الخطوات التي قام بها الجيش اليمني مؤخراً انتظرها المواطن اليمني كثيراً، فقد أضرت الجماعات الإرهابية بمستقبل البلاد واستباحت دماء الأبرياء وأسقطت هيبة الدولة وراهن الكثير على ذلك وخاصة الدول المعادية لليمن والتي تريد استخدام هذا البلد كدولة فاشلة ومضطربة لتتمكن من تنفيذ أجندتها في المنطقة والبحر الأحمر.
وما يواجهه اليمنيون من حروب في بلد فقير معدم يحتاج إلى مساعدة عربية لدعم هذه الجهود. اليمن يعاني الكثير من عدم الاستقرار من خلال ثلاث محاور الاحتلال الإيراني لصعدة التي أصبحت تحت حكم قاسم سليماني وضمن ولاياته في بغداد ودمشق وجنوب لبنان والتي أرادت التوسع في أرحب وعمران وهمدان وضربت بالحوار ومخرجاته عرض الحائط وأرهبت الناس ودمرت البيوت والمساجد ومدارس تحفيظ القرآن.
وأنصار الشرعية والحراك كل هذه الجماعات تمارس الإرهاب بكل أشكاله وتريد تمزيق اليمن. دعونا نسأل أنفسنا ما هي الخسائر الناجمة عن ذلك. الوضع المالي وصل إلى حالة سيئة والوضع الأمني وصل إلى الأدنى وعلاقة اليمن بالخارج أصبحت غير حسنة لأن المستثمرين والمانحين يخافوا من وضع اليمن.
ومهما بذل الدكتور القربي جزاه الله خيراً، و كتب له الأجر على جهوده العظيمة، إلا أنه يصطدم بهذه الوضع الذي يعيق جهوده إضافة إلى أن المواطن اليمني يصعب عليه السفر بسبب تهمة الإرهاب من الدول فلا يستطيع التجار ولا ذوي الحاجات لصعوبة ذلك، بل إن بعض الدول الخليجية تخاف وتتردد منح الإقامة لليمنيين لهذا السبب والخوف من تسلل الإرهابيين. فاليوم نرى وضع كهرباء ونفط يدمر من أعداء اليمن لتدمير اليمن، ومهما حاول الإرهابيون أن يبرروا بمطالب أو غيره فهذه أكاذيب وحجج وإنما هي مخططات ينفذونها بعد أن باعوا وطنهم . وتسلل لليمن عناصر إرهابية استغلت اليمن وكرم أهلها لتسيء إلى هذا البلد العربي المسلم.
الآن المواطن اليمني ينتظر من الجيش أن يستمر في تصفية قواعد الإرهاب ولكن ليس في المناطق الجنوبية فقط بل يجب الوصول إلى الإرهاب الأكبر وقاعدة الشيطان في صعدة التي تمثل أسوأ أنواع الإرهاب في اليمن. ويجب شرعاً وديناً مساندة الجيش في مهمته. ولذا فإن دور شيوخ القبائل في دعم الجيش ومساندته.
وكنت أنتظر من هيئة علماء اليمن أن تقوم بحملة دعم لمهمة الجيش وتدفع بالناس لمساندة هذه الحرب المشروعة، فاستقرار البلاد سيساعد على قيام دولة ونهضة وتنمية. أعتقد أن علماء اليمن وشيوخ القبائل قد سمعوا أوضاع البلاد والمجاعة والخوف والفقر والجرائم بحق الإنسانية من عناصر لا تخاف الله. فيجب شرعاً أن يساندوا شعبهم، وكذلك دول مجلس التعاون يجب أن تقوم بدعم اليمن في هذه المهمة ومساندة اليمن وتقديم أشكال الدعم للشعب اليمني من خل دعم جهود القوات المسلحة وتزويدها بما تحتاجه، وكذلك حملة إنسانية لصالح الشعب اليمني في هذه الظروف القاسية، فاليمن هي الحصن لحماية المنطقة وهي الشقيق ولا يجوز تركها لإيران تعبث بها عن طريق جماعات الإرهاب المسماة أنصار الشريعة ولا عن طريق الحراك ولا صعدة ولا الممرات المائية ولا تصدير الأسلحة والمخدرات. آن الأوان لذلك.
ولابد لحكومة اليمن أن تقدم برنامجاً وتنسيقاً لضمان وتطمين دول الجوار والأشقاء والأصدقاء وهذا يعني اختيار العناصر والمستشارين المخلصين ذوي الخبرة دون المجاملات التي لا معنى لها. في هذه الظروف فاليمن فوق الأشخاص ولابد لرئيس الدولة المشير عبد ربه منصور هادي أن يجمع جميع الفئات المخلصة حوله ويدعو الجميع للالتفاف حول الدولة وسيادتها ويجمع شملهم ويحدد القضايا التي تهم الجميع دون الخروج على السيادة ووحدة اليمن وإثارة الفتن وأن الحرية والتعبير عن طريق المؤسسات. وأتمنى أن يجتمع الرئيس مع رجال الإعلام ويحملهم مسؤوليتهم بعدم الإثارة والإشاعات التي تسيء لليمن والتي تسيء للأشقاء وعلاقة اليمن بأشقائه. وأن يوفق باختبار سفراء ذوي كفاءة وعلاقات طيبة مع الناس يخدموا بلادهم لا ... ومن ثبت عليه الفسل فلا مكان له في هذه الدول.
الجميع ينتظر استمرار وصدق هذه الحملة التي يجب أن لا تتوقف وتستمر ولا تنحصر في منطقة بعينها. كما أن على الحكومة اليمنية أن تستمر في طرح لموضوع التدخل الإيراني العراقي السافر في اليمن وأن تحشد جميع الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة في هذا الإطار وأن تتخذ قرارات بطرح هذا في المؤسسات الدولية وتوجه الإعلام لتحذير الناس من هذا الخطر، فإيران تريد شراً باليمن.
وليعلم الجميع من أبناء اليمن حكومة وشعباً أن دول مجلس التعاون تصدر لليمن المعدات للكهرباء والماء والغذاء والطرق والمدارس والدواء والمستشفيات وإيران تصدر الألغام والقنابل والسلاح والموت. فأيهم أولى ؟!!