أرشيف الرأي

اليمن والخروج من الحروب الأهلية

لقد كانت التصريحات الشجاعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور في الآونة الأخيرة بوضع ‏النقاط على الحروف وتوضيح التدخلات الإيرانية مثار إعجاب الجميع، ونشكر فخامته على ‏هذا الوضوح والبيان، ولكن نريد من فخامته أن يتحول هذا إلى واقع تنفيذي، فتزيد اليمن حشد ‏العالم العربي والإسلامي لهذا الخطر..‏

‏ نريد دعوة اليمن لمجلس الأمن، ونريد دعوة اليمن لمؤتمر وزراء الخارجية العرب ومؤتمر ‏لوزراء خارجية الدول الإسلامية، فالين عضو في كل هذه المنظمات الدولية لتطالبها ‏بمسؤولياتها في منع هذه التدخلات، ووقف أعمال الإرهاب والقتل اليوم والإخلال بالدولة ودعم ‏العصابات الإرهابية وتجارة السلاح. فدائماً نسمع عن تصريحات ما بالقبض على سفن أسلحة ‏وغير ذلك ولا نجد موقفاً قويا ايجابيا وإذا كان رئيس الدولة قد صرح بذلك فلماذا يصمت ‏المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك ومشايخ القبائل والعلماء باليمن ألا يرون الدماء تسفك في ‏حضرموت وأبين والضالع وعمران وهمدان والجوف وغيرها أم أن هذه دماء رخيصة لا قيمة ‏لها، نرى كلام ينم عن فراغ واستهتار من خلال المشادات والمهاترات الإعلامية في المواقع ‏بين الساسة اليمنيين والإعلام اليمني نرى أحاديث تدور حول قضايا لا علاقة لها بمصلحة ‏المواطن وهذا يدل على أن ساسة اليمن ومفكريها وقادتها يعيشون في أبراج عاجية، إذا لم ‏يساعد اليمنيون أنفسهم فلن يساعدهم أحد، إذا لم يجمعوا شملهم ويرفضوا الجماعات المسلحة ‏ويؤسسوا دولة لها سيادة فلن يستطيعوا عمل شيء.‏

لم أسمع شيئا من المؤتمر الشعبي ولا المشترك ولا غيرهم عن التحالف لوقف الأعمال ‏الإرهابية والجماعات المسلحة وبسط نفوذ الدولة وحشد الجميع ضد هذا السرطان المنتشر في ‏اليمن والغيرة على دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم من جنود ومواطنين أبرياء، ومن نشر ‏الطائفية والمناطقية ونشر ثقافة الحقد التي تضر بمستقبل البلاد وتنذر بحر أهلية.‏

المجتمع الدولي والعرب تخلوا عن الصومال بعد أن عجزوا بإقناع قادتها للخروج بحل ‏وتحالف وطني، ووصلت الصومال إلى ما وصلت إليه، وأصبحت في طي النسيان ولم نسع ‏من قادة المشترك وقادة المؤمر الشعبي العام شيء عن المعاناة الإنسانية في اليمن، وتقارير ‏الأمن لمتحدة وغيرها عن خطر المجاعة في اليمن.‏

‏ ما بال هؤلاء يغردون خارج السرب ألا يسمعوا ألا يروا ما يجري حلوهم أم أن سكرة ‏السلطة وهوس المحاصصة والمناكفات والخصومات واللهث وراء الأمجاد والحصول على ‏الغنائم وغيره أفقدهم عقولهم، يتسابقون على لقب المعالي والسيادة والبهرجة والمرافقين ‏والمظاهر، وكأن هؤلاء الذي يموتون برصاص الغدر أو بالجوع ذباب، وكأن قلوب هؤلاء لا ‏تعرف الرحمة حتى العلماء أكثرها أصبحوا مشاريع خمس نجوم يعيشون في أبراج عاجية لم ‏نسمع لهم صوتاً يوعي الناس بحرمة دم المسلم وبحرمة الفرقة، والدعوة للاعتصام بحبل الله ‏والأخوة ومحاربة الفئات الباغية الخارجة على سيادة الدولة، لا يدري الإنسان ماذا يقول وهو ‏يسمع أخبار القتل وشبح الموت وتردد الأخبار عبر القنوات والمواقع بشكل لا إنساني وكأنه ‏حدث في خارج اليمن، وبدون توقف نرى مواقع وشبكات تواصل تتحدث في قضايا لا تهم ‏المواطن اليمني وآلامه وأحزانه. ماذا يريد أهل اليمن من المسئولين أن يدمروا هذا البلد، لماذا ‏يريدونه صومالا وأفغانستان وسوريا. ‏

اليمن لا يستحق ذلك وصدقوني إن العرب بالإجماع متعاطفون مع اليمن، لا توجد دولة ‏عربية أو إسلامية ضد اليمن، ولكن اليمنيين من خلال قياداتهم لم يساعدوا أخوانهم العرب ‏والمسلمين في دعمهم بخطة واضحة للخروج من هذا النفق المظلم. الكل حزين ومتألم ويريد ‏مساعدة اليمن، ولكن لا يمكنهم عمل شيء وهم يرون أن أهل اليمن أنفسهم لا يعنيهم ما ‏يجري. نريد مؤتمر التحالف الوطني للإنقاذ يشمل جميع الفئات لوقف ما يرجي في صعده ‏وعمران ونزع السلاح من الحوثيين ومن معهم ومنع الجماعات المسلحة التي تفجر الناس ‏وتقتل الجنود، وهذا كرت أحمر، وإحالة المتهمين للقضاء الشرعي، ونريد وقف المهاترات ‏الإعلامية ومنعها في الظرف الراهن لأن البلاد في حالة حرب، ونريد طرح القضية اليمنية في ‏كل المحافل لمنع إيران وبغداد وحزب الله من التدخل في شئون اليمن، ونريد إصلاح الجيش ‏والأمن بدعم عربي وإسلامي يستطيع أن يكون جيشا وطنيا يدافع عن البلاد، ونريد من فخامة ‏الرئيس أن يجمع الشمل ويدعو جميع القطاعات للتحالف للدفاع عن سيادة البلاد وأن يتفضل ‏مشكوراً بفتح بابه للناصحين، ويدرب ما حوله على سعة الصدر وتحمل المسئولية الوطنية ‏بعيداً عن الأهواء وأن يتمكن من يحب الوطن ويمد يده لخدمة البلاد من الوصول إلى لفخامته، ‏فوالله إن البركة والخير في هؤلاء، أما أصحاب المصالح، فهم مثل الذباب على كل مائدة ‏يتغدون مع الذئب ويتعشوا مع الراعي. ‏

وأذكر ما قلته للرئيس السابق في مجالسه وكررته عليه بأن الذين يمدحوك هم الذين مدحوا ‏من قبلك وسيشتموك بعد ذهابك. وبخصوص السفراء واختيارهم أقول للرئيس عبد ربه ما قلته ‏لعلي عبد الله صالح سابقاً ببيته يا فخامة الرئيس بخصوص دول مجلس الأمن ولاتحاد ‏الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي اختر سفراء يمثلوا البلاد من أهل الخبرة ورجال دولة فقط ‏وما تريد مجاملتهم فهناك دول أخرى كثيرة، فأرجو أن يقدم اليمن على مصالح وأمزجة ‏الأحزاب والأشخاص واليمن أمانة في أعناقكم جميعا، وسيسألكم الله عنها، فاتقوا الله في اليمن.‏

زر الذهاب إلى الأعلى