أرشيف الرأي

الدولة ليست المعني الوحيد بدحر المد الإمامي

الحَقّ أنّ المسئُولَ الأول عن مواجهة عُدوان التنظيم الشيعي الحوثي هم الإصلاح كتنظيم سُنّي و السلفيون كجماعة سُنيّة و على عاتقهم تقع مسئولية رَصِّ الصف الشعبي في منظومة متكاملة كما صنع و يصنع الحوثي بعامّة الشيعة.

و قد حدث الخلل عندما انتظر السلفيون والإصلاحيّون من المواطن العادي أن يحميَهم في حين و هُمُ الطليعة التي توجب عليها أمانتها وموقعها وإمكاناتها أن تتقدم صفوف المواجهة خصوصاً أنّ المواطن العادي قد أعطاهم إبنه لتوجيهه في أيّ اتجّاه يرونه .

وحينما أخذوا أبناء الناس إلى مراكزهم أخذوهم باسم خدمة الأُمّة والدين، كما أنّ المواطن البسيط غير المُرَكُّبِ في منظومة حزب أو جماعة لا يملك الإمكانية التي يمتلكها الحزب أو الجماعة كما أنه لم يبخل أو يتأخر عندما يدعونه إلى اللحاق بالركب شرط أن يتحرك الركب أوّلاً ، قد يقول لك السلفيون أنهم قاتلوا نقول نعم قاتلوا قتالاً لم يُعهَد من غيرهم و لكنهم قاتلوا آخر النّاس و قاتلوا دفاعاً عن أنفسهم وليس دفاعاً عن الدين أو عن المستضعفين الذين أوجب الله القتال لنصرتهم ، وكذلك يقاتل الإصلاحيّونَ اليوم من أهل المناطق التي يعتدي عليها الحوثيون ولكن دفاعاً عن أنفسهم فقط دون أن تكون هناك خطة حزبيّة شاملة لدعمهم ، وإن وجدت فهي إلى خذلانهم أقرب منها إلى نُصرتهم .

نقول هذا و نؤكده في ذات اللحظة التي نؤكد فيها انّ كلّ مَن يواجه الحوثيين المعتدين هو أفضل منّا جميعاً في حينه حتى إذا ألقى راية العزّ و قعد تساوينا جميعنا في التقصير ..

و بقيت كلمةٌ نعلم أن الكثير متأهبون لقولها و هي أنّ الدولة هي المسئولة عن مواجهة الحوثيين فأقول أنّه و في ظلّ الواقع الذي نعرفه جميعاً من تخاذل و تآكل الدولة بل و تآمر ما بقي من مُسمّى الدولة لصالح الإماميين.. نقول بعد هذا كله إنّ الحديث عن الإكتفاء بدور الدولة والتهرب من خوض معركة المصير يصبح ضرباً من السّذاجة و الذلّ الآثم أهله وإنّ الله عزيزٌ لا يحب الهوان لأوليائه المؤمنين إن كانوا مؤمنين .

زر الذهاب إلى الأعلى