يحاول البعض الآن القول إن الحل في عمران هو الاتفاق الأخير المعلن وليس انسحاب الميليشيات وسيطرة الدولة.! وفي الحقيقة لا فرق جذري بين الاتفاق وبين سقوط عمران بشكل مباشر.. إلا أن الاتفاق مسرحية تمهد لما هو أبعد.
بعد تحقيق الحوثيين لتقدم وقيامهم بالقتل والتفجير الحديث عن الاتفاق المعلن قبل نحو أسبوعين هو مباركة لما حققوه.
ما هو الفرق بين تنفيذ الاتفاق الذي يحقق مطالب الحوثيين ويفتح طريق الحوثي؟ وبين سقوط المدينة إلا نقل المعركة إلى نقطة أقرب من العاصمة أو سطها؟
**
لقد قالوا إن اتفاق دماج يحقق السلام، وقالوا إن اتفاق حاشد يحقق السلام وقالوا إن تغيير محافظ عمران يحقق السلام، وقالوا إن الهجَر والتحكيم يحقق السلام ودارت الحرب في مناطق عمران وغير عمران ووصلت همدان وبني مطر والجراف.
وما دام الحوثي يريد تطهير "عمران" من الإصلاح وآل الأحمر وغيرهم فهذا يعني بالتأكيد أنه سيحاول ممارسة ذات المهمة في صنعاء مع كل من يخالفه فيها كما حصل في صعدة وعمران.
من صعدة إلى عمران وهمدان نزح عشرات إلى مئات الآلاف إلى صنعاء. ترى أين سينزحون بعد صنعاء هم و3 مليون مخالف للحوثي في العاصمة؟
**
احذروا فقاعات المبعوث الأممي وتصريحات المخدرة ومثل ذلك هادي ووزير دفاعه.. الوضع أخطر من ذلك، فوق ما هو ظاهر.. وتطبيق الاتفاق لا يعني إلا إزالة العائق الذي وقف أمام الحوثيين في عمران وهو اللواء 310 والقشيبي. مثلما لم يكن اتفاق دماج غير تهجير السلفيين ولم يكن اتفاق حاشد إلا سقوط مقاومة حاشد!. علماً أن تحريك الدعم وتحريك الطائرات لم يعد تطوراً فاصلاً وفقاً للتطورات، لأن المسألة تحتاج لتحرك الدولة والشعب وكافة القوى.
**
هناك خطران: الأول أن تسقط المدينة بيد الحوثيين، والثاني هو العودة لذلك الاتفاق المشؤوم المعلن من اللجنة الرئاسية لأنه يعني العودة إلى الضبابية والسقوط الناعم لعمران. يجب أن ينسحب الحوثي وتبقى أجهزة الدولة مسيطراً وحيداً.. عدا ذلك خطر وإن بدا هدوء أو توقف الحرب لأيام إلا إنه يعني عودتها ويكفي التجارب والبديهيات.
لا فرق بين الاتفاق الرئاسي في عمران والاتفاق الرئاسي في دماج.. قد ينهي الحرب في عمران ولكنه ينهيها بتحقيق أهداف الحوثي وينقلها إلى صنعاء.