- هادي على خطى صديقه القذافي الذي ارسل فريقا سريا لشراء قنبلة ذرية من الصين
- يبحث عن "الفدرالية" في مولات الغرب، وينظم رحلات فضائية ويقدم نظريات جديدة عن أمراض الاعصاب.
- في البلدان المتخلفة فقط يصير العسكريون غريبو الأطوار زعماء تاريخيين!
- لجنة "صياعة الدستور" - على حد تعبير الزميل نبيل سبيع- ستغادر اليمن في رحلات للاطلاع على الفدرالية.
من المؤكد ان أي خبير قانوني سيشعر بالفزع جراء هذه الجولة السياحية، وقد يقشعر بدنه حيال التمثيل بفكرة الدستور من قبل حفنة معتوهين يمنيين ساقتهم الصدفة و"دعاء الوالدين" إلى أن يكونوا أعضاء في لجنة لصوغ دستور لليمنيين.
***
يذكرني هذا بذلك الوفد الليبي السري الذي مر بالقاهرة للقاء الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، طالبا منه استخدام علاقاته الطيبة بالقيادة الصينية لمساعدة الوفد في مهمته. كانت مهمة الوفد شراء قنبلة ذرية من بكين بأي ثمن ونقدا!
صعق عبدالناصر - على ما يروي محمد حسنين هيكل- وقال للوفد الليبي السري: "انتو فاكرين الصين سوبر ماركت!"
***
بعد سنوات من وفاة عبدالناصر كان الرئيس الليبي معمر القذافي يجترح معجزات أخرى من شاكلة تحويل ليبيا من جمهورية إلى جماهيرية، والنظرية العالمية الثالثة، ثم إضافة "العظمى" إلى اسم الدولة، وصولا إلى "ملك ملوك افريقيا".
***
هل من الواجب العودة 50 عاما إلى الوراء، إلى منتصف الستينات، لنستكنه أسباب الشطحات الفضائية للرفيقين الليبي معمر القذافي واليمني هادي، اللذين تعارفا ودرسا معا عدة سنوات في بريطانيا.
هل يتعين على كل من يحار في تفسير "النزوع الفضائي" للرفيقين اللذين صارا رئيسين في بلديهما فقررا تنظيم رحلتين فضائيتين أدت الأولى إلى "انتحار رائد الفضاء"- وهذا جزء من عنوان العمل الأدبي للأول- رائد الفضاء الذي صاره الرائد معمر القذافي صاحب الكتاب الأخضر، ويعلم الله أي مصير سيلقاه "رائد الفضاء اليمني" عبدربه منصور هادي!
***
كما القذافي، يخرج الرئيس هادي على اليمنيين بشطحات عجيبة من شاكلة نظريته بشأن امراض العظام والاعصاب في اليمن، وهوسه بالنجمات الست، واسترساله في أحاديث الذكريات العسكرية في لقاءاته بالضباط والجنود بمناسبة وبغير مناسبة، وأخيرا في الترنيمة التي يتمتم بها ليل نهار، ومفادها أن اليمن الفدرالي سيعزز الوحدة اليمنية.
اليمن الفدرالي عند هادي يشبه إلى حد بعيد جماهيرية القذافي، ومن أجل ذلك أنفق هادي الملايين في رحلة إلى "كوكب موفنبيك"، ويرسل الآن بعثاته بحثا عن "فدرالية" في "مولات" - جمع مول- الغرب الأدنى والغرب الأقصى والجنوب البعيد!
***
يحدث ان يشرد رئيس أو يزل أو يتحامق، لكن في المجتمعات المتحضرة سرعان ما يعزل هذا الرئيس أو ينصح بأخذ إجازة طويلة أو رحلة استجمام بعيدا عن الضغوط، وإذا اقتضى الأمر قد يعزل أو يجبر على تلقي العلاج في مصحة.
في العالم العربي يحدث العكس، يصير الرئيس المتحامق أو المعتوه - جراء حملة المباخر والمرتزقة والوصوليين والمتربحين من الاكتشافات العظيمة- زعيما تاريخيا وبناءً عظيما وقائدا استثنائيا ومهندس "الوطن" الأعظم، ويترك له العنان يعبث ويلعب ويخترع المزيد من النظريات إلى أن تشرق "شمس الفدرالية من الغرب"، وتغدو الصين سوبر ماركت لبيع القنابل الذرية.
......
. في الصورة يظهر الرائدان الفضائيان واصحاب النظريات العظمي في بناء الدول وأمراض الأعصاب ونشاة الكون، معمر القذافي وعبدربه منصور هادي.
https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2014/5/3/1401629581.jpg