في بداية عام 1995 كنت في العشرين من عمري أتحدث مع أصدقاء من حزب الاصلاح و أحد قياداته الوسطية و أعترض وحيداً و بشدة على مشاركة الاصلاح في حكومة مابعد الحرب وأطالب بانسحابهم من حكومة صممت خصيصاً لاحراق كرتهم وشعبيتهم تتجه نحو افساد الحياة .
احتد النقاش جداً و ختمه أحدهم بسؤال لايزال يرن في أذني منذ عشرين عاماً : هل ستفهم أكثر من الأخوة ؟ قلت له بكل حزم : نعم وغادرت دون رجعة .
بعد عدة أشهر شاهدت في التلفزيون رئيس الحكومة عبد العزيز عبد الغني صامتاً خاشعاً يداه تحت الطاولة بينما إلى جواره نائب رئيس الوزراء يومها عبد الوهاب الآنسي يتصدى لاعلان أول جرعة فيما أسمي - بكل لؤم ومرر بكل غباء - برنامج الاصلاح المالي و الإداري.
بصقت جانباً و أكملت قراءة مجلة " سيدتي" وكنت أعرف من يومها نتيجة انتخابات عام 1997 حيث خسر الاصلاح نصف مقاعده في البرلمان( من 63 مقعد إلى حوالي 35) لصالح المؤتمر الشعبي العام.