التحليلات الحاذقة لكون عبد ربه يدفع الحوثي والإصلاح لإنهاك بعضهما مضافا اليهما علي محسن ، لا تكفي للاحساس بالطمأنينة الوطنية.
ناهيك عن هذه الخطة موضع التحليل والرهان على خطورتها وافتقارها للغطاء الأخلاقي الوطني فهي بحاجة لأصابع رئاسية مسيطرة وليس لأصابع هادي المضطربة اذ ستخرج هذه الحالة عن السيطرة لصالح مبدأ "صراع الجماعات" أولا ولصالح الحوثي الذي يتمتع بمزايا القوة الصاعدة الدينية التي تتغذى -كغيرها من القوى البدائية - على الدم ومهما نزفت فإن ذلك يقوي داخلها مزاج التضحية ويحفزه اكثر طالما بقي صراعهاهكذا على مقاسها الطائفي.
حضور الدولة يوهن قوى ما قبل الدولة وليس دفعها لتتصارع أو محاولة تصوير الأمر على أنه بين طرفين لا شأن للدولة بهما.
عندما يقوم حاكم ما باستبدال مسئولية الدولة بخططه الشخصية يتحول الأمر لمجازفة خطرة قد يبدو الحاكم فيها ذكيا لوهلة لكن النتائج ستدمغ زمنه بالغباء.
**
الحدث ان الحوثي يتقدم والباقي من الاحداث هي تفاعلات للحدث الرئيسي.
تخلت الدولة عن وظيفتها وها هم الحوثيون يتمترسون الان داخل العاصمة؛ خنادق وسلاح ثقيل في الجراف وحصل كما هو معتاد على اقرار رسمي بحقه في هذا التموضع.
يسكن صنعاء ملايين اليمنيين وامست حياتهم مكشوفة لبنادق الحوثي ويتخطى رعب الناس الان الخوف على سيادة البلد إلى الخوف على حياتهم.
الاطراف السياسية تراقب وتنحاز وتتوهم التقاط بعض المزايا بينما نعلق نحن في الذريعة "الاصلاحية".
اذن وكأننا مجبرون على التخلي للحوثي عن وجودنا طالما بقي الاصلاح يقاومه في وظيفة ارتدادية على ما يفترض به وظيفته السياسية.
هل يجدر بنا كيمنيين اعلان البراءة الجماعية من الاصلاح لنمتلك حق الدفاع عن وجودنا؟
الحوثي طرف واليمنيون طرف، أياً يكن خيار الاصلاح.