سقوط عمران يجب أن يسقط معه كثيرون ، ليس فقط أولئك الذين تآمروا عليها وعلى الوطن ، بل يجب أن يسقط معهم أولئك الذين صمتوا على الجريمة ، والقيادات التاريخية التي لم تعد غير جزء من التاريخ ، ولهذا يفشلون دوما في استشراف المستقبل .
القيادات التي بلا خيال ولا أفق لم تعد تجلب غير الصدمات والخيبات .
إلى كل الشباب في هذا الوطن المتخم بالوجع والجراح ، يجب أن تحملوا الراية ، راية الوطن والإنسان والمستقبل .
يجب أن نتجاوز تاريخا أسود لم نكن شركاء في صنعه ، يجب أن ندفن أحقادا لم نكن طرفا فيها ، يجب أن نخط الطريق ونرفع للوطن راية تحتضننا ونحتضنها ، تظللنا ونحميها ، راية تعيد للإنسان اليمني ثقته بنفسه ووطنه .
أي وطن هذا الذي يتداعى دون أن نحتشد لإنقاذه ، وأي مناضلين نحن وأرضنا تنقص من أطرافها دون أن تستفز وطنيتنا ؟
خرج المتظاهرون البرازيليون بالأمس وأوصلوا للعالم رسالة واضحة أننا لا نحتمل الهزائم ، وخرجت رئيسة الجمهورية تعلن حزنها مع الناس ، ونحن نتسلى بالخيانات دون أن ينبس أحد ببنت شفة .
نحن نحب الوطن ، والدليل أننا نخونه ، نتسلى بتوزيع الخيانات على الآخرين ونحن في أعماقنا خونة .
تسقط مدينة بكاملها ، ويمضى على الأمر الساعات الطوال ، لا الأحزاب تكلمت ، ولا المجتمع انتفض ، ولا الخائنون تحت التحقيق ، ولا القتلة تحت العقاب ، أما الحكومة والدولة وصناع القرار فيقولون كل شيء على استحياء ، لقد أصبحوا خائفين ، أفزعتهم الإشاعات التي تتحدث عن مقاتلي الكهف الذين لاينتصرون بغير الخيانة والغدر .
أي رجل في حزب سيحترم حزبه بعد أن تبين أن الحزب ليس سوى مأوى للعاطلين عن العمل والفاشلين في اختراع الحلول ؟ .
أي جندي سيقاتل وهو يعلم أن وزارته خانته وتركت شرفه العسكري في القيعان ؟
أي دولة ستحظى باحترام الناس وهي التي تركتهم في العراء بلا أكنة ؟
وأي وطن سيبقى لنا غير أودية بلا زرع .
هذا الوطن يجب أن يعتمد على شبابه ، ليس علينا أن نتسول قرارا من مجلس الأمن ولا من الدول العشر ولا أن نغامر بمستقبل أطفالنا بأياد لم ترضع حليب هذا الوطن .
هذه الأرض بلادنا ، ونحن من يجب أن نتحدث باسمها وإلا فإننا لانستحق لقبها ، وكل الذين يسعون من أجلها يجب أن يمروا من خلالنا .
يجب على الشباب أن يرفعوا صوتهم دون خوف ، أن يؤشروا ببنانهم لمن يخون الوطن والإنسان ، أن يعلموا أن الوطن لم يعد يحتمل المزيد من الوجع والقهر والمغامرات .
الشباب هم الأمل ، وإلا فإن المستقبل قاتم ، والوطن ليس تحت السيطرة كما يردد الغافلون ، والخطوط الحمراء ستصغر حد القرفصاء إذا فضلنا السكوت جميعا .
أيها الشباب ، لقد وقفنا في الثورة من أجل الوطن ولم نكن ننتقم من أحد ، وإنه لمن العار أن يتداعى الوطن ونحن نحتمي بخدور الصمت ، إنه لمن العار أن يكتب التاريخ أن الثورة الأولى لم تكتمل ، وحين حاول أبناء المناضلين استكمالها نقضوا لها العرى الأولى ، أيقظوا الذئاب وناموا .
أيها الشباب ، عن أي وطن ستتحدثون للعالم ، وماهو التاريخ إذا لم يكن يصنع المستقبل ؟
أيها الشباب ، جدو طريق الوطن ، وهو سيجد طريقكم .