من الأرشيف

وفي الليلة الظلماء يُفتقد "الحمدي"!

40 عاما على قيام حركة 13 يونيو التصحيحية.
قاتل حتى آخر رمق من أجل الفقراء والضعفاء والمهمشين.
قاد انقلابا ابيض، وتزعم حركة تصحيحية.
أراد دولة مواطنين لا دولة امتيازات، واستشهد من أجل الناس العاديين.
جاء، من بعده بـ38 سنة، رئيس بفضل ثورة شعبية عارمة. تحالف مع لصوص هذه الثورة ومع حثالات "الحركة التقدمية" في اليمن وانقلب أول ما انقلب على الشعب.

***
عبدربه منصور هادي جاء بعد ثورة شعبية حملته إلى مقعد الرئاسة، فتنكر للشعب وأذاقه صنوف العذاب والتنكيل. انحاز إلى أمراء الحرب وقادة الميليشيات وزعماء مافيات تهريب السلاح والمخدرات والديزل، وها هو يختبئ كالفار المذعور في "جحر الرئاسة"، وجلا من أصحاب الامتيازات الذين يعربدون فسادا وغطرسة وقتلا في "ربوع السعيدة".

***
الشعب اليمني يُذل ويُهان لأن رجلا في دار الرئاسة اختار السلطة وتقاسمها مع اللصوص، ثم مدد لغيره كي يمددون له، مخليا بين القتلة واللصوص وبين الشعب المغلوب الذي تكالب عليه السفلة وسط مباركة من النخب التي زحفت إلى الرئاسة وإلى معسكرات الجنرالات ودواوين المشايخ وحوزات الدعاة الأدعياء.

***
هناك رؤساء ينتفضون من أجل الناس العاديين، فيغفر لهم هؤلاء أخطاءهم وخطاياهم، وهناك رؤساء جبناء وجلون هيابون، لا يرون إلا الأقوياء، ولا يحركون ساكنا من أجل الضعفاء، فيهونون وترتسم على جباههم "المذلة" و"المسكنة"، وهؤلاء ينطبق عليهم قول الرائي اليمني العابر للأزمنة والأمكنة، عبدالله البردوني:
تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها
إذا امتطاها إلى أسياده الذنبُ

***
اليمني البسيط، الفقير أو المعدم غارق في الظلمة ومحاصر بالظلاميين، لأن "الرئيس الذنب" لا يسترضي إلا اللصوص، لصوص الثروات ولصوص الثورات، ولا يقرب إلا المفسدين، ولا يرى أمامه سوى عتاولة النهب والتخريب والتقتيل.

***
رحم الله الرئيس اليمني، رئيس اليمنيين جميعا، المهمشين منهم خاصة، المواطن الشهيد إبراهيم الحمدي في ذكرى انطلاق حركته المباركة التي نقلت اليمنيين من حال إلى حال، وجعلت من حلم "دولة المواطنين" هدفا قريب المنال، وقوضت خرافات "اليمني المتخلف"، القبائلي، المسلح، العالة على الدولة، الجاهز للموت من أجل شبر أرض أو شربة ماء.

اللعنة على سلطة الوفاق والشقاق والنفاق، الجاهلية والظلامية، سلطة مصاصي الدماء الذين ينشرون الظلام في أرجاء "اليمن" ليتسنى لهم مواصلة شرب دماء اليمنيين ولهف نفطهم وطمس بقع النور في أرضهم و _ إن لزم الأمر_ خطف أرواحهم، وتكريس تسلطهم "المستدام" عليهم.

زر الذهاب إلى الأعلى