أرشيف الرأي

حتمية سقوط صنعاء... ما لم؟

الأسبوع الماضي حفل بأهم أحداث اليمن حين سقطت دفاعات اللواء 310 وبالتالي سقطت ‏مدينة عمران بيد مليشيا حاصرت المدينة واللواء منذ شهور،رد فعل النظام الحاكم باهت جداً ‏وإثبات لطريقته اللئيمة والسيئة جداً التي يدير بها البلد منذ 20 شهراً(اجتماعات- خطابات-‏تهديد) وفي الأخير نسمع جعجعته فيما لا نرى سوى طحين المليشيا يزداد في الاقتراب من ‏صنعاء.‏

على مدى 30 مقالاً كتبتها خلال الأشهر العشرة الماضية حاولت تنبيه الجميع لخطورة نهج ‏المبالغة في التفاؤل بنظام فشل في تأمين مكتبه بالعرضي ومراراً سعينا لإفهام النخب السياسية ‏وصناع الرأي العام أن إدارة النظام الحاكم ستقود اليمن إلى الجحيم وأن المؤشرات منذ بداية ‏سنة حكمه الثانية لم تعد تمنحنا الكثير من الفرص للركون عليه حاكماً لليمن ومنذ خرافة ‏مؤتمره الموفنبيكي زاد الرجل غروراً بعدما لم يعترض أحد على التمديد له ومنحه صلاحيات ‏الخليفة الراشد الذي لا معقب لرأيه..‏

‏ لم تحصل استجابة كبيرة للتحذيرات لكن الأسبوع الماضي كان نقلة نوعية للنخب السياسية ‏لتقييم أداء النظام وبدأ البعض أخيراً يصرح أن الرجل خان الوطن والجيش وتركه يقتل ويفنى ‏فيما هو يعيد اسطوانته المشروخة(كانت صنعاء مقسمه والمتارس والبترول ولولاه ماغردت ‏الطيور!!).مأساة اليمني وبالذات السياسي أنه بطيء رد الفعل حتى مع وجود أدلة تثبت أن ‏حاكمه يقوده إلى الهاوية.‏

لم يستفد من هذا السلوك السلبي لدى النخب سوى أصحاب الأجندات الخاصة المحددة الهدف ‏وعلى رأسها النظام الحاكم فجمع الملذات ومن وراءه انفصاليو الجنوب المهووسون بالعودة ‏للحكم ثم مليشيا نظرية الحق الإلهي المهووسة بعودة حكم البطنين أما بقية الأطراف في اليمن ‏سواء المؤتمر أو الإصلاح أو بقية أبناء الشمال فقدموا الخدمات المجانية لهم ولم يدرك أياً ‏منهم أن الذئاب تنهش في لحم وطنهم ولحمهم ولن تبقي لهم شيئاً ليتعاندوا عليه مستقبلاً!!!.‏

الآن وقد صار الوضع على الأرض أن النظام تجاوز ما أسماه هو الخطوط الحمراء ولإن ‏الواجب تنبيه الجميع أن مسألة سقوط صنعاء ليست أكثر من اختيار للتوقيت المناسب وحتى ‏لا نصحو على أندلس جديد نرثيها شعراً دون فائدة فإن اللازم محاولة تدارك الوضع عبر ما ‏يلي:‏
أولاً استيعاب الحزبين الرئيسيين في الشمال أي المؤتمر والإصلاح أن رفع الغطاء السياسي ‏عن رئيس النظام ونظامه المناطقي صار أوجب الواجبات وأن سكوتهما على الرجل بزعم ‏الخوف من العقوبات البنعمرية هو الجهل بالسياسة بعينه، فالعقوبات لن تكون أخطر من الفناء ‏الذي سيحدث في حال بقى عبدربه رئيساً .‏

ثانياً: التفكير في خارطة طريق جديد والقنوع بفشل الخارطة السابقة وركنيها المبادرة ‏الخليجية المنتهية المدة أو مخرجات الحوار الموفنبيكي والتفكير بتشكيل مجلس رئاسي لإنقاذ ‏البلد والتسريع باستعادة الدولة الجمهورية ورفض جمهورية اتحاد الموفنيبك.‏

ثالثا: القناعة أن مشاريع المراضاة لم تبن الدول وإنما هدمتها في وقت زمني قياسي وبالتالي ‏فإن مراضاة أصحاب المشاريع الانفصالية في الجنوب المطالبين بالحكم أو أصحاب الحق ‏الإلهي بالحكم في الشمال هو أول ما ينبغي رفضه ومقاومته.‏

‏ رابعاً: استعادة زمام المبادرة من أيدي مراهقي السلطة الذين أقنعوا المجتمع الدولي بإن ‏اليمنيين بدون أفكارهم سيموتون وعلى رأس من ينبغي قطع الصلة به بن عمر الذي يحلم ‏بالبقاء مبعوثاً أممياً لألف سنة لتجميع كنز علي بابا وفرصة العمر، ومن بعده نجل الرئيس ‏جلال ثم أحمد بن مبارك وبقية المراهقين الجدد.‏

ألمح سقوطاً وشيكاً لبلدي اليمن ما لم يفق أبناءه ويتحركوا فصحوة مبكرة أقل كلفة من ‏صحوة متأخرة رسالة أوصلها لمن يريد لحاق أخر أعمدة المعبد قبل سقوطه.‏

زر الذهاب إلى الأعلى