على إسرائيل أن توجه الشكر والتقدير للجهود التي يقوم بها الحوثيون في اليمن من تدمير وقتل وسفك دماء.
إن الحوثيين يدمروا الجيش اليمني ويقتلوا أبنائه حتى تصبح اليمن بلا جيش وتقتل رجال الأمن حتى يصبح اليمن فتنة وفوضى ويقتلون الأبرياء ويدمرون المساجد ومدارس تحفيظ القرآن، وهذا يوافق ما تقوم به إسرائيل وحتى إسرائيل لم تقوم بذلك بما يقوم به الحوثيون، وإسرائيل عنصرية والحوثي عنصري ولا يؤمن بالمساواة بين اليمنيين بل يؤمن بالاستعلاء والتميز وأنه نار والآخرين من طين، والحوثي يدمر اقتصاد اليمن ويقود البلاد إلى التجويع والدمار الاقتصادي والفقر ويشجع على منع الاستثمار وعرقلة أي مساعدات أو منح دولية لليمن. والحوثي يريد نشر الفتنة في المنطقة ودعم الإرهاب وتصدير المخدرات من أسياده الإيرانيين وهذا ما يسر إسرائيل ويحقق آمالها، وكذلك إسرائيل تريد أن تتحكم بالبحر الأحمر وإيران هي التي ستوفر لها ذلك، والحوثي أحد هذه الأدوات.
ومن حق إسرائيل أن تقدم شهادة تكريم للحوثي لأن شغل الناس عن قضية القدس وفلسطين ولأن هذا الحوثي وطبعاً من يقفوا وراءه لم يقدموا شيئاً لشعب فلسطين المنكوب وللمقدسات الإسلامية، ولأن الحوثيين كانوا ممن ساهموا تاريخياً في الحرب ضد العثمانيين الذين كانوا يدافعوا ضد الاستقمار البرتغالي ويقتلوا الأتراك المسلمين لأنهم سنة.
وها نحن نرى الحوثيين يقتلوا المسلمين في سوريا ويساعدوا في الحرب ضد الشعب السوري ويرسلوا المقاتلين هناك، ولم نرى أو تسمع عن حوثي مات شهيداً أو دفاعاً عن القدس وفلسطين، ولم نرى قافلة مساعدات حوثية للمحاصرين في غزة.
وها نحن نرى الحوثي يتضامن مع قتل الشعب العراقي، وها نحن نرى الحوثي لا يدافع عن كرامة اليمن واستقلالها بل يريدها ولاية إيرانية، وها هو الحوثي يثير الفتنة الطائفية باليمن ويدفع الأموال لإقامة مستوطنات حوثية في عمران وهمدان والجوف والمحويت مثلما تعمل إسرائيل. ماذا سيقدم الحوثيين لليمن؟ الخمس لهم من الشعب اليمني وتقبيل أيديهم وأرجلهم لأنهم سادة واليمن عبيد. كما كانوا في الماضي وسيجعل أرضهم خراج نسائهم مستباحة جواري وسيأخذ الرهائن من شيوخ القبائل وسيحرم التعليم ويمنع الحريات لأن السيد هو الذي يفكر لهم ويتعلم لهم. وماذا سيقدم الحوثي لليمن من حرية الكلام لأن ذلك كفر ضد آل البيت. وما هو تاريخ الحوثيين سوى الأمية والجوع والفقر للشعب اليمني والسجون البشعة التي كان يديرها والد محمد عبد الملك المتوكل الذي كان حاكماً لحجة ورئيس سجن حجه المشهور للثوار وهو أبشع سجن عرفته اليمن؟! أم سجن علي الوزير وغزواته لصالح الإمام في تعز وجبشي والمقاطرة وغيرها.
أيها الشباب اقرأوا التاريخ اقرأوا ماذا جرى في صعدة أيام الهادي اقرأوا كلام عبد الله بن حمزة واقرأوا ماذا جرى للعلماء وما قاله الشوكاني وما رواه ابن حجر العسقلاني عن أبوزيد الشاوري أكبر عالم من أئمة الشافعية من جرائم بحق الإنسانية. حدثونا عن صفحة بيضاء في تاريخ هؤلاء حتى الآن. هل يرضيكم يا شباب الثورة تدمير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن وسياسة إسرائيل الاستيطانية والتهجير والعنصرية.
ليس هناك فارق بين إسرائيل والحوثي إلا أن إسرائيل أقل إرهاباً من الحوثي وجرائمه بحق الإنسانية هو أسياده الإيرانيين والأحزاب التي تختفي وراءه، ولكن العيب ليس في الحوثي. العيب في حكومة اليمن التي لم تجمع القوى حولها للقضاء على هذا الخطر، والعيب في الأحزاب التي تتكلم عن أبو فاس وتنظر وكأنها في سويسرا وليست اليمن. والعيب في شيوخ القبائل الذين نسوا أيام كانوا رهائن ونسوا قتلاهم وشهدائهم الذين قدموا أرواحهم لتحرير اليمن من هؤلاء. والعيب في الشباب الذين لا يقرأوا تاريخ هؤلاء وجرائمهم وأهدافهم وينخدعوا بشعائرهم.
على اليمنيين أو يقفوا صفاً واحداً ضد هذا السرطان الخطير قبل أن يتحولوا إلى عبيد وأرضهم خراج وقبل أن يعودوا للذل والهوان والكهنوت وأن تتحول اليمن إلى مستعمرة لإيران وذلك من خلال إسلام يُقِدم رسولنا أنه قيصري وكسروي جاء لأهل بيته لا للمسلمين ويطعن في عرضه من خلال زوجته أم المؤمنين ومن خلال تكفير ولعن أفضل الناس بعد رسول الله أصحابه من حرر القدس عمر ومن أحبه رسول الله أبوبكر وصهره ذو النورين. فأي شيء تريده إسرائيل أكثر من هذا ولن تستطيع أن تعمل واحد في الألف مما يعمله الحوثيون وأسيادهم الإيرانيون.