من الأرشيف

تساؤلات بين يدي اللواء جلال الرويشان

عندما صدر قرار جمهوري بتعيين رئيس جديد لجهاز الأمن السياسي ‏وجدت أن صورة الرئيس الجديد لجهاز الأمن السياسي اللواء جلال ‏الرويشان مألوفة لدي قلت في نفسي: "هذا الوجه ليس غريبا علي" ‏كأنه صديق لي في الفيسبوك معقول هو؟!!‏

بحثت في قائمة الأصدقاء ووجدته فعلا #‏Jalal Ali‏ # في قائمة ‏الأصدقاء وكنت قد قرأت فصولا من روايته " من مأرب إلى طشقند" ‏قبل أن يخطفها مني أحد الأصدقاء وعلى اللواء الرويشان تزويدي ‏بنسخة جديدة فقد بحثت عنها في المكتبات ولم أجدها ربما نفذت بعد ‏تعيينه في هذا المنصب الهام حيث أراد البعض أن يطلع على ما كتبه ‏الرويشان ويخرج بفكرة عنه ولو من باب الأدب وعالم الرواية .‏

صدقوني لقد شعرت بطمأنينة عندما صار اللواء جلال الرويشان ‏رئيس لجهاز الأمن السياسي وصارت لدي قناعة أنني مهما كتبت ‏وأنتقدت فلن يزورني أفراد من الأمن القومي بعد منتصف الليل ‏ويستضيفوني لديهم وبدأت صورة الأمن السياسي تأخذ الطابع ‏الإنساني والوطني ولا يعني هذا أن الأمن القومي قد صار كما يجب ‏أن يكون ولكننا نأمل بأن يقوم اللواء الرويشان بثورة تصحيح في ‏الأمن السياسي حتى لا يبقى فيه مظلوم وحتى يؤدي دوره الوطني ‏على الوجه الأكمل وبالشكل المطلوب.‏

قد يتساءل البعض عن مناسبة كتابة هذه الخواطر والمناسبة أنني ‏قرأت رد اللواء جلال الرويشان قبل أيام على ما كتبه الصحفي ‏رياض الأحمدي ورد على تساؤلاته برقي يبشر بمسئولين من نوع ‏جديد لا يضعون بينهم وبين الناس أي حواجز ولا يتقوقعون في أبراج ‏عاجية ومن واقع معرفتي بالصحفي رياض الأحمدي أدركت أنه ‏يحمل هم وطن تكاثرت عليه المؤامرات كما " تكاثرت الذئاب على ‏خراش " ولا يحمل حقدا على أحد ولا يقصد تشويه سمعة أحد كما أن ‏النقاش معه يزيل كل الشوائب ويؤتي أكله ويثمر . ‏

• قطوف من حديث الرويشان ‏
للواء جلال الرويشان الشكر لأنه أعاد إلينا شيئا من الأمل بوجود ‏هكذا مسئول يتعامل برقي مع هذه التساؤلات القلقة ويجيب عليها بما ‏لا يدع مجالا لسوء الظن وشكوك البعض ، يقول اللواء جلال ‏الرويشان " أنا مواطن يمني عربي مسلم حر.. لست حوثياً ولا ‏إصلاحياً ولا يمينياً ولا يسارياً ولن أكون ولا أؤمن ولا أعتقد بأن ‏السماء قد حددت لنا مُسبقاً من سيحكمنا ولا أعترف بأن أحداً من ‏البشر ( بعد انقطاع الوحي ) له القدرة على الاتصال بالسماء واقتباس ‏نوره منها.. ولا أستسيغ مصطلحات الولاية والإمامة. ولا الولاء ‏والبراء ولا الفرقة الناجية.. أرى البشر جميعاً متساوون في الحقوق ‏والواجبات".‏

يؤمن الرويشان بالمساواة ويرى الحرية " هي هبة الله سبحانه وتع إلى ‏لجميع الناس بدون استثناء لا يجوز سلبها ولا الاعتداء عليها إلا ‏بالقانون"‏

وفي نظره " أن المرجعية والقداسة والسلطة الممنوحة لرجل المرور ‏وهو ينظم حركة السير في الشارع أكبر وأعم وأشمل من تلك ‏المرجعيات التي يدعي البعض أنها بحوزتهم لمجرد النسب أو المال ‏أو الإصطفاء بدعوى أنهم - دون غيرهم - هم أهل الحل والعقد "‏

• حديث رائع وطرح راقي ولكن
وفي رده على الصحفي رياض الأحمدي يقول الرويشان " لم تعد ‏بلادنا يا رياض تحتمل المزيد من القتل والدمار وإراقة الدماء. يجب ‏أن نؤمن بالحوار بدلا عن الحرب.‏

وهو حديث رائع وطرح راقي ولكن السؤال الذي أطرحه هنا بين ‏يدي اللواء جلال الرويشان هو : كيف يمكن لنا كبلد أن نضمن إرساء ‏الحوار والسلام والأمن والاستقرار والتعايش ونحن نواجه مشاريع ‏تخريبية يسعى من ينفذونها بجلد الفاجر إلى الحرب والقتل وإزهاق ‏روح السلاح وقتل الحوار والتعايش؟!!‏

أنت تريد إحلال السلام لا أشك في ذلك وأنا أريد هذا ولكن الوسيلة ‏التي تعتمدها في إرساء السلام وإيقاف الحرب هي ما أختلف فيه معك ‏لماذا؟!!‏

لأن هذه الوسيلة كما حدث في وقف إطلاق النار بين الجيش ‏ومليشيات الحوثي بعمران مؤخرا وكنت أنت في لجنة الوساطة التي ‏شاركت بهذه الهدنة إن لم تكن صنعتها تقوي المخرب وتنصر ‏المعتدي وتدعم جانب من يريد الحرب والخراب والتوسع بقوة السلاح ‏وتصفية الآخر وإدخال البلاد في أتون العنف والفوضى ولنا معهم ‏تجارب سابقة وتجريب المجرب غفلة والمؤمن لا يلدغ من جحر ‏مرتين.‏

لست مع اتهام رياض الأحمدي لأي أحد بأنه حوثي لكن نحن قناعتي ‏أن وقف إطلاق النار بين الجيش ومليشيات الحوثي المتمردة هو ‏إعطاء مزيدا من الوقت لمليشيات الحوثي لكي تأخذ استراحة محارب ‏تلملم صفوفها وترتب جيدا للمعركة بما يضمن لها النجاح والسيطرة ‏ثم تهجم من جديد وهكذا كلما أنهكت مليشيات الحوثي التكفيرية كلما ‏تم منحها فرصة جديدة عبر وقف إطلاق النار لترتب وضعها من ‏جديد.‏
أليست هذه هي الحقيقة المرة والواقع الملموس؟!!‏

• تعامل تكتيكي لا وطني !‏
لا نريد من الجيش أن يشن حربه الضروس على مليشيات الحوثي ‏لكي يجبرها على الانسحاب من كل عمران وتسليم سلاحها الثقيل ‏للدولة وإنهاء تمردها‎ ‎رغم أن مليشيات الحوثي لن تنسحب من عمران ‏ولن تنهي تمردها بصعدة ولن تسلم سلاحها الثقيل للدولة بالوساطات ‏وباللجان وبأي شي غير القوة ولكننا نريد من الدولة جدية وتعامل ‏وطني في مثل هذه القضايا‎ ‎وإذا توفرت الإرادة السياسية والرغبة في ‏التعامل بوطنية في هذه القضايا فعندها لن تعدم من الوسائل ما يمكنها ‏من الانتصار للوطن دون قطرة دم فقط تتوفر الإرادة السياسية الجادة ‏الرؤية الوطنية وقبل هذا كله الخوف من الله. ‏
الإشكالية ان الرئيس هادي يتعامل مع هذه القضايا الوطنية بمناورة ‏سياسية يظن أنه يقوم بتقوية طرف ضد طرف وعلى حساب طرف ‏وابتزاز كل طرف بتخويفه بالآخر في حين أن هذا الطرف وهو " ‏مليشيات الحوثي التكفيرية " يتقوى على حساب الدولة وهيبتها وعلى ‏حساب الوطن.‏

للأسف هذه هي الحقيقة على الأقل من وجهة نظرنا. ‏
شكرا للصحفي رياض الأحمدي على تساؤلاته وشكرا للمسئول ‏الراقي والإنسان الرائع اللواء جلال الرويشان على إجاباته وردوده..‏
وحفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه..‏

زر الذهاب إلى الأعلى