بين جيش الوطن وبين المليشيات المسلحة لا يمكنك إلا أن تكون مع الجيش مهما كانت ملاحظاتك وانتقاداتك على العمليات العسكرية التي يقوم بها.. أو على من يقوده.
فأول ما نحتاجه كيمنيين، في هذا الأمر، هو إدانة مقاومة جيش الدولة بالسلاح أي كانت المعركة التي يخوضها، وأي كان غرضها، بما في ذلك تلك المعارك التي يرى أنها غير وطنية، وأنها ظالمة. فالشعور بالظلم يجب ألا يعطي تلك الأطراف التي تشعر به حق مقاومة السلطات بالسلاح، أو حتى التعاطف مع ما تفعله..
المشكلة، هو أن كل الأطراف السياسية وغير السياسية تقر هذا المبدأ تحت حجة دفع الظلم ومنع الاستبداد، ولا يختلفون إلا في من له هذا الحق. فتنظيم القاعدة ليس استثناء في ممارسة العنف ضد الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، فهو لا يختلف عن الجميع إلا في الحجة التي يقاتل لأجلها، والتي تبدو للآخرين كمقولات تافهة لا تبرر الذي يفعله التنظيم (الإرهابي) من وجهة نظرهم، إلا أن تلك الأطراف لا تجرم على نفسها ممارسة ذات الفعل تحت حجج أخرى تجد أنها وجيهة..
ولنكون صادقين في وطنيتنا، وفي دعمنا للجيش في معركته الراهنة ضد تنظيم القاعدة، سنحتاج أولا لإدانة الفكرة و الفعل ذاته " مقاومة الدولة بالسلاح"، لا إدانة الحجة التي يقاتل لأجلها أي طرف، و استحسان أخرى. فالمبدأ لا يجزأ.
فالثوري في 2011، هو يحتاج لإدانة مقاومة الدولة بالسلاح في الحصبة وفي أرحب، وفي تعز، تحت حجة الثورة والدفاع عنها والجيش العائلي، والحوثي هو يحتاج لإدانة حروب جماعته ضد الدولة تحت حجة المظلومية والدفاع عن النفس، والحراكي الجنوبي هو يحتاج أيضا لإدانة أي حراك مسلح تحت حجة عدالة القضية. فما نحتاجه كيمنيين هو القطيعة مع تلك الفكرة التي كان الجميع يعطون لأنفسهم الحق في مقاومة السلطات بالسلاح حال الشعور بالظلم أو الإحساس بأن النظام الذي يقود الدولة قد صار فاسدا ومستبدا.
بقاء الفكرة لا يعدمها الحجج التي تستدعيها للاستخدام كل مرة.. وجميعنا قاعدة، إن بقينا على اعتناقها والتبرير لها.. كل من مكانه الذي هو فيه.. هذا امتحان للجميع.