الموضع الثاني: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا ‏يَعْلَمُونَ) ‏‏[الجاثية: 18].‏

وإن من أسباب الخلاف التي إذا لم تفهم على وجهها الصحيح فسيظل الخلاف والتنازع قائماً ‏يفرز ‏مزيداً من التمزق والتطاحن و الفشل، وهو عدم التفريق بين قواعد الفهم لأحكام الإسلام ‏وعقائده والتي ‏تشمل مصادر التلقي والتشريع وقواعد والنظر والاستدلال، والتي عن طريقها ‏نتعرف على الحكم ‏الشرعي كما أنزله الله وأراده، وبين قواعد تنزيل الأحكام الشرعية على ‏الوقائع باختلاف أزمنتها ‏وأمكنتها وظروفها، وأن القواعد الأولى تعطي لنا الحكم المجرّد عن ‏الواقعة، وأن الثانية تعطينا الحكم ‏الممكن التطبيق في واقعة زمانية ومكانية، فإذا أصررنا على ‏النظر إلى الحكم مجرداً عن واقعه ‏وظرفه ومدى المستطاع تطبيقه منه في ظل ذلك، فإننا قطعاً ‏سنختلف اختلافاً يتبعه التضليلُ والاتهامُ ‏بالتبديل، فحكمُ الله الثابت مثلاً في القيام في الصلاة أنه ‏ركن من أركانها، فإذا كان المصليً مشلولاً مثلاً ‏فإن ألزمناه بالقيام لم يمكنه ذلك، وصار الحكم ‏غير قابل للتطبيق على هذه الحالة...‏

‏ وإن قلنا إنه لا يلزمك ‏من الحكم إلا ما تقدر عليه وهو الصلاة جالساً ، صار بالنظر إلى ‏الحكم الأصلي غير مطبق له، وهذا ‏ما تأتيه شبهة التبديل، وضربت هذا المثل رغم وضوحه ‏والاتفاق عليه لإيضاح الفكرة؛ فإن هناك ‏أحكاماً قد لا تكون بهذه الصورة من الوضوح؛ لأنها ‏قد تتعلق بقضايا الأمة، وبوقائع متشابكة، وكلها ‏ينطبق عليها قاعدة الاستطاعة في الشريعة: ‏‏(فاتقوا الله ما استطعتم) (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما ‏استطعتم)، ومن أسباب الخلاف بين ‏الإسلاميين عدم إعمال هاتين القاعدتين أو إعمال أحدهما وإهمال ‏الأخرى، أو جعل الأحكام ‏المؤقتة المرتبطة بزمان ومكان وظرف ما أحكاماً دائمة كأنها هي حكم الله ‏الدائم، والقسم ‏الثالث هو التفريط، ويتعارض مع أصحاب القسم الأول، فيحدث بينهما من التضاد ‏والتنازع ما ‏يجل بعضهم ينفِّر من بعض، ويتهمه بمخالفة الشريعة، والوسط هو العدل الذي يجمع ‏‏الأطراف المتنازعة، فيحافظ على أحكام الشريعة من خلال قواعد الفهم وأنها أحكام ثابتة غير ‏قابلة ‏للتغيير وأنها الأصل، ويراعى تطبيقها على ظروفها وتُعَدُّ أحكاماً مؤقتة يمكن تغييرها إذا ‏تغيرت ‏ظروفها إلى أن نصل إلى الظرف الذي يمكن تطبيق الحكم الشرعي الأصلي، ففي ‏مثالناً المذكور آنفاً ‏إذا شُفي المشلول تغيَّر في حقه الحكم وأصبح القيام في الصلاة واجباً عليه ‏لتمكنه منه.‏

والخلاصة أن جيلنا المعاصر تراكمت عليه أسباب الهزيمة ولن ينهض منها حتى يُلقي بهذه ‏الأسباب ‏جميعاً، فيستحق حينئذ النصر، وأما الحال على ما ذكرنا فإن النصر لا أراه قريباً، لأن ‏النصر لا ‏يستحقه إلا من يقوم بشروطه ويكون أميناً على تطبيق مقتضياته فهماً وسلوكاً ‏وممارسة، فليس بين الله ‏وبين أحد من خلقه نسب، وسنن الله لا تحابي أحداً.‏

زر الذهاب إلى الأعلى