من الأرشيف

وظيفة للمؤتمر

كيف يمكن الفصل بين المؤتمر وخيارات الرئيس السابق وحاجته للبقاء متواجدا ومقلقا لخصومه؟

ليس علينا الان التصلب بشأن من يمكنه الدفاع عن بقاء اليمن اولا ، كيان ووطن ملموم بحدود الخريطة الموشومة في هويتنا ، لا نملك ترف انتقاء القوة الطاهرة المثالية الان ، لكن يبدو ان علينا في هذه البلاد احتمال الكلفة الباهضة لمبدأ النكاية وكأن المؤتمر قد اذعن بفعل قلة الحيلة لحوافز النكاية عاطفيا دون ان تتنبه قياداته لمخاطر هذا الترقب المتشفي والمراهن قليلا على مبدأ "نيب كلب براس كلب" والذي سيترتب عليه نيب الانهيار وتمزق البلد ، دون ان يكون للمثل الكلبي أي غرض هجائي لطرف من جانبي ، هو فقط مثل وعلى بساطته الا انه يكاد يختزل منهجا سياسيا معمولا به نفسيا وبدرجة من الاسترخاء الساذج . ليس علي الان مناقشة "التصحيح بالملوثين "فالجميع قد تلوث والغرض ليس تصحيحا من الأساس بقدر ما هو الحاجة لمغالبة الانهيار بكل الذي لدينا.

كانت الفراغات التي تركها المؤتمر في المنطقة المركزية تحديدا قد وجدت بديلها في تعبيرات مناطقية طائفية وبدلا من الصراع على حصص اللجنة العليا للانتخابات اصبح الصراع على حصص الجماعات في توزيع الأرض والتحرك في حدود خرائط صغيرة
لم يعد على اليمنيين التوجع من فساد افرادها ونهبهم للمال العام بقدر ما هو الترقب لما ستفعله بنادقهم.

نخوض في الفساد والانتخابات وامل التغيير بمرور الوقت بشراكة حزب كان حاكما خير لك من خوض مجابهة وشراكة حرب مع مجموعة متطهرة تسعى بالقوة لأن تحكم .
ليسو وحدهم الخطر ، لكنهم رأس الحربة الان انصار الله في دفع اليمن لخيارات تبدو محتدمة بيقين المتطهر البديل لكل هذا وبدون مشروع .

كان المؤتمر يغلق دوائر انتخابية بقوة المال العام ووظيفة الدولة وتجري انتخابات على أية حال لكن المفزع ان تغلق دوائر انتخابية مستقبلا بقوة السيطرة المسلحة على الأرض -هذا على أساس من تصور مشئوم عندي ان الاوضاع ستئول في اليمن لهذه التسوية بمناطق مغلقة على جماعات ويتم بعدها اجراء انتخابات كالتي تحدث في لبنان.

نحتاج المؤتمر الذي كان حاكما لاستعادة شراكة السياسة والحملات الإعلامية تتقاذف تهم الفساد ،حيث علينا مقاومة اموال الخزينة العامة وهي تحدد لليمني ثمنا لصوته.

بدلا من الوقوع فريسة لأموال الدول وهي تحدد لليمني ثمنا لرأسه.. هذا ليس دعوة لإعادة الخزينة العامة للمؤتمر وليس حق احد غفران خطايا المال العام ذلك ان هدره هدر للحياة ، ناهيك عن انه ليس استعلاء وقبولا مشمئزا بالمؤتمر من باب الضرورة فنحن بصدد كيان سياسي له تاريخ ومثالب وخبرة وهم وطني واخطاء ، وتحتاجه البلد الان معزولا عن سذاجة ومجازفة النكاية والانتقام له أو منه .

زر الذهاب إلى الأعلى