[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الأخطار في خطاب الرئيس هادي الرمضاني

في خطاب الرئيس هادي بمناسبة شهر رمضان الكريم لفت نظري أن الرئيس قد حدد الأخطار التي تواجهها البلاد وكذلك حدد الجهات المخولة بالتصدي لها من وجهة نظره وهي على النحو الآتي خطر يهدد التسوية السياسية والمرحلة الانتقالية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني ويحاول الدفع بالمواطنين إلى الثورة من خلال تنغيص حياتهم بضرب الكهرباء وأنابيب النفط والغاز و خلق أزمة مشتقات في البلاد وهذا الخطر يتمثل في الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس هادي شخصياً وقوات حمايته هي من ستتعامل مع هذا الخطر و ستتصدى له .

خطر المليشيات والجماعات المسلحة التي تهدد بالسيطرة على الأرض وفرض الأمر الواقع وذلك يتمثل في أقوى تنظيمين هما الإخوان والحوثي وهؤلاء كل طرف هو مخول بمواجهة الآخر والدولة ستلعب دور الوسيط وأي محاولة منهما للاقتراب من العاصمة سيتم إحباطها من قبل الجيش ولكن لا بأس أن يصفي كل طرف الآخر بعيداً عن سمع الرئيس وبصره .

خطر يهدد الأمن والسلم العالمي والمحلي ويحاول جعل اليمن أكبر معسكر تدريب للإرهاب وهو القاعدة , والجيش والأمن اليمني هما وكلاء العالم الميدانيين ومهمتهم مواجهته والقضاء عليه .

برأيي أن هذا التقسيم هو مناسب للرئيس هادي وسيسمح له بالاستمرار في كرسي الرئاسة لفترة أخرى ولكن في ظل أوضاع مأزومة ومتوترة وغير مستقرة ما يعني مزيداً من الفوضى والعنف والتدهور في كل المستويات ودائماً إدارة البلاد بالصراعات والأزمات تنجح في البداية ولكنها تؤدي إلى كوراث في نهاية المطاف .

وهكذا وضع إذا استمر ليس مناسباً لليمن كبلد يسعى نحو الأمن والاستقرار والتنمية , إذ أن واجب الدولة هو أن تفرض هيبتها وسيطرتها على كل مناطق اليمن وان تجبر المليشيات المسلحة على التخلي عن سلاحها وأن توفر الأمن لجميع المواطنين ولا تجعلهم تحت رحمة هذا الطرف أو ذلك , لأن أغلب المواطنين ليس لهم من يحميهم بعد الله إلا الدولة .

كما أن الدولة يجب أن تطلع مواطنيها على الأحداث من باب العلم وليس من باب الشكوى وأن تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية أمن الوطن والمواطن وأن تضرب بيد من حديد على قوى الشر والفساد والتمرد والإرهاب .

ولكن يبدو أن مسلسل تفتيت القوى السياسية يجري على قدم وساق عن قصد أو عن غير قصد وهذا سيكون له آثار مدمرة على الوطن مستقبلاً , فقوى الثورة متناحرة وتقاتل بعضها بعضاً وفي الأفق يلوح صراع مرير سيقضي على المؤتمر ككيان سياسي قوي يمكن أن يكون جزءاً من الحل في المستقبل وفي الأخير سيكون هذا تمهيداً لقوى العنف والتطرف لتظهر على السطح كقوى بديلة قوية ومتماسكة وهذا ما لا يرضاه الرئيس ولا أي مواطن شريف لذا لزم التنبيه.

حفظ الله اليمن وشهر مبارك وكل عام والجميع بألف خير .

زر الذهاب إلى الأعلى