من الأرشيف

اليمن إلى اليمن؟

ما جرى من سقوط عمران وتسليم الأمور لرجالات الإرهاب وما جرى في همدان والجوف وارحب وغيرها تحت سمع وبصر الدولة والأحزاب وبتلاعب واضح من الجميع لتدمير وانهاء اليمن. ولكن هنا كلمة حق يجب أن تقال ولست ممن يؤمن بالمدح أو السب والتهريج، ولكني أقولها صادقة وبنية مخلصة رسالة إلى الأخ عبد ربه منصور هادي الذي تفاءلنا كثيراً بتوليه المنصب لما أعرفه عنه من إيمان وخوف من الله، وصدق القبلي والشهامة.

ولكني بصراحة أصبت بصدمة عنيفة وعانيت من أزمة عندما وجدت موقف الرئيس تجاه عصابات الإجرام وكأنه الأخضر الإبراهيمي. فمقتل القشيبي والاستيلاء على المعسكر وفرض شروط الإرهابيين هو إعلان سقوط الدولة اليمنية، وكان الواجب أن ينسحب الكل من العمل السياسي بعد هذه الفضيحة المدوية، ولم يحصل في التاريخ وكل دول العالم أن الدولة تتنازل للإرهابيين وتسلم جيشها وسلاحها لهم وتتكلم معهم بليونة، فلم أعهد قائد يعمل ذلك. كيف حمل فخامته السلاح عام 94 مع صديقه علي عبد الله صالح ضد الانفصال ولم يهادن وكيف سيقابل ربنا المسئولين من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع ماذا سيقولون عن تلك الدماء التي أريقت بأي ذنب قتلت والبيوت والمساجد ومدارس تحفيظ القرآن، وإن ما تقوم به إيران في اليمن هو نفس ما تقوم به صديقتها وحليفتها إسرائيل في غزة وما تقوم في العراق وسوريا.

يا فخامة الرئيس ويا مجلس الوزراء ويا قيادة الجيش ويا حزب المؤتمر ويا حزب الإصلاح، هذه الدماء التي سفكت والبيوت التي دمرت والمساجد هدمت، فإن الله سائلكم عنها يوم القيامة أم تظنون أنكم مخلدون ، وتقولوا للعالم إن هذا صراع بين الإصلاح والحوثيين.

يتم قتل الجيش والشرطة يوميا في مناطق الشمال وفي مناطق الجنوب لتدمير الجيش لأن هناك قادة في اليمن يريدون تحقيق أجندات شخصية ويرفضوا أن يسموا الأشياء بمسمياتها، وللأسف إن الرئيس السابق جعل حبه للرئاسة والانتقام أن يساعد هذه الجماعات التي زادت من قوتها وتسليطها على الشعب وضرب البلاد وجمع الأموال.

أقول لهؤلاء جميعا من الدولة ومن علي عبد الله صالح ومن معه وحزب الإصلاح وشيوخ القبائل اتقوا لله، اتقوا الله ماذا أعددتم للقاء الله عندما تنزلوا القبور، وكذلك جمعية علماء اليمن الذين ماتوا بفضل الأموال والأراضي والترف. في اليمن شعب جائع وأطفال مرضى وتخلف صحي وبيئي وأزمة مياه وكهرباء. وبالمقابل ترف وثراء وفساد عند المسئولين .

ثقافة العنصرية غزت اليمن، ها هي الجنوب وصلت فيها ثقافة الكراهية أعلى درجاتها لأن الميدان كان فارغاً لدعاة الكراهية والعنصرية من بقايا الشيوعيين الذين يريدون أن يعودوا للحكم، طردوا في المجر وبلغاريا ورومانيا وبولندا وأوروبا الشرقية، وفي اليمن المتخلف عادوا باسم الانفصال ولهذا أنا لا أخاطب المشترك، فهم جزء من المشكلة وأصلها من الرافضة الشيوعيين والناصريين ولكن حب قادة الإصلاح للسلطة جعلته يتحالف معهم بعد أن أفسدهم جميعا النظام السابق.

وقد أبرزت قيادات هزيلة لا علم لها بالسياسة وأغلب قادة الأحزاب لا يستطيعون أن يقولوا شيئا لأنهم يتسولون على أبواب المسؤولين بالمخصصات والصفقات والنظام السابق أفسدهم جميعا حتى العلماء، وأغرقهم في بحور الفساد المنتنة.

يستغرب العالم الحر والمخلصين من هذه المواقف. ماذا جرى لأهل اليمن؟ أين رجالاتهم أين شجاعتهم أين نخوتهم أين قلوبهم، أين إنسانيتهم. للأسف لا نجد ذلك.

أقول ما يجري مخيف، ودعوني أقول بصرحة إن ثقافة الكراسي والمناصب والركض ورائها قد أصابت القوم بالهلوسة والجنون، فلأجل فصل الجنوب دعونا نحرق الشمال، هذه خطة الحراك والحزب الاشتراكي، ومن خدعوهم بأنهم سيعطونهم القيادة والرئاسة ممن كانوا وحدويين، ولكن أقولها بصراحة لن يحكم هؤلاء الجنوب، ولم ولن لأن السيد الإيراني والامبراطور الكسروي يردها أرضا محروقة لتدريب أنصار الشريعة وتجار المخدرات والأسلحة لتصدير الإرهاب لتدمير الجزيرة العربية، هذا ما قاله روحاني وظريف ضمنا، ما يقوله الملالي علنا، اصبحت اليمن بشمالها وجنوبها مستعمرة إيرانية.

فإن كان المطلوب الانفصال فهو حاصل وإن أصررتم على هذا الخراب، فأبنوا سوراً عازلاً بين البلدين من أموال الجفري وبن زيد وتجار حضرموت التي جمعوها وبإشراف ابن عمر حتى لا يتسرب الإرهابيون وحتى لا تصدر جماعات الإرهاب الأسلحة عبر الحدود، وحتى لا يتحمل أحد مسؤولية لاجئين من الحروب الأهلية القادمة. البلاد مقدمة وسائرة نحو حرب أهلية بأموال وخطط إيرانية. أما سمعتم ما قالته صحيفة أمريكية إذا دخل السنة بغداد سيدخل الحوثيون صنعاء. مبروك عليكم أن يتصدركم الصعاليك والبلاطجة، وا أسفاه على اليمن وا أسفاه على تنازل اليمن عن شرف منحهم راية رسول الله واصحابه، أرق أفئدة وألين قلوب، الإيمان يمان والحكمة يمانية ضاع الإيمان وقست القلوب وزالت الرحمة وسفكت الدماء وكثرت الاغتصابات والاختطافات والأسوأ قادم على يد هؤلاء.

ولي نصيحة دنيوية لا أخروية لكل القادة وللأحزاب والقبائل، أبنوا قبور خمس نجوم عندما يأتيكم الموت حتى تنزلوا بالفلوس والأموال إلى قبوركم وتأثوثونها وتدفعوا رشوة للدود حتى لا يأكلكم أو أصدروا قرارات جمهورية، وما أكثرها، بالخلود وتمديد أعماركم لمئات السنين!!! وفي الأخير تذكروا ما يجري هو عقوبة من الله والمظلومين والذين سفكت دمائهم والجوعى والفقراء سيتعلقون برقابكم عند الميزان ولن يكون معكم وزراء ولا حرس ولا مرافقين ولا ألقاب، بل ستكونون حفاة عراة يا ويلكم من الله وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم.

زر الذهاب إلى الأعلى