من الأرشيف

قراءة في بيان أصدقاء اليمن.. وأسرار فشل الحكومة؟

في هذه الفقرات السريعة سنوضح للرأي العام حقيقة اجتماع أصدقاء اليمن ، ومطالب البيان ‏الختامي، لكي يتضح أن قصة عدم قيام الحكومة بالإصلاحات عذر قديم ولو تغيرت ‏ألف حكومة فلن تصل المساعدات إلا كما يريدون: ‏

‏(1)‏
‏يقول البيان الختامي: ((واكد اصدقاء اليمن في بيانهم الختامي دعمهم الكامل لوحدة وسيادة واستقلال وسلامة ‏أراضي اليمن، إلى جانب الالتزام بمبدأ عدم التدخل بشؤونه الداخلية. وأشادوا بجهود وعزم ‏فخامة الرئيس عبد ربه هادي وحكومة وشعب اليمن في سعيهم لتنفيذ مبادرة مجلس التعاون ‏الخليجي وآلية تطبيقها.))‏

يلاحظُ أنه يؤكد على الوحدة ومبدأ عدم التدخل، وهذا شيء جميل، ولكنه مجرد طعم يتناوله من لا يدرك ‏طبيعية الأمور... فالفقرات التالية كلها تثبت هذا التدخل. ‏

‏(2)‏
‏((في المجال السياسي رحب المشاركون في الاجتماع باختتام مؤتمر الحوار الوطني بنجاح ‏في 25 يناير ومخرجاته، بما في ذلك ما يتعلق بأن اليمن سيصبح دولة فيدرالية مؤلفة من ستة ‏اقاليم، واكدوا أهمية ترجمة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني إلى خطوات ملموسة،..)).‏

يبدأ أول ما يبدأ البيان في هذا المجال، بالإشادة بالفيدرالية ويشدد عليها، مع أن أي خبير ‏اقتصادي أو دستوري أو باحث سياسي يعلم أن إقرار الفيدرالية انتحار اقتصادي في ظل دولة ‏بسيطة وموارد شحيحة.. والمعلوم أن الاتجاه إلى الفيدرالية يحتاج معجزة اقتصادية وموازنة ‏مالية مضاعفة، ونتحدى من ينكر ذلك ويفنده بأدلة وبراهين. فكيف يشجعون خياراً كارثياً ‏بالمعيار الاقتصادي قبل غيره؟ وهل هم أصدقاء أغبياء؟ أم أنهم أعداء؟ ‏

‏(3)‏
‏((ورحب المشاركون في اجتماع أصدقاء اليمن بتعيين لجنة صياغة الدستور في 8 مارس، و ‏تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبما تحقق من ‏إنجازات خلال المرحلة الانتقالية، وأكدوا دعمهم التام والمستمر للمراحل المتبقية)).‏

اللجنة التي سخر العالم منها والمكلفة بإخراج الدستور الكارثة لتقسيم اليمن، بحيث ‏ننتقل إلى عشرات الحكومات والأقاليم، ويكون صيغة غير قابلة للتطبيق. ومثل ذلك فقرة ‏اللجنة العليا للانتخابات التي تليها، لأنها قائمة على دستور مدمر. ‏

‏(4)‏
‏((وأكد أصدقاء اليمن بأن السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار ورخاء اليمن ‏يكمن في تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي)).‏

يلاحظ هنا أنه يعتبر المبادرة الخليجية سبيلا اوحد للحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وهذا ‏يعد تدخلاً سافراً وتهديداً، من جهة، ومن جهة أخرى، افتراء؛ فالمبادرة نفذت وتم نقل السلطة ‏وما يجري هو تدمير وتقسيم للبلاد لا علاقة له بها إنما يخالف البند الأول فيها الذي شدد على ‏أنه يجب أن يؤدي أي حل إلى الحفاظ على وحدة اليمن.
والأحمق أو الجاهل، هو من يظن أن ‏الوحدة تبقى عندما ننتقل من دولة موحدة إلى ست دويلات أو أقاليم، لكل جزء أو إقليم حكومة ‏وبرلمان وقضاء مستقل. ولا يبقى من الوحدة إلا شكلها أما جوهرها فإن البلاد تتقسم وتحتاج ‏لجيش كبير واستقرار سياسي ومصادر اقتصادية لإدارتها، وهذا ما تقوله جميع مناهج العالم. ‏

‏(5)‏
‏((وشددوا على ضرورة شرح نتائج مؤتمر الحوار الوطني للشعب اليمني، وأهمية عمل لجنة ‏صياغة الدستور، والخطوات التالية في عملية الانتقال)).‏

المقصود هنا التطبيل والغش وتقديم وجهة نظر واحدة لمحاولة تفادي رفض الشعب للدستور ‏المقرر. ‏

‏(6)‏
النقاط العشرين وال11 والمطالبة الحكومة بتنفيذ ما تبقى منها.. أهم ما في هذه النقطة، أن ‏بعض ما تبقى من هذه النقاط يتطلب ميزانية، ثم إن بعضها ألغام. تحتاج إلى لجنة تحقيق ‏محايدة تفصل فيها قبل أن تكون حكماً. فكيف نحكم بأن هذا صواب وهذا خطأ بحكم سياسي. ‏مع أن هذا الأمر يتطلب القضاء يفصل فيه. ‏

‏(7)‏
‏(وأبدى أصدقاء اليمن ترحيبهم بالتزام مؤتمر الحوار الوطني بأن كافة الأطراف سوف تضع ‏اسلحتها وتشارك سلميا في العملية السياسية، وأكدوا دعمهم لهذه الجهود).‏

هذه الفقرة "طُعم" أو علف لمن لا يفهم السياسة.. ‏

‏(8)‏
يطالب بتطبيق توصيات الحوار بالكوتا مع انه لا يوجد في اليمن 30%من المراة جاهزة لتسلم 30% من المناصب في الدولة وسينتج عن تطبيقها فساد كبير لانه توظيف عنصري وليس ‏حسب الخبرة والكفاءة.‏ ويمكن أن تأخذ المرأة حتى 60% عن طريق تقدمها هي، وليس عن طريق فرض ذلك.

‏(9)‏
‏(وقالوا :" لكن تحسن أوضاع حقوق الإنسان في اليمن يتطلب من الحكومة العمل دون تأخير ‏على توثيق توصيات مؤتمر الحوار الوطني في دستور جديد وتنفيذها بموجب قانون".). ‏

بلاهة سياسية.. ولو كانت المسألة دستوراً، لكنا أسرعنا بإرسال دستور إلى الصومال أو ‏العراق ودول أخرى، فيتم تطبيقه وتحتل مشاكل البلدان.. الدستور اليمني الموجود يضمن ‏حقوق الإنسان وإن كان هناك اختلالات.. وأي حقوق وأنت تدمر البلد. ‏

‏(10)‏
‏(وفي المجال الاقتصادي أشار أصدقاء اليمن إلى استمرار الحاجة للإصلاح الاقتصادي ‏وبمجال الحوكمة...).. سنحاول نختصر: (كما حثوا الحكومة اليمنية على العمل سريعا لوضع ‏جدول زمني للإصلاح الاقتصادي، واتخاذ قرارات بمجالات الإصلاح الحيوية بهدف زيادة ‏وتيرة صرف التعهدات المالية، وإبداء التزامها بالإصلاح المجدي، وخصوصا معالجة ‏موضوع دعم المشتقات النفطية، بهدف تخفيف الأزمة المالية التي تلوح بالأفق وإعطاء من هم ‏بحاجة للموارد الأولوية بالحصول عليها).‏

‏.يطالب الحكومة بتطبيق جرعة سعرية ونهب الشعب بما يزيد عليها السخط والخراب ‏ويضعف من حال المواطن الكادح عن طريق زيادة الأسعار وعدم زيادة مصادر الدخل. هناك ‏عشرات البدائل لدى الحكومة لتحسن الدخل، دون أن تضطر لنهب المواطن.. ولكن هذا متعمد ‏لتخريب البلد. كيف يشجع فيدرالية ستفتح للبلاد "خزقاً" يحتاج لمليارات الدولارات، ويشدد ‏على نهب المواطن المليار والنصف دولار.؟ ‏

‏(11)‏
‏(وحث أصدقاء اليمن الحكومة اليمنية على تعزيز الاستقرار الاقتصادي من خلال مواصلة ‏المفاوضات لإقرار برنامج صندوق النقد الدولي.)‏

صندوق النقد الدولي استخدمته الدول الغربية لإسقاط دول قائمة بسياسات اقتصادية مدمرة، اقرأ تاريخ البلدان الأخرى ‏وستعلمون ماذا تعني هذه المسميات. ‏

‏(12)‏
‏((ووافق أصدقاء اليمن على الإيفاء بالتزاماتهم التي تعهدوا بها في بداية مبادرة مجلس ‏التعاون الخليجي بشأن العملية الانتقالية حول توفير التدريب والمعدات اللازمة لأجهزة الأمن ‏ومؤسسات العدلة الجنائية في اليمن بهدف مساعدة اليمن على أن ينعم بالأمن ويطبق العدالة ‏بفعالية)).‏

يتعهدون بصرف المساعدات الخاصة في المجال الامني وهذا يعني باختصار استمرار ‏العبث باجهزة الامن اليمنية وتفكيكها وتصعيد الجماعات المسلحة وهذه هي الثمار الملموسة ‏منذ بدء التدخل الاجنبي بالملفات الامنية والعسكرية.‏

‏***‏
لهذا وغيره فانه ليس مؤتمر أصدقاء والحكومة تعرف ذلك ووزير التخطيط محمد السعدي ‏يعرف ذلك ووزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي يعرف ذلك والنظام السابق وعلى رأسه علي عبدالله ‏صالح يعرف ذلك، وسبق أن كان المشترك يزايد على حكومات صالح بنفس ما يزايد به ‏البعض اليوم.. مجرد مزايدة سياسية من يقول ان الحكومة فشلت في استيعاب اموال المانحين ‏ومن يتهم وزير الخارجية أو التخطيط. لأنها مخصصة لتدمير البلاد وقبول الاشتراطات يضع ‏البلاد والحكومة على كف عفريت. ‏

هؤلاء مستعمرون يقودون حرباً ناعمة على الشعب اليمني، يعطيك سُمّاً بعلبة مكتوب عليها ‏دواء، و"أعداء" بمسمى "أصدقاء" ويستخدم عليك الضغوط لإجبارك على شربه.. ثم يساقط دموع التماسيح ويقول إنه ‏حاول دعمك، ولكن للأسف الثقافة المحلية والحكومات فشلة وهو البريء. أصدقاء اليمن ‏مسمى لأداة ضغط دولية موسعة من أدوات الحرب الناعمة.

زر الذهاب إلى الأعلى