أرشيف الرأي

بضاعتهم لا تصلح لليمن

وُلدَ الوَعيُ السبتمبريُّ في بيئةٍ يمنيةٍ خالصة لها خُصُوصيّتها ومعاناتها التاريخية مع كهنوت السُّلالة وظلمها وظلامها ،ولأنّ مصر و العراق والشام البلدان التي صَدّرَتْ التَيّارات الفكرية والتحزُّبَ الثفافي والسياسي لكل الأقطار ومنها اليمن لأنها لم تُعَانِ من الإمامة ولم تدرِ ما هيه فقد كان من الضّلال والتضليل أن تستمدَّ التياراتُ اليمنيةُ فكرها السياسي والثقافي من تلك [ المُتربُولات ] الآنفة الذكر لأنها غريبة عن بيئة المنشأ للقضية التأريخية لليمنيين صحيح أن تلك الأفكار المستوردة مع الأقمشة لم تكن إماميّةً لكنّها كذلك لم تكن جمهوريةً وصحيح أنها كانت بديلاُ مؤقتاُ عن ثقافة الإمامة لكنها كانت بديلاُ دائماً عن ثقافة الثورة والجمهورية ، ولذلك لم تأخذنا الدهشة وفق هذا التفسير أن رأينا عناصر الإمامة يقفزون لمؤازرة مشروعها من مواقعهم في أحزاب قالت أنها تقدميّة كالإشتراكي والناصري و حتى البعث بالذات التابع لعلويي سُوريّة بل وحتى من داخل جماعة الإخوان المسلمين السُنيّة وبالطبع فأنا أمقت ذكر أسماء كثيرة كشواهد سيّئَةِ الذكر والصّيت والسيرة.

***

قلنا لكم إنّ خُلُوَّ السّياسَة من القِيَمِ و إفراغَها من المبادئ يقودُ الجميعَ إلى كارثةٍ محتمة وكان جوابكم دائماً عباراتٍ ظَلتُم تُردِّدُونهَا كالبَبّغاوات وتلثغون بها كالأطفال من مثل كلمة ( السياسة فن الممكن ) و ( في السّياسة لا عداوة دائمة ولا ... إلخ ) ، والمثير للشفقة أنه وبالإضافة إلى عدم صَواب مثل هذه الترهات السخيفة هو أنكم كنتم تتشدقون بها أمام السامعين و تتباهون بها كأنها من بنات أفكاركم فليتكم وقد سرقتم سرقتم نفيساً أو ليتكم أدركتم أنّ ما وقعتم عليه وباهيتم به لم يكن إلا سُمّاً ناقعاً وأنتم تحسبونه طِبّاً نافعا .

زر الذهاب إلى الأعلى