أرشيف الرأي

تاريخ مختصر لجماعة الحوثي

جماعة الحوثي جماعة مسلحة ولم تنتشر وتتوسع لأنها بديل مرغوب فيه شعبياً مع أن لها شعبية محدودة في بعض المناطق ولدى اصحابها أيديولوجية معروفة لكنها محدودة، وقد ساعدتهم في التوسع والانتشار الأوضاع التي شهدها اليمن منذ 2011 وحتى اليوم.

فبعد أن كانوا في كهوف مران وضحيان وكانوا متهمين والعدالة تلاحقهم لما ارتكبوه بحق أبناء القوات المسلحة والأمن، حصل أن الحوثيين استفادوا من الظروف الاستثنائية التي جعلت من مجموعة في الكهوف ومطلوبين للعدالة متساوين مع أحزاب سياسية تمارس أرقى أنواع العمل السياسي..

وللأسف انهم لم يستفيدوا من تركهم للسلاح إثناء ثورة الشباب بل إنهم خاضوا حروباً مع شركائهم في الثورة ونعتوا الثورة في الخاصرة ومارسوا أنواع من الاستبداد والظلم في مناطق سقطت من يد الدولة وأصبحت تحت سيطرة ميليشياتهم المسلحة..

لن اسهب كثيرا في سرد تاريخهم القديم والجديد الذي لا يحتوى على ما يبعث على الارتياح كيف لا وتاريخهم تمثل بقتل ستين ألف جندي من أبناء الجيش بحسب ما جاء على لسان احد أعضاء المجلس السياسي لهم وكيف لا يكون تاريخ سيء وهم من يتحدث عن التعايش مع المخالفين لهم، لكن الحقيقة انهم قاموا بعمل مشين وعار عليهم ولعنة ستضل تلاحقهم حين قاموا بتهجير يهود آل سالم الذين رفضوا أن يهاجروا إلى إسرائيل واحتفظوا بيمانيتهم واعتزوا بانتمائهم لليمن.. وحين سكتنا عن هذي الجريمة المشينة مارس أبشع أنواع الجرائم حين حاصر منطقة دماج السلفية التي كان قادراً على أن يجعلها مثالا للتعايش وقبوله بالآخر لكن الحوثيين حاصروا المنطقة المكتظة بالنساء والاطفال واعلن الحرب عليهم في أوج فترة ثورية عاشها شباب اليمن الذين كانوا يتطلعون إلى نموذج مشرف لشريك ادعى الثورية وحب المدنية ونبذ العنف..

لكن هذا النموذج عاشه الشباب في الاحلام التي كانوا يرسمونها فقط؛ أما أرض الواقع فقد تبدد الحلم الجميل وأصبح جحيماً واستمر الحوثي في هوايته المفضلة بافتعال الأزمات والمشاكل والحروب فقد استطاع وباقتدار أن يشعل الحرب في حجة والجوف وعمران ودماج والرضمة واشعل فتيل أزمة طائفية ومذهبية لم تشهدها ولم تعشها اليمن منذ أن دخل الإمام الهادي اليمن عام 284ه. لكن السيد عبدالملك الحوثي استطاع أن يجعل من اليمن ساحة قتال خلال سنوات معدودة وخاض معارك واستطاع السيد أن يهجر أهالي منطقة دماج بعد حرب وحصار سقط فيها 800قتيل، ولم يكتفِ بذلك بل انه طردهم من منازلهم في جريمة انسانية لم يرتكبها حتى طغاة التاريخ لكنة فعلها باقتدار وأصبحت صعدة مدينة مقدسة للحوثي وأتباعه بعد أن منع كل مظاهر التعايش ومنع كل من يخالفه بالفكر أن يمارس طقوس دينية، حتى انصار التجمع اليمني للإصلاح شركاؤه في الثورة لم يسلموا من بطشه وجبروته فقام باعتقال ناشطيهم وفجر مساجدهم ومنعهم من ممارسة أعمالهم الحزبية ناهيك عن نشر افكارهم.

دخلت في بعض التفاصيل مع انى اريد أن اركز على موضوع التعايش والعنف لدى الحوثي وهو موضوع مهم فجماعة الحوثي لا تستطيع العيش بدون سلاح فكل جماعة مسلحة لا تستطيع التمدد والانتشار بدون استخدام العنف والقوة ضد كل خصومها التي تمارس ضدهم أبشع أنواع العنف والارهاب، فمثلاً دخل الحوثي همدان وعمران كان أول عمل تقوم به هو تفجير المساجد ودور القران ومنازل خصومهم ومن يقف ضد مشروعهم ولا ماذا يضرهم بيوت لله وهم من يدعون انهم انصار لله! كيف تنصر الله وأن تهدم منازله وبيوته لكن الحوثي يريد ارسال رسالة، أن الله والإسلام والدين الحق هو ما يأتي منهم ومادون ذلك فهو ضلال ويجب أن يحاربوا من يخالفهم.

محافظة عمران نموذج آخر لعنف الجماعة وعدم تعايشهم مع الآخر دخلوا عمران لطرد مليشيات الاحمر والتكفيريين كما يقولون وقد قاموا بما أرادوا حيث فجرو منزل الشيخ الاحمر وهو الهدف الأساسي لحربهم، لكنهم استمروا في العنف لان الخريطة التي يريدون أن يصلوا إليها هي العاصمة وليست عمران فحسب.

الهدف الجديد هو الجيش الذي أعلنوا مناصرته في حرب ابين وشبوة لكنهم يحاربوه في عمران كيف يكون الجيش في ابين وشبوة وطنياً ويقوم بدور وطني وفي عمران أصبح مليشيات وتكفيريين وقاموا بمحاولة شيطنة الجيش وهو ما لم يحدث حين قاموا بمحاولة احتلال عمران وتطبيق نموذج صعدة قام الطيران الحربي بمهامه وعادوا إلى المربع الأول: التمترس ونشر المليشيات في الجبال والقرى الخاضعة لهم.

في الأخير.. أين هو مشروع الحوثي الذي يقدمه لأبناء الشعب اليمني غير العنف والحرب ماذا يريد الحوثي هل يريد أن يحكم اليمن فليحكم لكن بطريقة شرعية وعن طريق انتخابات حرة.. اما طريق العنف والحرب فالشعب اليمني قد مل من الحروب ويريد الآن دولة تعطيه حقوقه وتوفر له ما يجعله يعيش في حياة كريمة.. الشعب يريد تعايش بين جميع أبناء الشعب اليمني ولا يريد استيراد نموذج العراق، الشعب يريد أن يعرض كل صاحب فكر أفكاره بطريقة سلمية وبدون استخدام العنف والشعب هو من يختار الفكر الذي يريد.

زر الذهاب إلى الأعلى