يتحدث الكثيرون عن وجوب تأييد حملة الجيش الأخيرة في شبوة وأبين، ونتفق معه ضد الإرهاب ومع الجيش، ولن ندافع عن أي مسلح يرفع سلاحه بوجه الدولة.. الجيش والأمن هما الجهة الوحيدة في اليمن التي يحق لها أن تفرض سيطرتها وتحمل السلاح. لكننا في ذات الوقت نشك في أهداف قادة الحملة، عبدربه منصور هادي، ومحمد ناصر أحمد، وفي أنهم يريدون القضاء على القاعدة، وليس المتاجرة بالدماء.. وذلك للأسباب التالية:
أولاً. إن لعبة القاعدة في الأساس، هي لعبة دولية، وقرار الحرب ووقف الحرب يتم اتخاذه خارجياً، بما يجعلها حرب استنزاف مستمرة للشعب اليمني وللدولة.. جوهر اللعبة هو أن تجري الحرب بطريقة لا تجعل الجيش يتم المعركة في مختلف الجبهات ويجفف المنابع، فتؤدي في المحصلة إلى مزيد من التطرف وليس القضاء على الإرهاب. وما يعزز ذلك هو أنه في حرب 2012 تُركت عزان والمحفد للقاعدة مع أنه كان يمكن إكمال تحريرها، ولكن تُركت لتكون نواة جديدة للحرب من جديد... وإلا وقد استعاد الجيش معظم أجزاء أبين لماذا لم يكمل الحملة؟
ثانياً. إن الحرب على القاعدة هي حرب استخبارات في الأساس، تجفيف المنابع، ملاحقة الخلايا. وليس حرب جيش يدخل بكل معداته يلاحق عناصر في الجبال، ويتكبد خسائر فادحة.. ثم يتم سحب هذه العناصر بعد قتل أعداد منها إلى مكان آخر، لتكون نواة للمشكلة من جديد.
ثالثاً. إن الحرب بدأت هناك لتحقيق أهداف سياسية، وقد رأينا الخطاب كيف حاول أن يخدم وزير الدفاع وهادي ويهاجم قوى أخرى، مع أن خلايا القاعدة منتشرة في جميع المحافظات، وكان يجب ملاحقتها أمنيا قبل الدخول في حرب الجبال.
رابعاً. المتوقع من هذه الحرب، هو أن تؤدي إلى مزيد من التوحش ومزيد من القاعدة في أماكن أخرى.. وهذا هو الأرجح، وهو أنهم لن يستمروا حتى النهاية ولن يقوموا بتفكيكها بكافة المدن. لأن المُخرج الأجنبي يريد أن تستمر اللعبة بهذه الطريقة. وهادي ومحمد ناصر، وغيرهما.. أدوات.
إن الجيش اليمني جيش عظيم يتعرض للغدر، والمعركة مع أي جماعة مسلحة تحمل السلاح بوجه الدولة، هي معركة وطنية من صميم مهامه.. ولكن هؤلاء يتاجرون بالدماء ويخونون البلاد.
وحفظ الله اليمن وتحية عظيمة لأبناء القوات المسلحة والأمن الشرفاء.