يعد اللواء خالد باراس، رئيس فريق القضية الجنوبية، من عقلاء البلد، ولعله ممن تضرر من نتائج حرب 1994 شخصيا، ولكنه لم يفقد توازنه آلى النهاية، مثلما حصل لآخرين يدعون بالويل والثبور إلى حد نهاية شيء إسمه اليمن... !
كان اللواء باراس محقا تماماً عندما قال بأن الرئيس هادي خط أحمر، لكنه قال إن المقابل سيكون استعادة الدولة، يقصد دولة الجنوب...! واضح هنا بأن الربط شطري ، في موضوع يخص رئيس لليمنين جميعا، ولديه تجربة كافية تجعله يفضل يمنا موحدا على ما عداه ، كما أنه قد خبر كل انواع الصراعات بما في ذلك الصراع داخل الجنوب قبل الوحدة ...
عند ما تم انتخاب الرئيس هادي، توخى كل الذين انتخبوه رئيسا لليمن كلها، يستند للشرعية الشعبية، ويعمل جاهدا لتحقيق تطلعات الشعب ، ويتصدى لكل المخاطر بما في ذلك دعوات التشرذم والطائفية والفئوية والإنفصالية ، ويحشد خلفه غالبية الشعب ومقدرات الوطن من أجل تحقيق ذلك....
مضى الرئيس هادي في سبيل تحقيق ما يرى أنه الأنسب لليمن ، وهو الدولة الاتحادية ونظام الأقاليم، ومضت أكثرية القوى السياسية خلفه من خلال مؤتمر الحوار ونتائجه، فيما بقي آخرون يحذرون وينذرون من العواقب والفشل، وهناك من تحدث عن سوء النوايا ... وهناك من بقي يعارض، أو أبقي يعارض ويدعو إلى الإنفصال...ولعل الكلام الذي نسب إلى الزميل محمد الشدادي في صحيفة السياسة الكويتية لا يخرج عن هذا السياق، وهو دعوة الجميع إلى الإنخراط في نتائج الحوار ولا مانع من بقاء الفعاليات والنشاطات التي تدعو إلى الانفصال، مع ما عرف عنها من عنصرية وبث كراهية مقيتة تجاه كلما له علاقة بالشمال والوحدة بالتأكيد ...!
الحوثي من جانبه، يتحدث عن خيارات مفتوحة ، وهو يدعو إلى إسقاط الحكومة.. لم يتحدث عن خيار العنف والقتال، لكن الفهم المباشر، للخيارات المفتوحة لا يستبعد أن تكون القوة والعنف أحد هذه الخيارات.. بل إن الأسلوب الذي تم به إسقاط عمران يؤكد أن خيار العنف هو المقصود.. ربما لا يدرك إخواننا الحوثيون حدود ما يكمن إن تحققه القوة ، أو أن القوة لها حدود، خصوصا تلك التي لا تستند إلى شرعية حقيقية ...
لو كنت مكان الأخ خالد باراس فسأقول : إن حماية الشرعية التي يمثلهاالرئس هادي واجب ولو أدى الامر إلى استخدام القوة، وكذلك فان حماية وحدة الارض اليمنية واجب ولو أدى الأمر إلى استخدام القوة إيضا ..!
والفرق هو أن الرئس هادي جاء بانتخابات، لمرحلة انتقالية مرتبطة بمهام، وسيكون رئيسا سابقا، في وقت لاحق، وياتي غيره بانتخابات حرة ومباشرة وهذا هو الشيء الطبيعي ، أما اليمن فهي باقية إلى الأبد، وتهديد بقائها خط أحمر دائم وأبدي ...!
مثل هذا الموقف قد أتى على لسان الرئيس هادي مرارا وقد حمل السلاح وقاتل عليه من قبل ، وهو ما يتوجب أن يؤكد عليه دائما وبصفة مستمرة..
مع تقديري الشخصي وصادق احترامي للعزيز خالد باراس ...