شعر وأدب

كنت كالريح

الإهداء إلى الأستاذ خالد الرويشان الوطن الرحب والإنسان الشجاع في زمن الدولة الرخوة.

كُنْتَ كالرِّيحِ لا تهابُ اعتدالَكْ
تَنْحَني تَنْثَني تُعرِّي ظلالَكْ

وانحنتْ خلفَكَ الجهاتُ، ولكنَّ
الذيْ فيكَ وحدَهُ مَا انحنَى لَكْ

كانَ لا يقتفي خُطَاكَ وكانتْ
كلُّ أشيائِهِ تمرُّ خلالَكْ

كنتَ تحسو نخبَ الكمالِ، وكأسٌ
ناقصٌ في يديكَ يخشى اِكتمالَكْ

وسؤالٌ يضجُّ إثرَ سؤالٍ
وجوابٌ يُريدُ أن يغتالَكْ

أترى أنتَ حين أفْلتَّ عنَّا
أتمردتَ؟ أم أطعتَ جمالَكْ

نلتَ كلَّ الذي تُريدُ، ولكنْ
كيفَ ما اسطعتَ مرةً أنْ تنالَكْ

لم يَلُحْ في رؤاك َ– يوماً – جديدٌ
منكَ إلا رأيتَهُ أطلالَكْ

راحلاً كالسَّحابِ؛ ماكنتَ بحراً
ذاتَ قحطٍ ، ولنْ تكونَ رمالَكْ

غيمةً غيمةً تمرُّ من البح
رِ غريباً وما ألِفْتَ جبالَكْ

فيكَ شيءٌ مِن كلِّ شيءٍ، ولكنْ
قَدَراً لا نشمُّ إلا خيالَكْ

عبد العزيز الزراعي

زر الذهاب إلى الأعلى